بأقلامهم >بأقلامهم
"اختاروا الأفاضل"!



جنوبيات
في حوار راقٍ بين أحد الحكماء وتلامذته تتوضّح صورة أفاضل النّاس.
قال الحكيم:
عندما تختارون أصدقاءكم اختاروا النّاس الأفاضل.
سألوه:
هل تقصد الأغنياء؟
أجاب:
لا. الأفاضل بكلّ شيء وليس بالمال.
أفاضل بكلامهم.
أفاضل بتعاملهم.
أفاضل بتعلّقهم.
أفاضل حتّى عندما يستاؤون منك.
أفاضل حتّى عندما يتركونك.
هؤلاء النّاس يعرفون قدرك، وعندما يخاصمونك، يفعلون ذلك بهدوء وبدون إحراج.
إنّهم يقدّرون العشرة ويعرفون قيمتها. يتفهّمون اهتمامك وحبّك وكلّ شيء ممكن أن تفعله من أجلهم، ولو كان بسيطًا.
الأفاضل يعرفون متى يجب أن يتكلّموا، ومتى ينبغي أن يصغوا إليك.
عندما يغضبون ينظرون إليك نظرة عتاب، وينتهي عتابهم بابتسامة ودّ. والغضب عندهم لا يعني العداوة ولا الإساءة ولا الخيانة.
ويُكمل الحكيم كلامه:
اختر هؤلاء النّاس الأفاضل الذين يستوعبونك بكلّ أحوالك، ويقدّرون ظروفك.
إنّهم أفاضل بمشاعرهم، يرتاحون لكلامك، ويبتسمون لابتسامتك. وباختصار وبلا مطوّلات:
إنّهم يفهمون انفعالك، ويلامسون قلبك بلطفٍ كي يشفى من العناء والتّعب والمشقّة.
وعندما يقولون لك:
حافظ على صحّتك ومعنويّاتك، فهم صادقون في كلامهم هذا.
هؤلاء هم الّناس الأفاضل.
لذا،
اختر الأفاضل من النّاس فهم كأحجار الألماس، رقّةً ولطافةً وعمق إحساس.