بأقلامهم >بأقلامهم
طريق الاستقامة...



جنوبيات
كيف لنا ان نتغاضى عن كل الأخطاء، وهل يمكننا المضي قدماً دون الإلتفات الى الوراء، هل يمكننا العيش بسلام بعد أن مررنا بتجارب قاسية، كيف لنا ان نلوذ بالفرار من انفسنا، فنحن نبقى نتعلم ما دمنا نتنفس لأن العلم نور ونحن نتزوّد بالعلوم لنرقى بأنفسنا ونرتقي عن كل ما يعكّر صفو حياتنا، فالإستعلاء عن ارتكاب الأخطاء هو اعلى درجات اليقين، والسفاسف التي وقعنا بها ربما كانت من طبيعتنا وبالتالي كانت الخطوة الإكثر خطراً علينا، ثمّ كانت مقدمة لباقي الخطوات الآخذة نحو طريق النور ، ذلك النور الذي نسعى إليه ونرجوه في حياتنا.
يبدو للوهلة الأولى، اننا لم نر بوضوح، لكن الرؤية الصحيحة تجلّت لنا بعدما وقعنا في المحظور، وبعدما عشنا الظلامية بكل ما فيها من اعمال التي لم تجعلنا ولم تحفزنا للوثوب وللتقدم والتطور، فمن نحن ؟
اسئلة تساءل عنها كل الفلاسفة ألا وهي البحث عن الوجود، والبحث عن سرّ هذا الوجود، ربما اسئلة تضعنا امام مواجهة للواقع الذي يخرجنا من انفسنا ويضعنا امام مواجهة وتحدي لأنفسنا ، فمتى ؟
ان لحظة خروج الفراشة من الشرنقة، هي اللحظة الحاسمة لمواجهة العالم بوجه جديد، وجه قادر على المحاربة والمقاتلة كل ما ما يكدر خططنا ومشاريعنا، فالعيش في الحاضر هوبمثابة استفتاء للقلب عن امكانية العيش بتجاهل تام للماضي السحيق.
الحياة تكمن في التجاهل اي غضّ البصر عن الآخر، عن السلبية الكاملة التي تغطي تلك الإيجابية التي تتجذر في عروقنا ، فإلى اي مدى يمكننا قتل النزعة الشريرة التي بداخلنا، وترويضها للإقدام على اعمال اكثر جمالية مما في السابق، اي الخيرية تكمن في قتل السلبية الآخذة نحو المجهول .