لا يمكن الحسم من خبراء الأرقام

في هذا السياق، يرى خبير الأرقام ومؤسس ومدير "ستاتيسكتيكس ليبانون"، ربيع الهبر، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن الوقت لا يزال مبكرًا للحديث عن تقدم أو تراجع القوى السياسية على الخارطة البلدية في جبل لبنان. ومع ذلك، لا يمكن نفي أن التيار الوطني الحر استطاع حصد بعض البلديات، لا سيما فيدير القمر والعقيبة. لكن لا بد من انتظار النتائج الرسمية لتقييم الصورة بشكل دقيق.

ويشدد الهبر على أن الأحاديث عن تراجع هنا أو هناك لا يمكن أن تُصرف في المشهد العام، فهذه قوى سياسية حية وموجودة. ويمكن الاعتراف بأن القوات اللبنانية هي الأقوى، ولكن التيار الوطني الحر لم ينتهِ بطبيعة الحال.

جبيل: معركة الأرقام والتركيز على اتحاد البلديات

في منطقة جبيل، استطاع التيار الوطني الحر، وفق المحامي وديع عقل، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن يحافظ على ثلث الأصوات في مدينة جبيل دون أي حليف أو تحالف، باستثناء بعض العائلات. ويعتبر هذا الرقم كبيرًا في القضاء.

ويضيف عقل أن التيار دعم لائحة شبابية تغييرية من بعض عائلات المدينة، في مقابل تحالف القوات اللبنانية والطاشناق وحركة أمل والكتائب ونعمة إفرام وعائلة الشامي (رئيس البلدية السابق وقبله والده). ورغم ذلك، استطاعت اللائحة المدعومة من التيار الحصول على أكثر من 34% من الأصوات، كما حدث في مدينة جونية.

ويشير عقل إلى أن خارج نطاق المدينة، أي في القضاء، فإن القلم الأكبر في هذا القضاء هو قرطبا، والتي تعتبر أكبر من مدينة جبيل (مسيحيًا)، لأن مدينة جبيل مختلطة من الطوائف. وقد فاز في قرطبا التيار مع لائحة فادي مارتينوس بفارق كبير. وهذا ما حصل في العاقورة للائحة المدعومة من التيار، وفي بلدة ترتج فازت اللائحة المدعومة، وكذلك عمشيت.

أما في معظم البلدات الأصغر نسبيًا، فقد حقق التيار فيها فوزًا من خلال دعم اللوائح فيها. فقد دعم شخصيات وتعامل بشكل محترف مع احترام للعائلات وشخصيات موجودة في هذه القرى دون فرض مرشحين بالاسم عليهم.

ويلفت عقل إلى اكتساح كبير في انتخابات المخاتير، حيث فاز عماد ملحمي في مدينة جبيل بفارق شاسع، ونال التيار هناك 4 مخاتير من أصل 7 في المدينة. وكذلك في عمشيت، حصل المختار يوسف الحايك على تصدر بفارق شاسع عن منافسيه، وتم إسقاط مسؤول القوات في عمشيت وواحد من أبرز المسؤولين، روميو عواد.

ووفق الأرقام، حقق التيار في انتخابات قضاء جبيل نتائج أفضل من الانتخابات النيابية في 2022، حيث أحرز تقدمًا، لا سيما في الأقلام المسيحية الصرف. ولا يستبعد أن هذا التقدم جاء ردًا على الحملة الزائفة التي استهدفت التيار عندما كان في السلطة، حيث تبين للناس أنها مجرد أكاذيب.

ويشدد عقل على أمر بارز، وهو أن التيار خاض الانتخابات بصفر تمويل مادي، ولم يدفع لشبابه دولارًا واحدًا، حتى ولم يطلب التمويل من أحد، في حين أن البعض كان يبتز المرشحين. ويجزم بفوز التيار في انتخابات اتحاد البلديات مع فادي مارتينوس لاتحاد بلديات جبيل بعد حوالي أسبوع أو عشرة أيام.

التيار الوطني الحر في جونية: تقدم رغم الخسارة

يوضح منسق التيار في قضاء كسروان، داني ضو، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن التيار متقدم في أكثر من مكان، سواء لجهة رؤساء البلديات أو الأعضاء أو حتى المخاتير. وبالنسبة إلى مدينة جونية، فإن التيار كان يعلم تمامًا أنه خاض المعركة ليس بهدف الفوز بالبلدية، بل من أجل تحقيق رقم، لا سيما أنه يقود المعركة وحيدًا فيها. وقد لامس الرقم الذي حصل عليه من الأصوات 3926 من أصل 8500 صوت، فيما كل القوى مجتمعة حصلت على أكثر من خمسة آلاف بقليل.

ويضيف ضو أن التيار كان يعلم تمامًا طبيعة المعركة، لا سيما أن الكل وقف ضد التيار في حلف خماسي أضافوا إليه المجنسين، في إشارة إلى استعمال كافة الوسائل للفوز على التيار.

أما في القرى، فقد حصل التيار على عدد كبير من المخاتير بتقدم واضح عن 2016، وكذلك رؤساء البلديات، رغم أنه في القرى تتجه الأمور عادة إلى الطابع العائلي، رغم التزام الأشخاص بخطهم السياسي.

ووفق إحصاءات شبه دقيقة، حصل التيار على 15 مختارًا، إضافة إلى مخاتير مقربين. كما نال التيار من أصل 54 بلدية حوالي 13 بلدية تدور في فلكه. وفي وقت لم تنتهِ النتائج حتى الساعة، ففي إدما، مثلاً، هناك 300 صوت أعادوا فرزها مرتين وصدرت منذ قليل بفوز اللائحة التي يدعمها التيار ورئيسها عضو فيه.

ويشدد على أن التيار لم يخسر بمعنى الخسارة إلا في جونية، لا بل على العكس فقد أحرز تقدما وفاز بالعقيبة ويحشوش وحراجل واخرج منها القوات، وكذلك فاريا وفي غوسطا التي لم يكن يتواجد التيار أبدًا في مجلس بلديتها فحصل على 4 أعضاء ومختار بالتوافق، كما في غزير فأغلبية الفائزين بعد الخرق الذي حصل هم من التيار وثلثي المجلس البلدي من التيار، وجديدة غزير كذلك.

ويلفت إلى أن من يدعي أن "التيار تراجع وبناء على نتائج جونية بأن حساباته ليست دقيقة لأن الرقم الذي حصل عليه التيار منفرداً كبير، ولا سيما الفرق بين المرشح بيار الاشقر ومنافسه مثلاً لم يتخطَ الـ134 صوتاً.

المتن الشمالي... المنصورية فوز تاريخي والاتحاد للتيار

يبدأ القيادي في التيار إيلي خوري في حديث إلى "ليبانون ديبايت" بتعداد البلديات التي حقق فيها التيار فوزاً من الدكوانة مار روكز إلى الزلقا إلى العيون والفنار والمحديثة والمنصورية التي إنتزع بلديتها بعد 27 سنة، بتغرين (بالتزكية )، برمانا وبعبدات ( لائحة الاحزب مجتمعة) ، وغيرها.

ومن هذا المنطلق يعتبر أن التيار في المتن ربح وسيترجم هذا الربح في نتيجة الاتحاد لأن تحالف" التيار- المر" فاز بالعدد الأكبر من البلديات أي بـ21 بلدية من أصل 33 وهو ما سيترجم في انتخابات اتحاد البلديات، الذي سيؤكد من فاز في هذه المعركة، ولا ينفي أنه في أماكن حقق التيار فوزاً وخسر في أماكن أخرى إلا أنه المعركة كانت هناك "المنخار عا المنخار"، والفوز في المنصورية كان تاريخيًا في وجه تحالف كبير حتى المر كان معهم هناك.