في الذكرى المشؤومة لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، وجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة دعا فيها إلى "لبننة قضايا البلد" بعيداً عن الضغوط الخارجية وبرامج "الأمركة"، مشيراً إلى أن هذه البرامج بلغت ذروتها على مختلف المستويات، ما يتعارض بشدة مع السيادة الوطنية وأولويات الشعب اللبناني.

وأكد قبلان أن الانقسام السياسي الحاد واختلاف الخيارات الوطنية يُعدّان من أبرز المخاطر التي تواجه البلاد، إلى جانب التدخلات الدولية التي تؤثر بشكل كبير في مختلف مفاصل الدولة. كما شدد على ضرورة بناء دولة مواطنة قائمة على حقوق متساوية، بعيداً عن الطائفية السياسية التي وصفها بـ"العقدة السرطانية".

وأشار المفتي إلى التحديات الكبيرة التي تعيشها الدولة اللبنانية، من فشل هيكلي وعجز اقتصادي واجتماعي، إلى ضعف المرافق العامة، وغياب السياسات التنموية التي تمكّن الدولة من الوقوف على قدميها. وقال إن "الدولة اللبنانية لا يمكنها حماية الوطن بقدراتها الذاتية فقط"، مؤيداً الحاجة إلى صيغة دفاعية متكاملة بين الجيش والمقاومة لمواجهة التحديات الأمنية، خاصة في ظل التهديدات الإسرائيلية.

وشدد قبلان على أن الأولوية يجب أن تكون لإنقاذ البلاد اقتصادياً وسياسياً، ولتعزيز الوحدة الوطنية، مؤكداً أن لبنان بحاجة إلى الحوار وإعادة الدمج الوطني بعيداً عن لعبة الألغاز السياسية.

وختم بالقول: "لبنان ليس مشروعاً عقارياً، بل وطن تاريخي يتطلب محبة أبنائه وتكاتفهم لتأمين حقوقهم وضمان وحدتهم، بعيداً عن الفتن والحروب الأهلية. السيادة الوطنية والعيش المشترك هما أساس حماية هذا البلد والنهوض به من جديد".