وصفت صحيفة "بوليتيكو" الاستراتيجية التي اعتمدها الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه إيران بأنها تأثرت بشكل كبير بدور قائد عسكري قوي منح سلطات غير مسبوقة لوضع خطط لضرب المواقع النووية في طهران.
وفق تقرير الصحيفة، فإن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث منح الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، صلاحيات واسعة لإدارة الأزمة في الشرق الأوسط. كوريلا، الذي يُعرف بلقب "الغوريلا"، عرف بتشدده في التعامل مع إيران، مما دفعه لتقديم طلبات تتعلق بتعزيز الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، بدءًا من إرسال حاملات الطائرات إلى مقاتلات متطورة، وكلها نُفّذت بلا تردد.
نفوذ واسع وتأثير قوي
أشارت "بوليتيكو" إلى أن كوريلا تجاوز مسؤولين كباراً في البنتاغون في اتخاذ القرارات، حيث وُصف بأنه يلعب دوراً بارزاً في تحديد خطوات أميركا تجاه إيران، معتمدًا على علاقاته الوثيقة مع الرئيس ترمب ومستشاريه. ولفتت الصحيفة إلى أن كوريلا استغل فترة قيادته للضغط باتجاه تصعيد عسكري، مستفيدًا من الوقت المتبقي له في منصبه.
تصعيد غير مسبوق
في تطور لافت، أُرسلت حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط، في خطوة تعكس أولويات الإدارة الأميركية، بالرغم من المحاولات السابقة للتركيز على منطقة المحيط الهادئ. كذلك، نُشرت مقاتلات F-22 وF-35، في رسالة واضحة لإيران، وفق الصحيفة.
ردود فعل متباينة
بينما دعم البيت الأبيض هذا الحشد العسكري، أشار مسؤولون إلى أن كوريلا كان بارعًا في إقناع القيادات المدنية بضرورة التحركات العسكرية. وأضاف تقرير "بوليتيكو" أن كوريلا كان يحظى بتقدير كبير داخل الدوائر العسكرية، بالرغم من شخصيته المثيرة للجدل أحيانًا، حيث حصل على عدة أوسمة خلال خدمته العسكرية.
الموقف الإيراني
على الجانب الآخر، هددت إيران بأنها سترد بقوة على أي تصعيد عسكري أميركي. وحذر المرشد الإيراني علي خامنئي من أن أي تدخل أميركي سيؤدي إلى أضرار جسيمة، مؤكدًا أن إيران لن تستسلم لأي ضغوط.
تُظهر هذه الديناميكيات أن الشرق الأوسط عاد إلى الواجهة كأولوية للإدارة الأميركية، في ظل قيادات عسكرية تدفع باتجاه مزيد من التصعيد، بينما تبقى الخيارات الدبلوماسية مطروحة نظريًا لكنها محاطة بغموض كبير.
