مقابلات هيثم زعيتر >مقابلات هيثم زعيتر
هيثم زعيتر لقناة "فلسطيننا": "المُؤتمر الدولي" في نيويورك خطوة هامة لتكريس مكانة فلسطين الدولية
هيثم زعيتر لقناة "فلسطيننا": "المُؤتمر الدولي" في نيويورك خطوة هامة لتكريس مكانة فلسطين الدولية ‎الأحد 1 06 2025 18:51
هيثم زعيتر لقناة "فلسطيننا": "المُؤتمر الدولي" في نيويورك خطوة هامة لتكريس مكانة فلسطين الدولية

جنوبيات

أكد عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر، على أن "المُؤتمر الدولي للسلام، الذي سيعقد خلال شهر حزيران/يونيو 2025، بقيادة المملكة العربية السعودية وفرنسا، خطوة هامة لتكريس مكانة فلسطين الدولية، بعد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، الذي بدأ بعدة دول، وصولاً إلى اكتساب فلسطين العضوية الكاملة بتاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 باعتراف 138 دولة، وصولاً الآن إلى 149 دولة".
وقال زعيتر خلال لقاء على قناة "فلسطيننا"، ضمن "نقاش مفتوح" مع الإعلامية نادرة سرحان، للحديث حول تطورات القضية الفلسطينية، يوم الأحد في 1 حزيران/يونيو 2025: "هناك تطور كبير في المناخ الدولي بوضوح الرؤية الفلسطينية في وجه زيف ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي يُؤدي إلى مزيد من الاعترافات من قبل الدولِ الأوروبية، وفرنسا تتحدث عن أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية، وعقد المُؤتمر هو ثمرة اتصالات فلسطينية مع المجموعة العربية بقيادة المملكة العربية السعودية، وتشكيل مجموعة عربية - إسلامية، لدعم الموقف الفلسطيني، وبالتنسيق مع فرنسا التي لديها مصلحة بإقامة هذا المُؤتمر".
وأشار إلى أن "المُؤتمر الدولي تم تحديده بتاريخ 17 حزيران/يونيو 2025 بمقر الأُمم المُتحدة في نيويورك، والاحتلال الإسرائيلي يسعى لعرقلته، وهو يُعرقل وزراء الخارجية العرب الساعين لزيارة فلسطين للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهناك وفد فرنسي سيصل إلى فلسطين للقاء المسؤولين الفلسطينيين للتنسيق لهذا المُؤتمر، الذي سيقول للعالم بأن أكثر من ثلثي الأُمم المُتحدة تعترف بالدولة الفلسطينية، ويجب رفع العضوية لتكون كاملة لدولة فلسطين، بعدما اكتسبت عضواً مُراقباً، الذي استفادت من عضويتها، والآن هناك ترتيبات لرئاسة فلسطين للجمعية العامة للأُمم المُتحدة، بعدما ترأس الرئيس عباس مجموعة الصين + 77، وهي احدى أكبر المُنظمات في العالم".
وأكد زعيتر، على "عقد هذا المُؤتمر، يأتي في ظل الانحياز الأميركي الواضح للكيان الإسرائيلي، وكان موقف الرئيس محمود عباس واضحاً ضد "صفقة القرن"، قبل أن يُعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال ولايته السابقة، برفضِ هذه الصفقة، والاحتلال يُواصل حرب الإبادة في قطاع غزة والاعتداءات، ضد أبناء شَعبِنا في الضفة الغربية والقدس والصامدين في الأراضي المُحتلة مُنذ العام 1948، وترامب يسعى وراء الاستثمارات، فيما رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يُدرك تماماً أنه عندما تتوقف الحرب سيكون مصيره في السجنِ، فيما الإدارة الأميركية تسعى للاستفادة من نتنياهو بإنهاء الملف الملطخ بالدماء، لأنه لا يُمكن أن يكون هناك اتفاقات مع المنطقة العربية والإسلامية في ظل وجود نتنياهو، الذي ارتكب المجازر، حيث هناك أكثر من 200 ألف بين شهيد وجريح ومفقود، فضلاً عن الدمار الرهيب، وحرب التجويع، فمن لم يستشهد بالقصف، يموت جوعاً، ويُلاحظ التركيز على خان يونس بعدما تم تدميرها، نرى اليوم البحث عن هدنة لمدة 60 يوماً، بينما كان يُمكن للإدارة الأميركية وقف حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية والقدس ولبنان".
ولفت زعيتر إلى أن "الرئيس محمود عباس، وقبل التوجه للمُؤتمر، قام بسلسلة من التحركات واللقاءات، حيث نالت دولة فلسطين، العضوية في الأُمم المُتحدة بصفة مُراقب، والتوجه إلى "محكمة العدل الدولية" للسؤال حول توصيف واقع الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والذي أكد أنها أراضٍ مُحتلة، وما أقر في الأُمم المُتحدة بعضوية فلسطين بصفة مراقب، وعاصمتها القدس وليس في القدس، فضلاً عن القمة العربية المُصغرة في المملكة العربية السعودية، والقمة الطارئة في القاهرة، ومُؤخراً القمة العربية الـ34، التي عُقدت في بغداد، والمُؤتمر الذي عقد في مدريد مُنذ أيام، والعديد من التحركات في إطار دعم الموقف الفلسطيني".
وأكد أنه "يُمكن الانطلاق من التجارب السابقة، لإجبار الاحتلال الإسرائيلي، على تنفيذ القرارات، فهو يُواصل القتل واستهداف المُسلمين والمسيحيين في فلسطين، مدعوماً من الإدارة الأميركية، التي قد تتغير مواقفها، لكن ليس باتجاه الاحتلال الإسرائيلي، بل ربما بوجه شخص نتنياهو، الذي قد يكون خارج المشهد السياسي، وهو يُحاول حالياً أن يُكرِّس نفسه ليكون ملك مُلوك بني إسرائيل"، فيما الإدارة الأميركية ترى بأن الاحتلال الإسرائيلي أصبحت في عُزلة دولية، فضلاً عن حالة الوعي الدولي ضد الاحتلال، وهجرة المُستوطنين، وزيادة التعداد الفلسطيني داخل الأراضي المُحتلة مُنذ العام 1948، الذي فاق تعداد المُستوطنين".
وأشار زعيتر إلى أن "هناك تغيير للموقف البريطاني، بعدما زار وزير الخارجية الأراضي الفلسطينية، وعلى فرنسا وبريطانيا، اللتين أخطأتا تجاه القضية الفلسطينية، الاعتذار والاعتراف بالدولة الفلسطينية، والتعويض عما اقترفتاه من أذى وجرائم ضد اللاجئين الفلسطينيين والصامدين داخل أرض الوطن، والتصحيح يكون بالاعتراف بالدولة الفلسطينية والعضوية الكاملة، ووقف استخدام "الفيتو" الأميركي ضد عضوية فلسطين الكاملة، وبعد اعتراف فرنسا، قد يكون هناك اعترافاً لغالبية الدول الأوروبية، وهذا سيُؤدي إلى مزيد من الاعترافات، وهو ما يزيد من عزلة الكيان الإسرائيلي، ويعزز موقف فلسطين، ورؤية الرئيس محمود عباس المُتمسك برؤية حل الدولتين".
وأوضح أن "الرئيس ياسر عرفات، تمكن في العام 1974 من الدخول إلى الأُمم المُتحدة، والحصول على مقعد لـ"مُنظمة التحرير الفلسطينية"، وهذا التراكم من النضال الفلسطيني يُساعد ويُمكن البناء عليه، مع الإشارة إلى أن مرجعية الدولة الفلسطينية هي "مُنظمة التحرير الفلسطينية"، التي يُحاول البعض استهدافها، وإيجاد أطر بديلة عنها، وهو ما أُفشل، باستهداف القرار الوطني الفلسطيني المُستقل"، مُشيراً إلى أن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية، يأتي ثمرة النضال، على غِرار جنوب إفريقيا التي تعرضت للاضطهاد والتمييز العنصري وعدم الاعتراف، ثم نالت بقيادة الرئيس نيلسون مانديلا الاعتراف الدولي، لذلك كانت هي من تقدمت بالشكوى إلى "المحكمة الجنائية الدولية" ضد الاحتلال الإسرائيلي، وعلى الرغم من الإغراءات والضغوطات الإسرائيلية والأميركية، هناك من يتفهم عدالة القضية الفلسطينية، ومن هنا أهمية تراكم هذه الإنجازات، لتحقيق مكانة فلسطين كعضو دائم في الأُمم المُتحدة".
وشدد زعيتر على "أهمية الوحدة الفلسطينية، تحت مظلة "مُنظمة التحرير الفلسطينية"، ويُسجل للراحل أحمد الشقيري، أنه قام بوضع النظام الأساسي للمُنظمة، يما يُحاكي المُستقبل، وحالياً تم ملء الشواغر، ومن بينها نائب رئيس المُنظمة ودولة فلسطين، مع وجود المجلس الوطني الفلسطيني، بوصفه الهيئة التشريعية للمُنظمة، وهي البيت الجامع لكل الشعب الفلسطيني، وقد عمل الرئيس "أبو عمار" على تنشيط عمل مُؤسسات المُنظمة، وتمكن من الدخول للأُمم المُتحدة، وجرى تدفيعه الثمن من قبل الإدارة الأميركية، وهو ما نشهده مع الرئيس "أبو مازن"، لذلك، يجب الحفاظ على المُنظمة، وأن تنضم حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إليها، ومن جمد العضوية "الصاعقة" و"القيادة العامة"، العودة إليها، وتفعيل عمل مُؤسسات المُنظمة من الداخل، وعدم القصف والقنص عليها من الخارج".
ودعا إلى "عدم مُواصلة اختطاف قطاع غزة، وعلى أي فصيل فلسطيني مُواصلة النضال لصالح القضية الفلسطينية وعدم التفرد، وعلى حركة "حماس" حسم هذا الأمر، وأن لا تكون ضمن "محور إيران" أو "الإخوان المُسلمين"، بل أن تكون الأولوية فلسطينية، في وقت يُصر فيه أهل غزة على البقاء والتمسك بالأرض على الرغم من كل المجازر، مع تأكيد الرئيس محمود عباس بأنه لا دولة فلسطينية في قطاع غزة، ولا دولة فلسطينية من دونها، وعاصمتها القدس وليس في القدس، في مُواجهة المشاريع المُتعددة".
وشدد زعيتر، على "أهمية مُعاقبة مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي، ورفع دعاوى ضد قادتها والداعمين لها، وهناك موقف إسلامي ومسيحي داعم لفلسطين، في وجه مُحاولات الاحتلال إقامة هيكل سليمان، الذي كان أحد أسباب اغتيال الرئيس عباس، عندما رفض خلال لقائِه مع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، الاعتراف بوجود هيكل مزعوم، لذلك يجب الحفاظ على المُقدسات بالدعم العربي والإسلامي، ومُواجهة مُحاولات الاحتلال بشطب حق العودة، من خلال استهداف المُخيمات في غزة والضفة الغربية، والمُؤامرات على مُخيمات لبنان وسوريا بأدوات مُتعددة، ومُحاولة إلغاء وكالة "الأونروا"، حيث تقوم المملكة الأردنية الهاشمية بالوصاية على المُقدسات الإسلامية والمسيحية، وتسعى لعدم تغيير الواقع، في مُواجهة مُحاولات الاحتلال السعي للتقسيم الزماني والمكاني، وسط أصرار أبناء القدس على التشبث بأرضهم".
وأوضح أن "الاحتلال بقيادة نتنياهو يسعى بالهروب إلى الأمام، وتنفيذ المزيد من الاعتداءات ضد غزة والضفة الغربية ولبنان، حيث كان واضحاً أن الرئيس "أبو مازن"، خلال زيارته للبنان، الذي يحبه، فكان أول رئيس عربي يزوره، وأكد أن المُخيمات الفلسطينية جزء من الأراضي اللبنانية، والبيان المُشترك الرئاسي يُؤكد على التوافق في الرؤية، وأن الفلسطيني ضيف على الأراضي اللبنانية، مع إصرار على رفض التوطين من قبل اللبنانيين والفلسطينيين، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني بحياة كريمة في لبنان، وحل الدولتين، وضمان استمرار وكالة "الأونروا" القيام بعملها، وتعزيز صمود اللاجئين في لبنان".
 وختم زعيتر بالقول: "نقول لأبناء شَعبِنا الصامدين فوق أرض الوطن، وفي الشتات، الصبر، وأن التضحيات التي قدمت، ستُبصر انتصاراً، وعلى الجميع العودة للبيت الفلسطيني، والأبواب مُشرعة لعودة الجميع لـ"مُنظمة التحرير الفلسطينية" والانضمام إليها، وعدم البحث عن أطر بديلة، لمُواجهة مشاريع الاحتلال الإسرائيلي وأدواتِه، لإظهار أن الشعب الفلسطيني مُنقسم، فالرد على ذلك يكون بالوِحدة والصبر، الذي يتجلى بجنرالات الصبر، الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال الإسرائيلي".

 

 

المصدر : فلسطيننا