عام >عام
إختبار عين الحلوة يواجه بضربة "مجموعة بدر"
قتيلان و10 جرحى تزامناً مع انتشار "القوة المشتركة"
إختبار عين الحلوة يواجه بضربة "مجموعة بدر" ‎السبت 8 04 2017 02:10
إختبار عين الحلوة يواجه بضربة "مجموعة بدر"
"القوة المشتركة" في مخيم عين الحلوة لحظة انتشارها قبل الاستهداف

هيثم زعيتر:

جوبه انتشار "القوة الفلسطينية المشتركة" باستهداف لأول خطوة لها من قبل الإسلامي المتشدد بلال بدر.
هذا الانتشار الذي جاء بمشاركة مختلف القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية، بإدارة العقيد في حركة "فتح" بسّام السعد، ثمرة التوافق الفلسطيني بالتنسيق مع الأطراف اللبنانية، تعرض لاطلاق نار من قبل "مجموعة بدر"، خلال توجه "القوة" للإنتشار في مركز "الصاعقة" - سابقاً، في الشارع الفوقاني للمخيم، وذلك إثر مرورها في سوق الخضار، ما أدى إلى إصابة أحد أفراد "القوة" بجروح طفيفة، قبل أن تشتد حماوة الاشتباكات التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والهاون، ما أدى إلى ارتفاع الحصيلة لسقوط قتيلين و10 جرحى، فضلاً عن أضرار مادية جسيمة في المنازل والمحال التجارية والسيارات.
وسمع دوي الانفجارات في أرجاء مدينة صيدا والجوار، فيما نزح عدد كبير من أبناء المخيم إلى خارجه.
بعد مباشرة "القوة المشتركة" في مخيم عين الحلوة ببدء انتشارها عند الخامسة من بعد ظهر أمس (الجمعة) والتمركز في نقطتي "الاتحادات" في الشارع التحتاني، و"البراق" عند مستديرة القدس في الشارع الفوقاني، توجهت وحدات منها للانتشار في مركز ثالث عند سوق الخضار، حيث تعرّضت لاطلاق نار من "مجموعة بدر".
وأدى هذا الاستهداف، الذي كان متوقعاً وأشرنا إلى احتماله في عدد "اللـوء" أمس، إلى اندلاع اشتباكات عنيفة تركزت في سوق الخضار - حيّ الطيري، حيث معقل بدر، فيما سجل سقوط قذائف "توتيرية مشبوهة" في عدد من أحياء المخيم، ومنها في حي لوبية للجهة الجنوبية، حيث نجا عدد من أبناء البلدة أثناء تواجدهم في حفل زفاف، لحظة انفجار قذيفة هاون.
واشتدت حماوة الاشتباكات مع تقديم ساعات الليل، حيث تركزت في محيط منزل بدر، الذي تردّد انه احترق، وقُتل أحد مرافقيه ويدعى محمّد حليحل، فيما كان قد استشهد العنصر في "القوة المشتركة" موسي الخربيطي، وأصيب عدد من أفراد "القوة المشتركة" بجراح بينهم عناصر من "فتح"، "حماس"، "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" و"أُنصار الله"، وعبد القادر الشيخ وزياد حليحل، الذين نقلوا إلى مستشفيات المخيم وصيدا للمعالجة.
وتمكن وحدات "القوة المشتركة" بمؤازرة وحدات من "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" من الوصول إلى المركز الذي كان مقرراً أن تنتشر به في "الصاعقة" و"موقف بليبل للسيارات" وأجزاء من حي الطيري. 
وأمام حدة الاشتباكات دعا قائد "الأمن الوطني" اللواء صبحي أبو عرب جميع ضباط وكوادر "الأمن الوطني" للالتحاق بمقارهم ووحداتهم لمواكبة التطورات.

إختبار بمدى الالتزام

ووُضعت كافة الفصائل والقوى المشاركة بـ"القوة المشتركة" في "منظمة التحرير الفلسطينية" و"تحالف القوى الفلسطينية"، القوى الإسلامية، و"أنصار الله" أمام اختبار بمدى التزامها برفض أي تهديدات تحول دون انتشارها، أو تحدد أماكنه، بالتأكيد على رفع الغطاء السياسي عن المخلين بالأمن بشكل عملي وليس اقتصار ذلك على المواقف الإعلامية، من أجل تأكيد مدى جدية وفاعلية ونجاح "القوة" بتنفيذها مهامها، وليس تكرار تجربة "القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة"، التي جرى حلها في شباط الماضي.
وجرت اتصالات شملت: النائب بهية الحريري، أمين عام "التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور أسامة سعد، رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن خضر حمود، إمام "مسجد القدس" في صيدا الشيخ ماهر حمود، وقيادات فلسطينية ولبنانية من أجل معالجة الأمور، وعدم تفاقم الأوضاع، لكن مع التأكيد على انجاز "القوة المشتركة" لمهمتها دون تراجع.
* وشدد سعد على "ضرورة الوقف الفوري للاشتباكات إفساحاً في المجال أمام إجلاء المحاصرين، ونقل الجرحى والمصابين، ومنعاً لسقوط المزيد من الخسائر والضحايا".
وأكد على "أهمية التمسك بالإجماع الفلسطيني على "القوة المشتركة" وانتشارها، وذلك من أجل وضع حد نهائي لمسلسل الاشتباكات والأحداث الأمنية، وحماية الأمن والاستقرار في المخيم والجوار، فمسلسل الأحداث الأمنية شكل ويشكل إساءة كبرى للمخيم وسكانه ولمدينة صيدا ومنطقتها وللأمن الوطني اللبناني والقضية الفلسطينية".
* وحمّلت القيادة السياسية للقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في منطقة صيدا، إثر اجتماع طارئ لها "مجموعة بلال بدر المسؤولية عن الاعتداء"، معتبرة أنه "بمثابة اعتداء على أمن شعبنا وعلى قواه السياسية، ولا تراجع عن خطة انتشار القوة المشتركة داخل مخيم عين الحلوة".
وتابعت: "نؤكد أن المخيم جزء واحد موحد ولا وجود للمربعات الأمنية، وبتحمل بلال بدر ومجموعته ومن وراءها المسؤولية الكاملة لما حصل".
ورأت أن "انتشار القوة المشتركة انجاز وطني وشرعي ولا تراجع عنه مهما كلف الثمن، مترحمة على الشهداء ومتمنية للجرحى الشفاء العاجل".
* من جهته، أكد ممثّل حركة "حماس" في لبنان علي بركة في تصريح له أن "حماس تدعم القوة المشتركة في عين الحلوة، مديّنة الاعتداء عليها"، ومؤكدة أن "انتشار "القوة المشتركة" لا تراجع عنه ولن نسمح لأحد أن يعرقل انتشارها وقيامها بواجبها في حفظ الأمن والاستقرار في مخيم عين الحلوة".
وجرى تناقل عدّة بيانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي نسبت إلى مسؤولين في قوى فلسطينية تبين أنها "مدسوسة" وتهدف إلى توتير الأجواء.
ونتيجة للتطورات تقرر إقفال المدارس في مخيم عين الحلوة، وعدد من المدارس في مدينة صيدا خاصة التي تقع على تخوم المخيم.

اللواء صبحي أبو عرب يعطي إشارة انطلاق "القوة المشتركة"

سحب الدخان ترتفع من حرائق في المخيم جرّاء الاشتباكات

موسى الخربيطي خلال انتشار "القوة المشتركة" قبل مقتله بدقائق

 

 

 

 

المصدر : اللواء