عام >عام
صيدا بحاجة إلى قاعة لتقبّل تعازي الرجال والنساء تراعي الجوانب الشرعية
صيدا بحاجة إلى قاعة لتقبّل تعازي الرجال والنساء تراعي الجوانب الشرعية ‎الخميس 9 03 2017 09:29
صيدا بحاجة إلى قاعة لتقبّل تعازي الرجال والنساء تراعي الجوانب الشرعية

هيثم زعيتر

لفت نظر كل مَنْ شارك بتقديم العزاء بوفاة الحاج حسن عبد حسن "أبو علي" (والد عقيلتي ثريا) في "قاعة الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان" في حارة صيدا، أنّ القاعة المخصّصة لتقديم التعازي، أُفرِدَ جانب منها للرجال وآخر للنساء، مع مراعاة النواحي الشرعية، ما أتاح للجميع تقديم التعازي بسهولة ويسر.
وكان بين المعزين فاعليات نيابية ورسمية وروحية وسياسية وحزبية وبلدية ومخاتير ورجال أعمال واقتصاد ورؤساء وممثلي جمعيات وهيئات ووفود من صيدا والجوار والمخيّمات وصولاً إلى الجنوب وإقليمَيْ الخروب والتفاح وغيرها من المناطق، أشادوا بفكرة القاعة، التي باتت صيدا بحاجة إلى مثلها، لأنّ القاعات التي يتم فيها تقبّل التعازي مخصّصة للرجال، فيما تقديم التعازي للنساء يكون في المنازل، إنْ لم تكن التعازي للإثنين في بعض المنازل.
و"قاعة الإمام قبلان" في حارة صيدا، تقع على مساحة 450 متراً مربعاً، ضمن مشروع أقامته بلدية حارة صيدا برئاسة سميح الزين، يشغل مساحة 5 آلاف متر مربع ويتألّف من حديقة حملت إسم "الرئيس نبيه برّي" تبلغ مساحتها 3500 متر و"مستوصف الإمام السيّد موسى الصدر"، ومصلّى ومركز للدفاع المدني.
وهذا المشروع تم بتوجيهات من الرئيس برّي ومباركة الإمام قبلان ودعم ومساعدة "مجلس الجنوب" برئاسة الدكتور قبلان قبلان، وعدد من الشخصيات والفاعليات، وذلك ضمن سلسلة مشاريع كانت تفتقر إليها البلدة لنقلها إلى مصاف مدينة تجسّد موقع حارة صيدا في العيش الوطني.
والقاعة مُتاحة أمام أهالي حارة صيدا والمقيمين فيها دون تفرقة بالمذهب أو الطائفة أو الجنسية.
ومع التقدير الكامل والشكر لمَنْ شيّد مثل هذه القاعات، صدقة جارية، لكن باتت صيدا بحاجة إلى خطوات جريئة تتمثّل بالإسراع في إنشاء قاعة للواجبات الاجتماعية، تكون مخصّصة للرجال والنساء مع مراعاة الجوانب الشرعية، ومرد ذلك إلى:
 - سهولة تقديم واجب العزاء في مكان واحد، خاصة مع اضطرار الزوج لإيصال زوجته إلى مكان تواجد النساء، ومن ثم العودة ثانية لاصطحابها، وسط ازدحام الطرقات.
- إنّ بعض الرجال أو النساء لدى تقديمهم التعازي يكون لزمالة عمل مع أحد الطرفين، وقد لا يكون على معرفة بباقي أفراد العائلة، ولا هم يعرفونه، وليس بالسهولة تقديم الرجال التعازي في أماكن تواجد النساء أو العكس.
- إنّ بعض المنازل تقع في طوابق علوية ولا تتوافر سهولة الوصول إليها مع انقطاع التيار الكهربائي، أو غير مجهّزة لذوي الاحتياجات الخاصة.
- عدم إمكانية وقوف السيّارات في محيط بعض أماكن التعزية، ما يؤدي إلى زحمة سير، وإقفال سيّارات على أخرى.
- ضرورة تحديد أوقات التعازي قبل الظهر وبعده، نظراً إلى دوامات الموظّفين، واضطرار بعضهم لمغادرة المدينة، بعد انتهاء عملهم واصطحاب أولادهم من المدارس، وحتى لا يضطروا للعودة ثانية بعد الظهر أو العكس.
مثل هذه الخطوة الجريئة، تذكّرنا بخطوات جرت في صيدا، وفي طليعتها ما قام به مفتي صيدا والجنوب الراحل الشيخ محمّد سليم جلال الدين، بشأن "مقبرة صيدا الجديدة" المقامة على قطعة أرض في منطقة سيروب - ضمن منطقة درب السيم العقارية - قدّمها الرئيس الشهيد رفيق الحريري عن روح والده الحاج بهاء الدين الحريري، وبعدما أُبلغ من النائب بهية الحريري بإنجاز كافة ترتيبات نقل ملكيتها للأوقاف الإسلامية في صيدا، واتخذ قراراً بأنْ يكون أوّل من ووري الثرى في المقبرة الجديدة، شقيق زوجته، القاضي عبد المولى سعد الدين الصلح (15 آب 1998).
وأيضاً اعتماد صلاة الجنازة في "مسجد الغفران" ضمن حرم المقبرة، بدلاً من الصلاة في مساجد المدينة، نظراً إلى الازدحام في محيط بعض المساجد أثناء صلاة الجنازة، وانتظار المعزّين لوقت طويل بين الصلاة ووصول الجنازة الذي يتأخر جرّاء زحمة السير.
مناشدة إلى المعنيين الذين لا يتوانون عن فعل الخير، بأنْ يتم تخصيص قطعة أرض في مدينة صيدا أو عند تخومها، سواء من البلدية، أو الأوقاف الإسلامية، أو إحدى الجمعيات، من أجل إقامة قاعة اجتماعية تساهم في الغاية لتقبّل التعازي بسهولة للمعزين وعدم إثقال كاهل أهل العزاء.
دعوة نطلقها وبحاجة إلى متابعة، وسنجد أنّ خيّرين كثراً سيساهمون في مثل هذه الأعمال التي تبقى صدقة جارية عن النفس، وعن الوالدين اللذين يحبّان دون مقابل، وعن الأولاد، الذين هم استمرار للوجود.

 

المصدر : اللواء