بأقلامهم >بأقلامهم
العلاقات الإجتماعية
العلاقات الإجتماعية ‎السبت 24 05 2025 17:34 د.هبة المل أيوب
العلاقات الإجتماعية

جنوبيات

ان دراسة العلاقات الإجتماعية التي يتألف منها المجتمع ترتكز بالدرجة الأولى على دراسة البنية الإجتماعية، لكونها تشكل الكل التي يتألف منها الجزء. لذلك لا يمكن الإحاطة بكل ما يعتريه من تطورات وتقديرات، إلاّ اذا تم القبول بالإبحار في الدراسة من باب الإنشغال بكل الجزئيات الصغيرة، التي لا يمكن لها  إلاّ ان تكون ذلك الباب الذي يدخل من خلاله الى هذه العلاقات الإجتماعية واشكالها وبنيتها ورمزيتها ودلالتها . ان السلوكيات هي التي تعطينا التفسيرات التي تكون عادة حقيقية على المستوى الحدّي، اما الإنسان الذي يلتقط الدلالات هو القادر على كشف المستور ومعرفة الحقائق التي يحاول الإنسان اخفاءها او حتى هو نفسه لا يفهمها ويفهم دوافعها .
ان رصد الأفعال  هي التي تدل على عمق التصرف، وفهم الأسباب الدافعة للقيام ما يتأتى القيام به، او الذي تفرضه عليه الطبيعة الإنسانية والقادرة على تعقّب النتائج التي تظهر تباعاً ، إن الإنسان قادر على التأقلم في كل زمان ومكان وقادر على الإلمام بالتفاصيل الدقيقة التي تفتح له باب التفسيرات والحجج التي تكون له بمثابة  المؤشرات الدالة على فهم نفسه وفهم الأشخاص الذين يحيطونه من كل جانب.  لذا ان المكنونات الداخلية والدوافع اللاشعورية هي التي يهتم بها علماء النفس، وهي والتي تدفعهم الى فهم الإنسان ككائن يستطيع التغلب على مخاوفه، لكي يحظى بموقع قادر على مجابهة نفسه اولاً ثم غيره من الناس، فهذا الفهم العميق يقوده الى  التخلص او القضاء على كل ما يواجهه من مخاطر الإنكسار والتقوقع داخل نفسه.
ان العلاقات الإجتماعية تبين للإنسان قدرته على الإنسجام والتأقلم داخل المجموعة الإنسانية، فإما ان يتطور ويعكس هذا التطور على بني جنسه، وإما ان ينقلب سلباً ويكون عبئاً عليهم، وبين هذا وذاك يكون ذلك الإنسان الساعي على جعل نفسه افضل نسخة وافضل صورة مما كان عليه سابقاً .  
فالثورة الداخلية التي يعيشها الإنسان الحرّ، هي تكون بمثابة الخطوات التي تحرره من كل مخاوفه، وترفعه الى المستوى الذي يطمح ان يكون عليه.  
لذا السؤال: هل العلاقات الإجتماعية تساعد الإنسان على التطور والتغيير، أم أن الإنسان بوعيه الذاتي ونقده المستمر يكون المرآة التي تعكس قدرته على التغيير والتطور ؟  
 

المصدر : جنوبيات