أفادت مصادر رسمية لبنانية لقناة "سكاي نيوز عربية"، اليوم الثلاثاء، أن اعتبارًا من كانون الثاني 2026 لن يبقى أي سوري في لبنان بصفة "نازح"، وذلك في سياق تفعيل برنامج العودة الطوعية والمنظمة بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة.
وأعلنت المفوضية والمنظمة في بيان مشترك عن إطلاق برنامج العودة الطوعية المنظمة لدعم السوريين الراغبين بالعودة من لبنان إلى سوريا بطريقة "كريمة وآمنة". وجاء في البيان أن "حركة العودة التجريبية" التي نُفذت اليوم، شملت ثلاث حافلات تقل 71 لاجئًا وثلاث شاحنات محملة بأمتعتهم الشخصية، انطلقت من منطقة البقاع باتجاه دمشق، ريف دمشق، وحمص.
وأوضح البيان أن البرنامج يهدف إلى تسهيل نقل اللاجئين من مناطق محددة داخل لبنان إلى نقاط العبور الحدودية الرسمية، ومن ثم إلى وجهاتهم النهائية في سوريا، وذلك بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية، ولا سيما من خلال التسهيلات المقدمة من الأمن العام اللبناني.
وأشار إلى أنه، رغم تقلب الأوضاع داخل سوريا، عادت ما يُقدّر بـ700 ألف سوري من دول الجوار منذ 8 كانون الأول 2024، بينهم 200 ألف عبر أو من لبنان. كما تم إلغاء تفعيل ملفات أكثر من 120 ألف نازح من سجلات المفوضية في لبنان خلال العام 2025، نتيجة عودتهم المؤكدة أو المفترضة.
وخلال النصف الأول من شهر تموز، سجل أكثر من 17 ألف لاجئ اهتمامهم بالبرنامج وتلقّوا استشارات فردية حول مراحل العودة وتبعاتها. ويتضمن البرنامج توفير مساعدات نقدية ودعم لوجستي من المفوضية والمنظمة الدولية للهجرة وشركائهما في لبنان وسوريا، بهدف تأمين ظروف عودة مستقرة وإعادة الاندماج.
وأكد البيان أن العودة المستدامة تتطلب استثمارات حقيقية في مناطق العودة داخل سوريا، لتفادي النزوح الثانوي وتعزيز الاستقرار. كما شدّد على ضرورة توفير تمويل كافٍ ودائم من الجهات المانحة لدعم هذه العملية وضمان استمرارها.
وقال ممثل المفوضية في لبنان، إيفو فرايسن: "كان اليوم مؤثراً جداً للاجئين الذين حققوا أخيراً حلم العودة بعد سنوات من اللجوء، ويتطلعون لبناء حياتهم مجدداً رغم التحديات. إنه أيضاً إنجاز كبير للبنان الذي قدّم الكثير للاجئين على مدى أكثر من عقد."
وأكد أن "العودة هي الحل الأمثل"، مشيراً إلى التزام المفوضية بالعمل مع الحكومة اللبنانية لضمان عودة مستدامة.
من جهته، قال رئيس مكتب المنظمة الدولية للهجرة في لبنان، ماتيو لوتشيانو: "خطوة اليوم مهمة لتسهيل عودة السوريين الراغبين بدعم العودة إلى ديارهم. وقد حرصنا على مواكبة العملية بكل مراحلها، مع التركيز على الكرامة والسلامة والاحتياجات الفردية."