بأقلامهم >بأقلامهم
"ما لي ولهذا"!



جنوبيات
السّؤال الذي يطرح أكثر من علامة استفهام وتعجّب:
كيف تنهار الدول؟؟!!
للإجابة إليكم هذه القصّة...
يُحكى أنّ السّلطان سليمان القانونيّ أرسل إلى العالِم الشّهير "يحيى أفندي" يسأله:
متى تنهار الدول وما هي علامات انهيار الدّولة؟
فكان ردّ يحيى أفندي:
"ومالي ولهذا أيّها السّلطان"؟
"ومالي أنا"؟
تعجّب السّلطان من هذا الجواب وتحيّر في فهمه.
فقرّر أن يذهب إلى العالِم بنفسه.
وعندما التقاه سأله السّؤال نفسه قائلًا : “أريد منك أن تجيب عن سؤالي وتخبرني ماذا قصدتَ من جوابك"؟ عندها قال يحيى أفندي:
"أيّها السّلطان، إذا انتشر الظّلم في بلد، وشاع فيه الفساد، وقال كلّ مَن سَمِع وشاهد هذا الظّلم والفساد:
"ما لي ولهذا"؟
وانشغل بنفسه فحسب.
وإذا كانّ الرعاة هم الذين يفترسون الغنم، وسكت مَن سَمِع بهذا وعرفه.
وإذا زاد صراخ الفقراء والمحتاجين والمساكين، وارتفع بكاؤهم إلى السّماء ولم يسمعهم (بعد الله) سوى الشّجر والحجر والمدر".
عند ذاك ستلوح نهاية الدّولة، وستفرغ خزينتها، وستهتزّ ثقة الشّعب واحترامهم للدولة، وسيتقلّص الشّعور بالطّاعة لها.
"وهكذا سيكون الاضمحلال قدَرًا مكتوبًا على الدّولة لا مفرّ منه أبدًا".
وبذاك تنهار الدّول، وتكثر المِلل، وتزيد العلل، ويسود المَلل، وينتشر الجهل المطبق إلى أجل محتوم.
فيصبح الشّعب محرومًا، والمواطن مظلومًا، والشّرّ معلومًا، والكلّ مصدومًا!
أجار الله لبنان من الأعظم...
ونرجوه أن يغمرنا بلطفه ويتكرّم...