مقابلات هيثم زعيتر >مقابلات هيثم زعيتر
توفيق شومان لـ"تلفزيون فلسطين": لتعزيز الدور العربي في لجم المُحاولات الإسرائيلية والغربية لتصفية قضية اللاجئين
توفيق شومان لـ"تلفزيون فلسطين": لتعزيز الدور العربي في لجم المُحاولات الإسرائيلية والغربية لتصفية قضية اللاجئين ‎الأربعاء 7 05 2025 14:26
توفيق شومان لـ"تلفزيون فلسطين": لتعزيز الدور العربي في لجم المُحاولات الإسرائيلية والغربية لتصفية قضية اللاجئين

جنوبيات

 

أكد الخبير في شؤون الشرق الأوسط الصحافي توفيق شومان على أن "الواقع السياسي والدولي حتم على الفلسطينيين قبول المُضطر بالتسوية، فيما الكيان الإسرائيلي يحظى بدعم الغرب، وبداية قرار التقسيم، رفضه العرب، واليوم باتوا يُطالبون به، ولا يُمكن تنفيذ أيّ من المشاريع التي تُطرح لقيام الدولة الفلسطينية، في ظل الانقسام العربي، وغياب المُساندة العربية للقضية الفلسطينية، فيما يسعى الكيان الإسرائيلي لشطب حق العودة من خلال إلغاء وكالة "الأونروا"، وبالتالي إلغاء قضية اللاجئين، ووقف الرعاية الاجتماعية والتعليمية لهم، كي يعترف العالم بانتهاء قضية اللاجئين، وتوطينهم حيث هم، فيما الحل يتمثل بسياسية الحد الأدنى العربية في لجم كل المُحاولات الصهيونية والغربية لتصفية قضية اللاجئين".

وقال شومان، في حوار مع الإعلامي هيثم زعيتر، ضمن حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، حول "أهداف نتنياهو من إطالة حرب الإبادة الجماعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني": "قضية فلسطين، هي قضية الشرفاء والأحرار في العالم، والمشروع الصهيوني قائم على مشروع الإلغاء للشعب الفلسطيني، وعلى الرغم من كل النكبات، هناك تمسك بالهوية الفلسطينية، بالأشكال كافة: الثقافية، الفنية والسياسية، وصولاً إلى المُقاومة بتنوعها، والشعب الفلسطيني هو ضحية المشاريع التقسيمية في المنطقة، لكن على المُستوى الشعبي هناك تمسك بالقضية الفلسطينية، مفصولاً عن التكتيك السياسي للأنظمة، وهي قضية عربية جامعة، تُسهم في الوحدة العربية، والتخلي عنها يعني أن لا قيمة للعالم العربي على المُستويات كافة ".
وشدد على أنه "طالما استمر الانقسام الفلسطيني، فإن ذلك يُؤدي إلى تغول إسرائيلي أكبر، حيث يجب أن يكون هناك وحدة فلسطينية، لأن الانقسام غير مقبول، ومشروع التهجر للشعب الفلسطيني من غزة، واضح، وقد تحدثت عن ذلك قيادات الكيان الإسرائيلي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونرى استمرار الحرب هدفاً لتحقيق ذلك، سواءً في غزة أو لبنان أو سوريا، لكن، الموقف العربي السياسي يُمكن أن يغير من الوقائع الحالية كثيراً"، مُوضحاً أن "رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو يرفض تسليم السلطة الفلسطينية، قطاع غزة، لأن ذلك يعني قيام الدولة الفلسطينية، من هنا نرى استهداف الاحتلال للضفة الغربية، خصوصاً المُخيمات، واستهداف قطاع غزة، لأن غالبية سكانه من اللاجئين، وكذلك المُخيمات، بهدف القضاء على قضية اللاجئين، والأمر ذاته في سوريا ولبنان، وربما يتم قرع جرس الخطر في الأردن، خصوصاً أن الاحتلال يحظى برعاية وحصانة دولية، ويسعى إلى تغيير شكل الشرق الأوسط، بالتعاون مع الإدارة الأميركية".
ورأى شومان أن "المشروع الصهيوني التقسيمي، قائم على النعرات الطائفية، فيما الشرق الأوسط قائم على التعددية، والكيان الإسرائيلي يهدف إلى إيجاد "كانتونات" طائفية، لتبرير مشروعه بإقامة دولة يهودية، وهو ما يسعى إليه في سوريا والعراق ولبنان، حيث لم يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، ويُواصل اعتداءاته يومياً، ويُقيم حزام ناري أمني بالقرب من الحدود الفلسطينية - اللبنانية، ويمنع عودة الأهالي إلى قراهم، وكذلك الأمر في سوريا، حيث قام بقضم المزيد من الأراضي فيها، وهي بامتداد جغرافي مع الجنوب اللبناني، لذلك نرى تحركات الوزير السابق وليد جنبلاط، باتجاه الدروز، مُحذراً من استخدامهم ضمن المشروع الإسرائيلي، لفتح حروب مع المُسلمين".
وأشار إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي عندما وقع اتفاق 17 أيار/مايو 1983، ربط موضوع انسحابه بالتزامن مع الانسحاب السوري من لبنان، واليوم لا تُوجد ضمانات للانسحاب الإسرائيلي من لبنان، بالتزامن مع تسليم سلاح المُقاومة، فالمشروع الإسرائيلي يسعى لفرض تطبيع على لبنان، أو توقيع مُعاهدة سلام معه، من خلال الضغط العسكري والناري، الأمر الذي رفضه لبنان"، مُوضحاً أن "اجراء الانتخابات البلدية هي مُؤشر على عودة انتظام الحياة السياسية والدستورية في لبنان، التي سبقها تعيينات إدارية، تمهيداً للانتخابات النيابية، حيث يُبنى على نتائج الانتخابات البلدية كمُؤشر للانتخابات النيابية".
وأوضح شومان أن "إعادة انتظام الحياة السياسية، يُريح المُواطنين، ورأينا إصرار "الثنائي الشيعي الوطني" على اجراء هذه الانتخابات، التي تُعطي مُؤشراً عن اختبار قوة وشعبية "التيار الوطني الحر"، الذي يرأسه النائب جبران باسيل، بعد خروج الرئيس العماد ميشال عون من القصر الجمهوري، ومدى قدرة "القوات اللبنانية" على الأخذ من نصيب "التيار الوطني الحر" شعبياً، وبعد عزوف الرئيس سعد الحريري و"تيار المُستقبل" عن المُشاركة في هذا الاستحقاق، لمعرفة إلى أي مدى تستطيع القوى الأخرى في المُدن الكبرى: صيدا، بيروت، وطرابلس، الأخذ من حصة "تيار المُستقبل" وتكريس دورها، ومدى قدرة لوائح "الثنائي" على حشد نسبة عالية من المُشاركة في هذه الانتخابات، لاختبار شعبية الثنائي".
ورأى أن "هناك أبعاداً لانعقاد القمة العربية في العراق، فمُجرد اجتماع القادة العرب أمر جيد، وأن تكون القضية الفلسطينية حاضرة في هذه القمة - بصرف النظر عن كيفية ترجمة قراراتها - وإعادة الدور الحاضن للعراق، وترطيب العلاقات معه من قبل بقية الدول العربية، حيث يسعى العراق لأن يكون حلقة وصل بين الدول العربية وكذلك مع إيران، فضلاً عن دور مصر كوسيط مع طهران، ودور العراق كوسيط بين طهران وواشنطن، وهناك طموح عراقي لأن يستعيد دوره كفاعل وسيط، بين بغداد وسائر الأطراف".
وختم شومان بالقول: " قال ترامب إن علاقته مع المنطقة العربية، هي تجارية، لذلك تأتي زيارته ضمن هذا السياق، وعلى الرغم من تحديد موعدها، لكن يسعى لأن تكون بعد وقف إطلاق النار في غزة، وحمل ملامح إيجابية للمُفاوضات الإيرانية - الأميركية، وما يُمكن أن تتوصل إليه الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، وعرض هذه النتائج خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية، التي ستكون المحطة الأولى له، وهذا تأكيدٌ أميركي على أهمية العلاقة الأميركية مع دول الخليج العربي، لكن، الأهم كيف سيتم رسم طبيعة هذه العلاقة، خصوصاً أن الخطاب السياسي للمملكة العربية السعودية، يُبدي استعداداً للتسوية، لكن ضمن شروط، من ضمنها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكن إلى أي حد يُمكن أن يتماهى ترامب مع هذا المطلب، أنا أشك في ذلك!".

المصدر : جنوبيات