يشهد هواة الفلك والمهتمون بظواهر السماء، مساء اليوم الاثنين، حدثًا فلكيًا مميزًا يتمثل في اقتران القمر مع نجم "ريجولس" (Regulus)، المعروف أيضًا بـ"قلب الأسد"، وهو ألمع نجوم كوكبة الأسد وأحد أكثر النجوم لمعانًا في السماء الليلية.

ووفقًا لما أعلنه الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك في المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، فإن هذا الاقتران يُرصد بالعين المجردة فور غروب الشمس، ويظهر القمر إلى جوار النجم اللامع على الأفق الغربي في لوحة سماوية مميزة تستمر حتى نحو الساعة 12:30 بعد منتصف الليل تقريبًا.

وأوضح تادرس عبر منشور على صفحته في "فيسبوك"، أن نجم "قلب الأسد" يبعد عن الأرض حوالي 79 سنة ضوئية، وتبلغ كتلته ما يعادل 3.5 مرة كتلة الشمس. ويُعد من أكثر النجوم شهرة في سماء الربيع والصيف، إذ يلمع بوضوح في الليالي الصافية، ويُستخدم كنقطة مرجعية للهواة والعلماء على حد سواء.

من جهته، لفت ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية في جدة، في تصريحات صحافية سابقة، إلى أن "قلب الأسد" يُعد من النجوم من المرتبة الأولى، ويتميّز بأنه من النجوم القليلة التي تقع على المسار الظاهري السنوي للشمس، المعروف باسم دائرة البروج، وهي المنطقة التي تمر بها الشمس والكواكب والقمر أثناء دورانها الظاهري في السماء.

ويُعرف هذا النجم أيضًا باسم "ألف الأسد" (Alpha Leonis)، كما يُطلق عليه لقب "نجم المنجل"، لأن شكله مع النجوم الخمسة المجاورة له، إذا ما عُزل عن بقية نجوم كوكبة الأسد، يُكوّن رسمًا يشبه المنجل، ما يُضفي عليه طابعًا بصريًا مميزًا يسهل تعقّبه في السماء.

ويُعد اقتران القمر بالنجوم اللامعة، مثل "قلب الأسد"، من الظواهر المتكررة نسبيًا في السماء، لكنها تكتسب أهمية خاصة لمحبي الفلك، إذ تُظهر بوضوح حركة الأجرام السماوية وتساعد في فهم المسارات المدارية بشكل مباشر ومثير للاهتمام.

وعلى مرّ العصور، حمل "قلب الأسد" رمزية خاصة في الثقافات القديمة، حيث اعتُبر رمزًا للملكية والقوة والشجاعة، وكان يُعتقد أن اقترانه بالقمر أو الكواكب يحمل إشارات وتأثيرات كونية على الأرض، وتُفسَّر أحيانًا في إطار التنجيم أو الأساطير.

وتُعدّ هذه الظواهر فرصة نادرة للهواة والمصورين لرصد مشهد فلكي مبهر، خاصة في ظل صفاء السماء في أشهر الربيع، إذ تتكرّر هذه الظواهر خلال مواسم محددة، ويُروّج لها في أوساط المجتمعات المهتمة بالفلك والمراصد المحلية والعالمية.