ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
صبحية كريم: “التطريز هو سلاحي في وجه الاحتلال ونسيان فلسطين”
صبحية كريم: “التطريز هو سلاحي في وجه الاحتلال ونسيان فلسطين” ‎الاثنين 9 06 2025 13:07
صبحية كريم: “التطريز هو سلاحي في وجه الاحتلال ونسيان فلسطين”

جنوبيات

من بين خيوط المطرزات وألوان الأثواب التراثية، تروي صبحية كريم، اللاجئة الفلسطينية من بلدة صفورية قضاء الناصرة، قصة امرأة جعلت من فن التطريز وسيلة لمقاومة الاحتلال وحفظ الهوية. من مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، تؤكد صبحية أن الخيط والإبرة هما سلاحاها في وجه النسيان والتهويد، ورسالتها واضحة: “لن ننسى، ولن نسمح لأحد أن يسرق ذاكرتنا.”

من صفورية إلى عين الحلوة.. والهوية لا تزال حاضرة

رغم أنها لم ترَ بلدتها الأم يومًا، إلا أن فلسطين ظلت حاضرة في وجدانها. تقول:

“أنا لاجئة فلسطينية من بلدة صفورية الواقعة في قضاء الناصرة. وُلدت في مخيم عين الحلوة بلبنان، وأنا أم لعشرة أبناء. منذ طفولتي تمسّكت بالتراث الفلسطيني واخترت أن أعبّر عنه بفن التطريز، الذي أصبح هويتي ومصدر قوتي.”

البداية.. شغف تحوّل إلى مشروع حياة

بدأت صبحية رحلتها مع التطريز في عمر السادسة عشرة. تعلمت بالممارسة اليومية، وصقلت مهاراتها عبر العقود. وفي عام 1970، أصبح التطريز ليس فقط وسيلة للتعبير الفني، بل مصدر دخل ومعركة صامتة ضد محاولات الطمس.

“أنشأت مشروعًا يحمل اسم الأدهم للتراث الفلسطيني. حاليًا يعمل فيه 6 فتيات. ننتج قطعًا تراثية بسيطة مثل الأساور والعقود والميداليات، بهدف تقريب التراث من الشباب ليبقى حيًا في وجدانهم.”

التطريز مقاومة

ترى صبحية أن حماية التراث شكل من أشكال المقاومة الثقافية، في مواجهة مشروع الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لسرقة الموروث الفلسطيني.

“نحن لا نحمل السلاح، لكننا نحمل ذاكرة شعب.
الاحتلال يحاول نسب تراثنا إليه. من خلال أعمالنا، نعيد ترسيخ الحقيقة ونُذكّر العالم بمن نحن.”

لوحات تحكي حكايات فلسطين

لم يكن التطريز مجرد زينة أو تقليد، بل وسيلة لسرد الحكايات. تقول صبحية إن لوحاتها المطرزة تحاكي تفاصيل الحياة الفلسطينية القديمة، من الأعراس إلى الطقوس الشعبية، في محاولة لإبقاء الذاكرة حية.

من المعارض إلى العالم

شاركت صبحية في معارض عدة داخل لبنان وخارجه، في مصر وسوريا والعراق وتركيا، حيث عرضت المطرزات الفلسطينية أمام شعوب متعددة، لتكون شاهدًا على ثقافة لا تُمحى.

رسالة للمرأة الفلسطينية

توجّه صبحية كريم رسالة قوية للمرأة الفلسطينية، ترى فيها شريكة أساسية في معركة الصمود:

“أدعو كل امرأة فلسطينية إلى تعلم التطريز. هو وسيلة للحفاظ على التراث، ودعم اقتصادي أيضًا. المرأة تستطيع أن تكون مقاومة ومنتجة من قلب بيتها.”

للأجيال الجديدة: لا تنسوا

في ختام حديثها، توجّه صبحية حديثًا عاطفيًا للأجيال الصاعدة:

“التراث هو الجسر بين الماضي والحاضر. الحفاظ عليه مسؤولية الجميع. فلسطين ليست فقط خريطة، بل تاريخ نرتديه، ونحمله في كل خيط نطرزه

صبحية كريم: “التطريز هو سلاحي في وجه الاحتلال ونسيان فلسطين”
صبحية كريم: “التطريز هو سلاحي في وجه الاحتلال ونسيان فلسطين”
صبحية كريم: “التطريز هو سلاحي في وجه الاحتلال ونسيان فلسطين”
المصدر : عصام الحلبي