عربيات ودوليات >اخبار عربية
رغم هدوء صحنايا وجرمانا.. أطراف دمشق "نار تحت الرماد"
رغم هدوء صحنايا وجرمانا.. أطراف دمشق "نار تحت الرماد" ‎الأحد 4 05 2025 13:42
رغم هدوء صحنايا وجرمانا.. أطراف دمشق "نار تحت الرماد"

جنوبيات

 

رغم عودة الهدوء إلى مدينتي جرمانا وأشرفية صحنايا في ريف دمشق، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي تذرعت بحماية الدروز السوريين، ما زالت مستمرة، فيما لا تزال تلك المناطق الواقعة على أطراف العاصمة السورية مهددةً أمنياً وتعيش في هدوء حذر.

وتثار تساؤلات حول ما إذا كانت العمليات الإسرائيلية تهدف فعلًا إلى حماية الأقليات، أم تسعى لإضعاف هيبة النظام السوري الجديد ومنعه من بسط السيطرة الكاملة على أراضي الدولة، بما يفتح المجال أمام أطراف تسعى إلى الحكم الذاتي، مثل الدروز في السويداء والأكراد في الشمال الشرقي، بحسب خبراء.

وفي قراءة سياسية لأهداف هذا النهج الإسرائيلي، الذي يشمل خروقات متكررة للحدود السورية وعمليات جوية وصلت إلى محيط القصر الجمهوري بدمشق، رصدت "إرم نيوز" تحليلات متفاوتة، تتجاوز التبرير الإسرائيلي الرسمي بالحماية، وصولًا إلى الحديث عن رؤية أشمل لدور سوريا في خريطة إقليمية جديدة قيد التشكيل.

الدكتور نعمان أبو ردن، أستاذ دراسات الشرق الأوسط، يرى أن خريطة وتوقيت الضربات الإسرائيلية في سوريا تعكس جملة أهداف، ليس من بينها إسقاط النظام الجديد.

وأوضح أن توزيع هذه الضربات، سواء التي سبقت أو صاحبت أو تلت الاشتباكات في مناطق تركز الدروز، لا يدل على نية لإسقاط النظام، بل على رغبة في كسر هيبته ومنعه من بناء دولة مستقرة قد تشكل خطرًا على إسرائيل في المستقبل المنظور.

وأشار أبو ردن إلى الرسائل السياسية التي حملها تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عقب القصف الذي طال محيط القصر الجمهوري، والذي قال فيه عبر منصة "إكس": "عندما يستيقظ الجولاني صباحًا ويرى نتائج هجوم سلاح الجو الإسرائيلي، سيدرك تمامًا أن إسرائيل عازمة على منع إلحاق الأذى بالدروز في سوريا".

واعتبر أبو ردن أن هذا الخطاب يعكس "رغبة في توظيف فائض القوة لتقويض هيبة النظام السوري، وليس لإسقاطه، من أجل تمرير أهداف أبعد".

ومن بين هذه الأهداف، بحسب أبو ردن، خلق فراغ أمني في بنية النظام السوري الجديد، بما يشجع الفصائل والأقليات على المطالبة بالحكم الذاتي والانفصال عن سلطة الدولة المركزية.


كما أشار إلى أن "إسرائيل تسعى لترسيخ واقع حدودي جديد، عبر إدامة احتلال الأشرطة الحدودية وجعلها منزوعة السلاح، وهي سياسة تحاول تلبيسها بغطاء حماية الدروز".

ومن جانبه، يرى الدكتور صفوان القدسي، أن "الغارات الإسرائيلية على سوريا تهدف بشكل واضح إلى إسقاط هيبة الدولة وتعزيز مطالب الحكم الذاتي، ولا سيما لدى الدروز والأكراد".

وأوضح القدسي أن "تسجيلًا غامضًا تضمن إساءة للنبي محمد كان انتشر وأشعل فتيل الاشتباكات، في حين أن المؤتمر الكردي الذي انعقد قبل ذلك بأيام في القامشلي، تحت عنوان "وحدة الصف الكردي"، شكّل منعطفًا سياسيًّا مهمًّا. فقد شاركت فيه قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والمجلس الوطني الكردي وأحزاب كردية أخرى، إلى جانب شخصيات من العراق وتركيا، وخرج المؤتمر بتراجع عن تفاهمات سابقة مع الحكومة السورية تقضي بالحفاظ على وحدة الأراضي دون منح الأكراد أي شكل من أشكال الحكم الذاتي".

وبتقدير القدسي، فإن "خريطة الغارات الإسرائيلية على سوريا، بما فيها استهداف محيط قصر الرئاسة، تُظهر بوضوح أن الهدف الحقيقي هو تفتيت هيبة الدولة السورية، وإبقاؤها في حالة رخوة تسمح بتمرير سلسلة أهداف سياسية، تبدأ بالتطبيع، ولا تنتهي عند تكريس واقع انتقالي دائم يُبقي مطالب الحكم الذاتي مفتوحة لدى الأقليات".