فلسطينيات >داخل فلسطين
هل يكون حسين الشيخ "الإرهابي" التالي في البدلة الرسمية ليرأس منظمة التحرير الفلسطينية؟
هل يكون حسين الشيخ "الإرهابي" التالي في البدلة الرسمية ليرأس منظمة التحرير الفلسطينية؟ ‎الجمعة 25 04 2025 17:49
هل يكون حسين الشيخ "الإرهابي" التالي في البدلة الرسمية ليرأس منظمة التحرير الفلسطينية؟

جنوبيات

 

من المقرر أن يجتمع المجلس المركزي لـ"منظمة التحرير الفلسطينية"، يومي 23 و24 نيسان/إبريل 2025، وسيكون البند الرئيسي في جدول أعمال الاجتماع هو استحداث منصب نائب رئيس "منظمة التحرير الفلسطينية"، لأول مرة، والذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس دولة فلسطين" غير القائمة.

تعد هذه الخطوة أحدث خطوة في سلسلة قرارات اتخذها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، منذ العام 2018، لضمان استمرار حركة "فتح" في حكم السلطة الفلسطينية دون أدنى شك.
في حال عجز عباس، البالغ من العمر 89 عاماً، عن أداء مهامه كرئيس لـ"منظمة التحرير الفلسطينية"، فسيتولى نائبه منصبه بكل بساطة.
في حين أنه لا يزال من غير الواضح، ما إذا كان المجلس وعباس سينشئان المنصب دون شغله، هناك تكهنات كبيرة بأن عباس سيستغل الاجتماع غير المنتظم لأعضاء المجلس الـ180 لتعيين أمين السر للجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" حسين الشيخ، في هذا المنصب.
في الواقع، دأب عباس لسنوات على إعداد الشيخ كخليفة محتمل، واضعاً إياه في طليعة المناقشات مع "إسرائيل"، بل واستخدمه لتمهيد الطريق لإلغاء الانتخابات العامة للسلطة الفلسطينية، التي كان من المقرر إجراؤها في أيار/مايو 2021.
وكان الشيخ أيضاً من بين عدد قليل من القادة الفلسطينيين المختارين، الذين انضموا إلى عباس، وكثير من أفراد عائلته من السلطة الفلسطينية، التي تعاني من ضائقة مالية في وفد إلى كأس العالم الذي أقيم في قطر.
بما أن الشيخ من المحتمل أن يرث مثل هذا المنصب المهم، والذي قد يدفعه تلقائياً إلى أعلى منصب قيادي فلسطيني، فإن معرفة هويته، وما فعله، وبعض آرائه مهمة.
ولد الشيخ في رام الله، في العام 1960، وانضم إلى حركة "فتح" في سنوات مراهقته، ووفقاً لصفحته الرسمية على موقع "منظمة التحرير الفلسطينية"، فقد سجن من قبل "إسرائيل"، بصفته "سجيناً سياسياً" - وهو تعبير فلسطيني ملوّح يُشير إلى الإرهابي المدان - لمدة 11 عاماً، بين العامين 1978 و1989.
وعلى الرغم من عدم توافر تفاصيل دقيقة عن إدانته، إلا أنني، بصفتي المدير السابق للنيابة العسكرية في الضفة الغربية، أستطيع أن أشهد بأن طول مدة عقوبته يُشير إلى إدانته بأنشطة إرهابية جسيمة.
بعد إطلاق سراحه من السجن، واصل الشيخ عضويته في حركة "فتح"، وشغل مناصب مختلفة.

تورط الشيخ في مقتل تسيبي وجاد شيمش وإسحاق كوهين.
في 21 آذار/مارس 2002، فجر انتحاري فلسطيني نفسه في وسط مدينة القدس.
في الهجوم، قتل 3 أشخاص - تسيبي وجاد شيمش (اللذان كانا عائدين إلى منزلهما بعد فحص الحمل)، وإسحاق كوهين - وجرح العشرات.
خطط للهجوم 2 من عناصر "فتح"، عبد الكريم عويس وناصر شاويش.
من بين التفاصيل الأخرى، شرح عويس في اعترافاته (أثناء التحقيق وأمام المحكمة)، حول كيفية تنفيذ الهجوم.
وأضاف عويس أنه في صباح يوم الهجوم، توجه هو وشاويش والانتقالي إلى مكاتب الشيخ، الذي كان ثم أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية.
بينما كان حزام الناسف مجهزاً، سلم الشيخ، الذي كان يشغل سابقاً منصباً في جهاز الأمن الوقائي التابع الفلسطيني الانتحاري، مبلغاً من المال وقنبلتين يدويتين.
وكما هو الحال مع الطيراوي ومئات من إرهابيي "فتح" الآخرين، لم يُعتقل الشيخ قط ولم يُحاكم على تورطه ومساهمته في عمليات القتل، بل كان له دور محوري في الوصول إلى "صفقة المطلوبين" في العام 2007.
وكجزء من هذه الصفقة، وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود أولمرت، بقيادة "فتح" بأن إسرائيل ستتوقف عن مطاردة مئات الإرهابيين، بمن فيهم مرتكبو جرائم جماعة القتل التي تدعو إلى قتل مئات الإسرائيليين، شريطة أن يُلقون القبض على أسلحتهم ويمتنعوا عن مواصلة المشاركة في الإرهاب.
ومع ذلك، فإن معظم الإرهابيين المشمولين بالصفقة انتهكوا أحكامها، إلا أن أقل من حفنة منهم ألقي القبض عليهم وحوكموا.
الشيخ يدعم سياسة "الدفع مقابل القتل" التي تنتهجها "منظمة التحرير الفلسطينية" والسلطة الفلسطينية
عندما ردت "إسرائيل" على سياسة "الدفع مقابل القتل"، التي تنتهجها "منظمة التحرير الفلسطينية" والسلطة الفلسطينية، بإقرار قانون التجميد، سارع الشيخ، وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية آنذاك، إلى الرد، مهدداً بأنه في حال تطبيق "إسرائيل" للقانون، فسيكون للقرار "عواقب سياسية وأمنية ومالية، وستتخذ قيادة شعبنا سلسلة من القرارات والخطوات، رداً على ذلك".
وأضاف الشيخ، وهو التعبير الفلسطيني الملطف الذي أصبح الآن سيئ السمعة للدعوة إلى الإرهاب، قائلاً: "جميع الخيارات ستكون مفتوحة للتعامل مع هذا القرار".
عندما قررت البنوك العاملة تحت سلطة السلطة الفلسطينية، إغلاق حسابات 35 ألف إرهابي، رد الشيخ قائلاً: "إن قرار إغلاق حسابات الأسرى في البنوك يمس كرامة كل فلسطيني، وهو أمر غير مقبول، ويشكل خضوعاً لإرادة الاحتلال".
وأضاف: "ضرورة بناء إجماع وطني فلسطيني للدفاع عن أسرانا وحقوقهم وحماية كرامتهم، إنهم مجدنا العظيم وفخرنا الوطني".
الشيخ " ينحني" أمام عائلة الإرهابيين القتلة
في المجتمع الفلسطيني، تتمتع عائلة لطيفة أبو حميد بمكانة خاصة.
ولا يعود هذا العار إلى إسهامات العائلة البارزة في المجتمع الفلسطيني، بل إلى مشاركة 6 من أبنائها بنشاط في قتل اليهود.
وقد وجهت لائحة اتهام إلى آخر أبناء العائلة المنضمين إلى جماعة القتلة، وأدين بقتل الجندي الإسرائيلي رونين ليوبارسكي في العام 2018.
وعندما ردت "إسرائيل" على جريمة القتل بهدم منزل الإرهابي، كان الشيخ هو من نقل التزام عباس بإعادة بناء المنزل.
وأضاف الشيخ، خلال زيارته للموقع: "نحن ننحني لهذه العائلة، وتاريخها النضالي، وبطولاتها."
عندما توفي أحد أبناء الإرهابيين الأكثر شهرة، ناصر أبو حميد، المسؤول عن قتل 7 أشخاص في السجن بسبب السرطان، سارع الشيخ إلى الانضمام إلى حملة التشهير بإساءة "إسرائيل" معاملة الأسرى الفلسطينيين.
ووصف أبو حامد بأنه "سجين بطل"، وقام الشيخ بترقية الإرهابي إلى رتبة "لواء" وأضاف الشيخ: "ما يهمنا الآن هو أننا أرسلنا طلباً مباشراً لتسليم جثمانه إلى عائلته وأصدقائه وشعبه، حتى يكرموه كما يليق بالشهيد، ويستحق عائلته العائلة المقاتلة، التي تعجز الكلمات عن وصف عظمة هذه العائلة وهذه الأم".
الشيخ خيار إدارة بايدن
بعد تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية خلال ولاية دونالد ترامب، في العام 2021، اختار رئيس وزراء السلطة الفلسطينية آنذاك، ثم محمد اشتية، الشيخ، لقيادة المناقشات مع الرئيس المنتخب حديثاً، بايدن، لتقويض السيادة الإسرائيلية في القدس، وإعادة فتح القنصلية الأميركية.
لاحقاً، بدا أن الشيخ قد كسب ود وزارة الخارجية في عهد وزير الخارجية ثم أنتوني بلينكن، ووكالة المعونة الأميركية المختزلة.
وتأكيداً على هذه الصلة الجديدة، دُعي الشيخ لحضور اجتماعات في واشنطن، وهي خطوة تطلبت من بلينكن تفعيل الإعفاء من القانون الأميركي، الذي يحظر على أعضاء "منظمة التحرير الفلسطينية" دخول الولايات المتحدة.
الشيخ يدعو إلى الوحدة بـ"حماس"
قبل أشهر قليلة من مذبحة 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، التي نفذتها "حماس"، وفي ظل موجة من الإرهاب الفلسطيني، كرّر الشيخ دعوة للسلطة الفلسطينية و"حماس" لسد الفجوة بينهما.
في مقابلة على "التلفزيون الفلسطيني"، دعا الشيخ جميع الفصائل الوطنية الفلسطينية - وهو تعبير فلسطيني ملون آخر، يُشير إلى مختلف الجماعات الفلسطينية، بما في ذلك مرتكبو جرائم الإبادة الجماعية في "حماس"، و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، و"الجهاد الإسلامي الفلسطيني" - إلى تشكيل جبهة واسعة ضد ما أسماه "العدوان الإسرائيلي".
وأعرب عن أمله في نجاح الحوار بين السلطة الفلسطينية و"حماس"، قائلاً: "عليكم محاربة هذا العدو "إسرائيل" على جميع الجبهات، وفي جميع الساحات، دون استثناء عليكم محاربته على الأرض وفي المنظمات والهيئات الدولية".
حتى بعد مجزرة 7 تشرين الأول/أكتوبر، استمر الشيخ في وصف حماس بـ"الأخوة".
وعندما اغتالت "إسرائيل"، زعيم "حماس" إسماعيل هنية في تموز/يوليو 2024، حرص الشيخ على الإعلان على حسابه على "إكس"، أنه اتصل بزعيم آخر في "حماس"، خالد مشعل، لتقديم تعازيه.
في منشوره ادعى الشيخ أن استشهاد هنية، خسارة فادحة للضفة الفلسطينية.
ما هو الدعم الذي يحدث به الشيخ في الشارع الفلسطيني؟
على الرغم من امتلاكه جميع المؤهلات اللازمة ليصبح قائداً فلسطينياً - كإرهابي قضى في فترة سجون إسرائيلية، وابن عائلة لاجئة من فلسطين تحت الانتداب البريطاني - إلا أن الشيخ لا يملك سمعة أو دعماً فلسطينياً واسعاً.
عندما عينه عباس أمين السر للجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية"، لم يؤيد هذه الخطوة سوى 26% من الناخبين.
وفي استطلاعات رأي أجراها "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية"، قبيل انتخابات السلطة الفلسطينية، التي كان من المقرر إجراؤها في العام 2021، قبل أن يُلغيها عباس، لم يُذكر اسم الشيخ حتى كقائد محتمل.
الخلاصة
في حين سيحاول عباس والقيادة الفلسطينية، تقديم الشيخ (إذا تم تعيينه في المنصب الجديد)، على أنه وجه جديد معتدل وعملي (أضف جميع صيغ التفضيل المماثلة كما تراه مناسباً) لـ"منظمة التحرير الفلسطينية"، فإن حقيقة الأمر هي أنه مجرد إرهابي آخر، يرتدي بدلة من نفس القماش مثل أسلافه.
إنه على غرارهم، يمجد الإرهابيين ويصر على حق الإرهابيين، في تلقي مدفوعات نقدية كبيرة كمكافأة لمشاركتهم في الإرهاب.
إنه على غرارهم، يشير إلى "إسرائيل" على أنها "العدو".
لديه، على غرارهم، سجل من المشاركة في الإرهاب يسمح له بالإشارة إلى الإرهابيين الإباديين من "حماس" على أنهم "إخوان".
إنه مثلهم، راض بتناول النبيذ والعشاء المقدم من المجتمع الدولي، ولا سيما الأعضاء السابقين في إدارة بايدن، وتعيينه في أعلى منصب فلسطيني، حتى لو لم يرغب الفلسطينيون فيه.

المصدر : جنوبيات