حوارات هيثم زعيتر >حوارات هيثم زعيتر
جوزيف القصيفي لـ"تلفزيون فلسطين": زيارة الرئيس عباس للبنان تفتح الطريق لحوار عقلاني يُؤمن مصلحة اللبنانيين والفلسطينيين


جنوبيات
أكد نقيب مُحرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي على أن "زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان، تتزامن مع الجولة، التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومع التحولات التي حصلت في سوريا، والضبابية التي تمس الموقف من القضية الفلسطينية، وحق سوريا باسترجاع الجولان، والترتيبات التي تتم، وهل ستكون في مصلحة الوحدة العربية، فضلاً عن الترتيبات في لبنان بما يتعلق بالملف الفلسطيني، والعلاقة بين الدولتين الفلسطينية واللبنانية؟".
وقال القصيفي، في حوار مع الإعلامي هيثم زعيتر، ضمن حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، حول "أهمية زيارة الرئيس عباس إلى لبنان": "تأتي الزيارة في ظل التطورات والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتهديدات التي تتعرض لها الضفة الغربية من قبل الكيان الإسرائيلي وتأثر المُخيمات الفلسطينية في لبنان بذلك، وللحديث عن الواجبات والحقوق الفلسطينية في لبنان، والسلاح الفلسطيني والهواجس الأمنية، لكن اللافت الحرص الفلسطيني - اللبناني المُشترك، على مُعالجة ملف المُخيمات، بما يضمن الاستقرار، وعدم زيادة هواجس الشعب الفلسطيني، والتأكيد على علاقة الدولة اللبنانية بكل الأفرقاء الفلسطينيين، لذلك فإن زيارة الرئيس عباس تفتح الطريق لحوار عقلاني، يُؤمن مصلحة اللبنانيين والفلسطينيين في لبنان والقضية الفلسطينية، ويقوم سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، بدور مُميز في تمتين العلاقة بين فلسطين ولبنان".
وأوضح أن "الصحافيين في فلسطين ولبنان دفعوا الثمن، نتيجة تسليطهم الضوء على جرائم الاحتلال، الذي استهدف الصحافيين والإعلاميين وعائلاتهم، وهذه جريمة العصر، لذلك خاطبنا "اتحاد الصحفيين العرب" و"الاتحاد الدولي للصحفيين العرب"، وطالبنا بتوجيه شكاوى مُباشرة إلى "محكمة العدل الدولية"، "المحكمة الجنائية الدولية" و"مُنظمة العفو الدولية"، ولدى المراجع الدولية، وعزز مطلبنا ارتقاء عدد كبير من الإعلاميين، الذين كانوا يُوثقون جرائم الاحتلال في لبنان، لكن بسبب التعقيدات البيروقراطية لهذه المحاكم، اقترحت على "الاتحاد الدولي للصحفيين" إنشاء محكمة خاصة لهذه الجرائم التي ترتكب بحق الإعلاميين".
وطالب القصيفي بـ"حل القضية الفلسطينية، وفق مبدأ حل الدولتين، وعلى السلطة الفلسطينية، السعي لأن تكون القضية الفلسطينية في سلم أولويات العرب، ولبنان يعنيه هذا الأمر، لمنع التوطين، فهناك مصلحة مُشتركة لبنانية وفلسطينية لتطبيق قرارات "قمة بيروت" التي عقدت في آذار/مارس 2002،، التي تنص على حل الدولتين، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 194، وهناك إجماع فلسطيني برفض التوطين، والتأكيد على حق العودة، والأمر يتطلب تدخلاً دولياً لوقف اعتداءات الاحتلال على غزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني، ولوقف مشاريع التهجير للشعب الفلسطيني، وموقف لبنان واضح لمنع إقفال وكالة "الأونروا" في لبنان، والتأكيد على استمرار دورها".
وشدد على أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هو الوحيد القادر على وقف الاعتداءات الإسرائيلية، لكنه ليس في هذا الوارد، فهو توصل لاتفاق مع "الحوثيين" لحماية السفن الأميركية، وترك "تل أبيب" عرضة للصواريخ اليمنية، ولا يتدخل لردع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن مُواصلة الحرب على غزة، لكن هناك أصدقاء كثر للفلسطينيين في آسيا وأوروبا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، يُمكن أن يُشكلوا عاملاً لترشيح فلسطين لرئاسة الجمعية العامة للأمم المُتحدة، لكن هناك تحفظات أميركية وأوروبية، مع توجه فرنسي ولعدد من الدول الأوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكن ذلك لن يكتمل إن لم يكن هناك قراراً من الأُمم المُتحدة، لكن بشرط عدم استخدام حق النقض "الفيتو" ضد ذلك".
وأشار القصيفي إلى أن "الاحتلال يسعى من خلال احتلال المراكز الخمسة، للضغط على لبنان، ومُحاولة نزع سلاح "حزب الله"، وفرض اتفاقيات على لبنان، وهذا الاحتلال مُتصل بالملفين السوري والفلسطيني، لاستخدامها كورقة ضغط عند إجراء تسوية في المنطقة"، مُوضحاً أن "ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، جاء من خلال تسليم فرنسا هذه الخرائط إلى الجانبين، لكن يجب أن نرى مصير مزارع شبعا، التي هي لبنانية وقف الوثائق التاريخية".
ورأى أن "جميع القمم العربية تحدثت عن القضية الفلسطينية، لكن لم تقدم الكثير للقضية الفلسطينية، وتحرك المملكة العربية السعودية مع دولة فلسطين وفرنسا لعقد مُؤتمر في الأُمم المُتحدة لحل الدولتين، أكثر فاعلية من القمم العربية، وذلك ينطلق من القمة العربية في بيروت، التي كان للمغفور له الملك عبدالله بن عبد العزيز الدور البارز في إطلاق مُبادرة السلام العربية وحل الدولتين، يوم كان ولياً للعهد، وما قام به الرئيس اللبناني إميل لحود، بالتأكيد على التمسك بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 194".
وشدد على أن "المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومصر والأردن، والدول الصديقة لفلسطين، مثل فرنسا والصين، لديها دورٌ كبير لإقناع الولايات المُتحدة الأميركية لنشر قوات دولية في فلسطين حتى قيام الدولة الفلسطينية، وزيارة ترامب لدول الخليج تأتي لتقديم ضمانات لهذه الدول، في مُواجهة الهاجس الإيراني، علماً أن العلاقات بين طهران والرياض، جيدة، باستثناء الملف اليمني، وفي الوقت ذاته جاءت الزيارة لإنعاش الاقتصاد الأميركي، وإرسال رسالة إلى نتنياهو بأنه ليس اللاعب الأوحد في هذه المنطقة، وله هوامش في الحركة، لكنه تحت المظلة الأميركية، التي لها مصالح مع الدول العربية ويجب الحفاظ عليها، وكذلك في الملف الإيراني".
وختم القصيفي بالقول: "الرحمة لشهداء الصحافة في فلسطين ولبنان، الذين ارتقوا جراء حرب الإبادة الإسرائيلية وجرائم الاحتلال".