عربيات ودوليات >أخبار دولية
"الإنذار المُبكر"… هل نحن على موعد مع هزّات أكبر بعد "زلزال كريت"؟
"الإنذار المُبكر"… هل نحن على موعد مع هزّات أكبر بعد "زلزال كريت"؟ ‎الخميس 22 05 2025 17:46
"الإنذار المُبكر"… هل نحن على موعد مع هزّات أكبر بعد "زلزال كريت"؟

جنوبيات

 

إستيقظ بعض سكان المناطق الشمالية في لبنان، لا سيما الساحلية منها، على وقع هزّة أرضية خفيفة قرابة الساعة السادسة والنصف صباحًا، هذه الهزّة، التي تزامنت مع زلزال قوي ضرب جزيرة كريت اليونانية بقوة قاربت 6 درجات على مقياس ريختر، أعادت إلى الواجهة تساؤلات حول ما إذا كان لبنان عرضة لأي ارتدادات أو تداعيات زلزالية نتيجة ما يجري في اليونان.


وفي هذا السياق، أوضحت مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء في لبنان، الدكتورة مارلين البراكس، في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، أن “ما حدث طبيعي من الناحية الجيولوجية، لكن لا يستدعي القلق”.

وقالت البراكس: “اليونان تُعتبر من أكثر دول أوروبا تعرضًا للنشاط الزلزالي، نتيجة وقوعها على فوالق نشطة أبرزها “الفالق الهيليني”، حيث تنزلق الصفيحة العربية تحت الصفيحة الأناضولية، ولبنان يقع على فالق زلزالي نشط يفصل بين الصفيحتين العربية والأفريقية، ما يجعله بدوره من الدول المعرضة زلزاليًا”.

لكنها شدّدت على أن “الزلزال الذي وقع في اليونان لا علاقة له من قريب أو بعيد بالحركة الزلزالية في لبنان، إذ لا يوجد ارتباط مباشر بين الفوالق الزلزالية في البلدين”، موضحة أن “الزلزال في كريت لم يؤثّر على فوالق لبنان، ولا يؤدي إلى تغيير في النشاط الزلزالي لدينا”.

وبشأن شعور اللبنانيين بالهزّة، فسّرت البراكس الظاهرة بالقول: “عند وقوع زلزال قوي، يحدث كسر في طبقات الأرض، وينتج عنه موجات زلزالية تسافر عبر باطن الأرض، هذه الموجات قد تصل إلى مئات الكيلومترات، وبما أن الزلزال كان بقوة 6 درجات تقريبًا، فقد وصلت موجاته إلى لبنان والدول المجاورة مثل مصر، سوريا وفلسطين، مسبّبة اهتزازًا خفيفًا في الأرض”.

وعن احتمال تكرار زلازل مماثلة أو حدوث تسونامي، أكدت البراكس أن “الزلزال الأخير لم ينتج عنه أي دمار أو موجات تسونامي، وبالتالي اليونان ترسل تقارير دورية إلى دول شرق المتوسط ضمن منظومة الإنذار المبكر، وقد أكدت أن لا خطر من موجات مدّ بحري ناجمة عن الزلزال الأخير”.

وفيما لا تخفي البراكس أن “لبنان معرّض لزلازل نتيجة موقعه الجيولوجي، أكدت أن ما جرى اليوم لا يندرج ضمن هذا السياق”، قائلة: “لبنان شهد في تاريخه زلازل قوية، وهو موجود على فالق زلزالي نشط، ما يعني أن إمكانية وقوع زلزال في أي وقت قائمة، لكنها لا ترتبط بما يجري في اليونان، الزلازل في اليونان لا تحفّز نشاطنا الزلزالي”.

وختمت البراكس، مشدّدة على أنه “لا داعي للقلق، إذ لم تسجَّل أي أضرار أو مؤشرات على خطر قادم، وكلّ ما في الأمر أن الموجات الناتجة عن الزلزال اليوناني كانت قوية بما يكفي لنشعر بها، وهذا أمر علمي ومتوقّع في مثل هذه الحالات”.