ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
حكايات النّاس .. زمن القرف والقلق؟!
حكايات النّاس .. زمن القرف والقلق؟! ‎الثلاثاء 9 02 2016 12:20
حكايات النّاس .. زمن القرف والقلق؟!

ليلى بديع


وسائل الاتصالات الحديثة من Viber وWhatsapp وIMO إلى جانب الانترنت.. سهّلت فرص التواصل مع الخارج والداخل بتكاليف أقل.. ورغم كل هذه التسهيلات.. لا أرى ان الأصدقاء المنتشرين في كل أرجاء المعمورة سعداء.. الجميع يسكنهم القرف والقلق.. على اختلاف جنسياتهم.. رغم ان رواتبهم وحياتهم مُيسّرة.. من التأمينات..
من كوبا إلى الأميركيتين إلى أوروبا إلى عموم دول الوطن العربي.. لم أجد واحدة أو واحداً من الأصدقاء ومهما كان مركزه.. يحمد الله على ما  هو فيه.. بينما نحن الذين نشدُّ الأحزمة حتى كادت تتقطّع.. عندما يسألونني عن الأحوال.. أقول دائماً: «الله يجمّلها بالستر علينا».. حتى ان مصطفى الذي يعيش في هافانا قال: ليس المهم المال بل المهم المآل.. وذاك الذي في سويسرا قال: الحياة لا تُطاق بلا أصدقاء.. وغيره وغيرهما أدلوا بدلوهم.. حتى شعرت انني يجب أن أحمل الصينية لأشحتْ لهم السعادة والاستقرار.. ولكن فاقد الشيء لا يعطيه..
حاولت التأمّل بين أوضاعهم وأنماط معيشتهم.. وبين أحوالنا في لبنان التي لا تسرّ السائمة.. بعد ان عجزنا عن تدبير أمورنا.. إلا بالإستدانة تارة.. أو محاولة بيع ما لم يمكن بيعه حتى من ملابس المناسبات لتدوير الأمور والمحافظة على الستر.. أن نصاب بالقرف في لبنان من مجمل أحوالنا.. الأمر مشروعاً.. أن نصاب بالقلق من كل ما يجري حولنا.. أمر طبيعي أيضاً.. لأننا قلقون على حاضرنا.. فكيف هو الحال على أيامنا القادمات وشيخوختنا غير المؤمّنة وخاصة لمن ليس لهم معيل؟
أتلمّس أصابع يدي اليمنى التي كنت أؤمّن عليها خوفاً من تعرّضها لمكروه.. حتى لا أتوقف عن الكتابة.. وقد توقفت عن هذه العادة.. فقد أصبحت يدي بالنسبة لي كما صحن الصيني.. ولكن هل بإمكاني التأمين على عقلي الذي يسابق الحاسوب؟ لماذا؟ وهل بات في البلد من يقدّر العقول وأصحاب القلم الصادق؟.. كل الأشياء أصبحت تافهة.. حتى عندما تحاول أن تقرأ لفلان وعلّان.. تضحك انك تضيّع وقتك في كلام مرصوف.. بل بجمل مستنسخة من الآخرين.. فعلاً انه زمن القرف والقلق؟!