مقابلات هيثم زعيتر >مقابلات هيثم زعيتر
العميد ناجي ملاعب لـ"تلفزيون فلسطين": الرئيس عباس يقود الحراك الدبلوماسي بحكمة لتجسيد الدولة الفلسطينية المُستقلة
العميد ناجي ملاعب لـ"تلفزيون فلسطين": الرئيس عباس يقود الحراك الدبلوماسي بحكمة لتجسيد الدولة الفلسطينية المُستقلة ‎الثلاثاء 3 06 2025 14:05
العميد ناجي ملاعب لـ"تلفزيون فلسطين": الرئيس عباس يقود الحراك الدبلوماسي بحكمة لتجسيد الدولة الفلسطينية المُستقلة

جنوبيات

أكد الباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد المُتقاعد ناجي ملاعب على أن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس يقود الحراك الدبلوماسي بحكمة، للوصول إلى تجسيد الدولة الفلسطينية، ففلسطين تعرف ما هو اليوم التالي للحرب، بإقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة، في مُقابل العزلة الإسرائيلية، على الرغم من استمرار الاحتلال بحرب الإبادة الجماعية بدعم أميركي، لكن يُمكن لقطاع غزة الوصول إلى بر الأمان، إذا كانت الشرعية الفلسطينية هي التي تقود المُفاوضات، وتتحكم بالأرض، فالبندقية للمُقاومة يجب أن تكون بيد الشرعية الفلسطينية".

وقال في حوار مع الإعلامي هيثم زعيتر، ضمن حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، حول "جهود الرئيس محمود عباس الدبلوماسية لتجسيد الدولة الفلسطينية المُستقلة": "حركة "حماس"، تعتبر أن المُقاومة هي التي يُمكن أن تُحقق الأهداف، بينما كان للدبلوماسية الفلسطينية الدور الهام في تحقيق الدولة الفلسطينية، وعلى الرغم من المساعي للوحدة الفلسطينية، لكن حركة "حماس"، عليها العودة للشرعية الفلسطينية، والانضمام إلى "مُنظمة التحرير الفلسطينية"، واليوم نرى في لبنان بأن السلاح خارج الشرعية اللبنانية، يخدم أجندات خارجية، والأمر ذاته رأيناه في سوريا، بالسعي لانضمام جميع القوى ضمن الشرعية الجديدة".
وأوضح بأن "الحرب المُستمرة من الاحتلال الإسرائيلي، تهدف لبقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالسلطة، والكيان الإسرائيلي يرى بأن الحرب تقود إلى السياسة، لذلك يُمارس القوة ويشن الحروب، على الرغم من الخسائر التي يتحملها الاحتلال، تأكيداً على أنها حرب وجود، ويقود ذلك اليمين الإسرائيلي، مدعوماً من التعمية الإعلامية، لكن إعلاء الصوت العربي والإسلامي والمسيحي، يُمكن إنهاء هذا الواقع، بالاستفادة من التضامن الشعبي الدولي".
وشدد على أن "الاحتلال الإسرائيلي، يخشى من زيارة وزراء الخارجية العرب للأراضي الفلسطينية المُحتلة، وعلى رأسهم وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، هذا الأمر يُرعب الاحتلال الإسرائيلي، لأن ذلك يُعطي دعماً جديداً للسلطة الفلسطينية، هذا الدعم العربي لعقد المُؤتمر الدولي لدعم فلسطين، في مقر الأُمم المُتحدة برعاية سعودية وفرنسية، للتأكيد على حل الدولتين، فضلاً عن الدور الأردني في الإشراف على الأماكن المُقدسة واحتضانها للفلسطينيين، جاء اللقاء الذي عُقد في الأردن بمُشاركة الرئيس عباس، لإرسال رسالة للعالم أنه على الرغم من منع الاحتلال زيارة وزراء الخارجية العرب لفلسطين، لكن الاجتماع عُقد".
وأكد العميد ملاعب على أن "المملكة العربية السعودية، بقيادة شابة من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رأينا هذا الدور في لبنان وسوريا، بأنها فاعلة في المنطقة، وأهم قضية تشغل الوطن العربي والإسلامي، هي قضية فلسطين، ونرى الحاجة الأميركية للاستثمار السعودي، لذلك كانت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية ودول الخليج العربي، تأكيداً على أهمية الدور السعودي واحتضانها للقضية الفلسطينية، لعل ذلك يكون له تأثير على السياسة الأميركية، بالوقت الذي نرى فيه الاحتضان الأوروبي للدولة الفلسطينية".
وأشار إلى أن "المُقاومة اللبنانية، تمكنت من إخراج الاحتلال الإسرائيلي في العام 2000، وحرب الإسناد التي خاضها "حزب الله"، أربكت الاحتلال، الذي أراد الدخول إلى لبنان برياً، وعلى الرغم من الدمار، لم يستطيع الاحتلال النيل من عزيمة وصمود الشعب اللبناني، وبعد اتفاق وقف إطلاق النار، قام الكيان الإسرائيلي باحتلال العديد من القرى، والمُبرر الذي يعتمده الاحتلال للبقاء هو سلاح "حزب الله"، الذي يجب أن يُصبح لديه الجرأة للاعتراف بأهمية أن يكون سلاحه ضمن الشرعية اللبنانية والجيش اللبناني، وبالتالي تنتفي المزاعم الإسرائيلية، لأن الاحتلال يسعى لضم نهر الليطاني، بحجة بقاء السلاح خارج الدولة، وقام باحتلال أراضٍ سورية أكبر من مساحة لبنان، فالاحتلال يسعى لوضع أجهزة تنصت في الأراضي التي يحتلها، ونتنياهو يعلنها صراحة بالسعي لتغيير منطقة الشرق الأوسط".
ولفت إلى أنه "من الواضح أن هناك صيغة أخرى لاتفاق وقف إطلاق النار لم يطلع عليها لبنان، بين الكيان الإسرائيلي والإدارة الأميركية، التي تسعى مُنذ أعوام لتغيير مهام "اليونيفل"، التي مُهمتها مُساندة الجيش اللبناني، وكانت فرنسا تقف بالمرصاد لمُحاولات التعديل الأميركي، وفرنسا على خلاف مع أميركا، ونتنياهو أعلن صراحة بضرورة استبدال "اليونيفل" بقوات مُتعددة الجنسيات، والأمر ذاته يسعى نتنياهو لتكريسه في قطاع غزة"، مُوضحاً بأن "من كان لديه سلاح خارج الشرعية، حول لبنان إلى دويلة، وفي ظل الانتقال السياسي الحالي، يجب إنهاء هذه الحالة، وإشادتنا بجهود "حزب الله" في المُقاومة وإسناد فلسطين، لكنه في الداخل عطل الواقع اللبناني، فيجب إعادة الدور للشرعية اللبنانية، والأمر ذاته في غزة يجب إعادة الدور للسلطة الفلسطينية، كما هو الحال في سوريا، فإن الدور للسلطة الشرعية، يجب أن يكون الدور في لبنان للسلطة الشرعية".
وأوضح أن "عدم ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، كان قراراً واضحاً للنظام السوري السابق، لخدمة "حزب البعث" في سوريا، لإبقاء سلاح الحزب خارج الشرعية، بحجة المُقاومة، ولكن تسليم الخرائط من فرنسا للبنان وسوريا، فإن الأخذ بهذه الخرائط في سوريا، يتم تصحيح الواقع الخاطئ بين الدولتين"، مُشيراً إلى أن "الدور حالياً للدبلوماسية وليس للبندقية، والإصرار على قمة عربية داعمة للقضية الفلسطينية، وما نراه من ولي العهد السعودي، والاستقبال الذي يحظى به الرئيس عباس في السعودية والقمة العربية وفي بيروت، وكل ما يقوم به الرئيس عباس بالاحتضان العربي بموقف مُوحد، يُؤدي إلى نتيجة جيدة، ويجب التشديد على الدور العربي، وأخذ موقف دبلوماسي واقتصادي داعم لفلسطين".
وختم العميد ملاعب بالقول: "المُتظاهرون في الجامعات الأميركية والأوروبية، طالبوا بوقف الاستثمار من قبل الجامعات في الكيان الإسرائيلي، بمساعي من الشباب العربي، وعلى الدول العربية القيام بهذا الدور كي يُساندها العالم، ونرى تباشير ذلك بما يقوم به الرئيس عباس في لقاءاته، خاصة في القمة العربية".

المصدر : جنوبيات