في نشاط لافت في الزمان والمكان والحدث، أحيا الفرع الخامس لكلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية، اليوم العالمي للسلام، في احتفال ضخم، ضم مؤتمرا بعنوان: من الدمار إلى بناء الأمل: كيف يمكن للعلوم الإنسانية فهم صدمات الحرب ومعالجتها؟!، برعاية عميدة الكلية أ.د. سهى الصمد، ومدير الكلية أ.د. أحمد نصر الله، وحضور العميدة السابقة أ.د.وفاء بري، وحشد من الشخصيات الاجتماعية والأكاديمية والدينية والإعلامية وأساتذة الكلية ورؤساء أقسامها وموظفيها.
الافتتاح
بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة، ألقى مدير الكلية أ.د. أحمد نصر الله كلمة رحب فيها بالحضور، طالبا منهم الوقوف دقيقة صمت على أرواح أساتذة الكلية وطلابها الذين استشهدوا في العدوان الأخير، وتوقف عند دور الكلية المحوري في إيواء النازحين خلال العدوان، والدعم النفسي المهم الذي قدم للأطفال بالتنسيق مع الجمعيات والمعنيين، مسهبا في الكلام على الفرق بين السلام والاستسلام.
ثم تحدثت منسقة النشاطات أ.د. فاتن قبرصلي، متوقفة عند أهداف المؤتمر ودور الجامعة اللبنانية النهضوي في تعميم السلام وثقافة الإبداع والرقي.
وبعد كلمة مديرة المركز الثقافي الفرنسي في صيدا بيرينيس فيليه، ألقت راعية الاحتفال عميدة الكلية أ.د. سهى الصمد كلمة شددت فيها على أهمية تنظيم الجامعة اللبنانية هكذا نشاطات في هذا الوقت، مشيرة إلى أن السلام لا يبنى من خلال المعاهدات فقط، بل بالتعلم والإبداع والمكتبات.
وقالت: أشارككم السعادة، والإيمان بقوة الكلمة لتحقيق السلام… مترحمة على الشهداء.
الجلسة الأولى
تخللت المؤتمر جلستان علميتان؛
الأولى بعنوان:
الحرب جروح نفسية وتحولات مجتمعية، حاضر فيها متخصصون في الفلسفة والتاريخ وعلم النفس والأدب.
فتحت عنوان: الصدمات الفردية والجماعية، تناول أ.د. أحمد نصر الله ظاهرة الصدمات الناتجة عن الحرب الأخيرة، ومراحلها وأشكالها وسبل معالجتها.
وحاضر أ.د. حسن رضا بعنوان: الهوية والإنسان في زمن الحرب، معرفا الهوية ومتغيرات العولمة، وتعدد الهويات، مشددا على أهمية الحوار لإعادة بناء الدولة.
وتناول أ.د عماد غملوش في محاضرته قضية الذاكرة والحرب، مسهبا في الكلام على أهمية تلك الذاكرة، شاكرا كل أطياف المجتمع اللبناني التي احتضنت النازحين إبان الحرب.
وفي محاضرته تحت عنوان: رواية الحرب وتحديات التعبير، حيا أ.د. أنور الموسى شهداء الكلية والجامعة من طلاب وأساتذة.
وقال إنهم اتبعوا مقولة: ولما لم أجد إلا سلاما، أشد من المصيبة أو حماما، رميت على حدود القدس جسمي وقلت لصحبتي موتوا كراما، وقال: هؤلاء الشهداء عشاق حياة وسلام، وسطروا أبلغ رواية في العطاء حفاظا على الإنسانية، مسهبا في الكلام على مشاهد انتهاكات اسرائيل حقوق الإنسان والطفولة، داعيا إلى استثمار كل الأجناس الكتابية للرد على رواية الساديين المحتلين، متناولا الدور العلاجي للكتابة.
الجلسة الثانية
تناولت الجلسة الثانية:
استراتيجيات الشفاء والمصالحة، وتكلم فيها كل من: أ.د. ماري أنج نهرا، تحت عنوان: إعادة بناء الثقة والذاكرة الجماعية، ود. عباس مزهر، بعنوان: دور الفن والثقافة في الشفاء، وأ.د. طارق عبود: المصالحة السياسية وإعادة بناء الثقة والذاكرة الجماعية، وأ.د. فاتن قبرصلي بعنوان: دور كلية الآداب في تعزيز الحوار وترميم النسيج الاجتماعي، وأ.د. ماغي عبيد تحت عنوان: الفلسفة كأفق للخلاص من الحرب والدمار.
عروضات وفنون
تخللت المؤتمر كلمات ونقاشات ومعرض رسومات وأنشطة مسرحية تقارن زمني الحرب والسلم.
مع قراءات نقدية هادفة لرسومات الحرب قدمتها السيدة رلى فرحات.. فضلا عن قراءات إبداعية فردية وجماعية في اللغات العربية والإنكليزية والفرنسية وغيرها.
ومن إبداعات الطلاب عرض تحت عنوان: من الواقع الى التغيير.. الحرب بعدسة الشباب، وصمت الأرض صدى الجنوب، ورسالة الى لبنان بعد الحرب، وأغنية طلابية، وتمثيل مسرحي: النبطية في العام 2024 ذكريات وصمود.
والطلاب المشاركون في العروض والكلمات والأنشطة: سارة إسماعيل، سارة عون، روان بدران، سجى جابر، هادي عبد الله، بتول الشيخ عثمان، ريم حرقوص، وجنى عبد الله، قاسم احمد، نور طفيلي، جنى أخضر، قاسم أحمد، أمل عوض، موسى غبريس، ورولا يماني (مقدمة فقرات البرنامج).
واختتم الاحتفال بتوزيع شهادات على المشاركين، وجولة على معرض الرسومات التي حاكت الحرب من إبداع الطلاب أنفسهم، فضلا عن أعمال يدوية تراثية تحمل صورة الجنوب والسلام والجمال.
بدورهم، أعرب الطلاب عن سعادتهم بهكذا نشاط، كونه يكشف مواهبهم وإبداعاتهم ويحتضنها… مستذكرين أسماء شهداء الكلية من أساتذة وطلاب.
تغطية د أنور الموسى