لبنانيات >أخبار لبنانية
الحركة الدولية تتسارع باتجاه لبنان: باراك يحطُّ في بيروت بعد لودريان


جنوبيات
بين زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان والتي اختتمها امس وتلك المرتقبة للمسؤول الأميركي توم باراك، يعود الملف اللبناني الى واجهة الإهتمام انطلاقا من مقاربة تتشارك فيها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا قوامها ان الفرصة لا تأتي مرتين لبناء الدولة.
وقد تختلف بعض مضامين الزيارتين الا ان التركيز واحد: العجلة في حسم الملفات التي تقود الى هذه الدولة القوية والقادرة. فالمسؤول الفرنسي الذي يعرف تفاصيل القضية اللبنانية من الالف الى الياء، عقد لقاءات مع مختلف الافرقاء تحت عنوان مبادرة فرنسا في عقد مؤتمر اعادة الإعمار، ولم تغب عن محادثاته الاستفسارات عن السلاح وآلية سحبه وكيفية تطبيق حصريته بيد القوى المسلحة وعمل اليونيفيل، وهذه مواضيع تشكل محور زيارة باراك الى لبنان إما نهاية الاسبوع الحالي او مطلع الاسبوع المقبل.
ومع إنهاء مهمة نائبة المبعوث الأميركي مورغان اورتاغوس،سيكون امام الضيف الأميركي ملفات مفتوحة لبحثها لاسيما انها زيارته الاولى الى بيروت ومن خلاله يجس النبض الأميركي تشددا او ترقبا او منح مهل اضافية لحسم ملف السلاح كما الإصلاحات.
وتلفت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» الى ان لودريان تجنب التصريحات في أعقاب اللقاءات التي عقدها، كما انه لم يعقد اي مؤتمر صحافي حول أجواء المناقشات، وهي نقطة لا بد من التوقف عندها اذ ان ما سُرِّب في الإعلام لم يكن موحد،فتارة البحث تناول ملف الإعمار وتارة اخرى السلاح وأهمية البقاء على مهام قوات اليونيفيل، وهناك من اكد ان الزيارة ليست للتحضير لمؤتمر الدعم، معلنة ان فرنسا ما تزال تعتبر لبنان أولوية،ومن هنا يحضر مسؤولون فرنسيون للإستطلاع والإستفسار، وفي الحقيقة ان فرنسا تحاول اظهار رغبتها المتواصلة بدعم لبنان ومساعدته لإقتناص الفرصة المناسبة او عدم تضييعها ولعل استخدامها الليونة في التعاطي مع الملف اللبناني هو ما يميزها عن التعاطي الأميركي.
وتوضح المصادر ان زيارة باراك هي الاولى له الى لبنان ويحاول من خلالها الغوص في تفاصيل الملف اللبناني لناحية ما هو مطلوب على صعيد نزع السلاح والإلتزام بتنفيذ التعهدات بشأن بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها فضلا عن ملف اليونيفيل،وقد سبقت الزيارة إجراءات يقوم بها الجيش اللبناني بالتعاون مع لجنة اتفاق وقف اطلاق النار، وتلفت الى ان هناك رسائل يراد ايصالها الى الجانب اللبناني، مع العلم ان الموقف واحد لجهة قيام لبنان بإلتزامه بهذا الإتفاق وتفكيك الجيش لـ 500 موقع ومخزن للسلاح جنوب الليطاني، وأن على إسرائيل الانسحاب من التلال الخمس، معلنة انه لا بد من الإستماع الى ما يحمله المسؤول الأميركي قبل اي امر اخر لاسيما إنَّ ما كانت تعدُّ له اورتاغوس اصبح في عهدة باراك، وليس مستبعدا ان يستفسر عما تحقق على صعيد السلاح والإصلاحات، وليس هناك من توقعات مسبقة بشأن المهل او التباطؤ او اي شيء من هذا القبيل، لاسيما ان كبار المسؤولين اللبنانيين يتحدثون ان لا عودة عن القرار المتخذ بشأن حصرية السلاح، لن تكون لباراك زيارات متعددة كما تلك التي عقدها لودريان، هو ما تخلص اليه المصادر التي تعتبر ان زيارة المسؤول الأميركي الى بيروت قد تكون في اطار إما تثبيت مهمته او التمهيد لإسناد المهمة الى مسؤول اخر مع ترجيح كفة الخيار الاول.
كل شيء يتضح بعد هذه الزيارة التي قد تكون مفصلية لجهة معرفة ما قد تؤول اليه الامور انطلاقا من الرؤية الاميركية لمسار الأوضاع في البلاد، فهل تكون اللغة صارمة ام انه سيصار الى تمديد فترة الإنتظار ولكن ليس لفترة مفتوحة؟