6 صفر 1447

الموافق

الجمعة 01-08-2025

علم و خبر 26

علم و خبر 26

مقالات هيثم زعيتر

مقالات هيثم زعيتر

عامان على اغتيال "العرموشي" .. العميد فياض يصدر أحكاماً بحق موقوفين وفارين!
عامان على اغتيال "العرموشي" .. العميد فياض يصدر أحكاماً بحق موقوفين وفارين!
جنوبيات
2025-07-31

175

عامان مرا على جريمة اغتيال قائد "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" في منطقة صيدا العميد محمد حسن العرموشي "أبو أشرف" (59 عاماً) ومُرافقيه، التي وقعت يوم الأحد في 30 تموز/يوليو 2023، وما رافق ذلك من اشتباكات وأحداث شهدها المُخيم، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا والجرحى، ووقوع أضرار مادية جسيمة في المُمتلكات، لم يتم التعويض على أصحابها!
تلك الجريمة التي خُطط لها بدقة، واختير توقيتها بعناية ومكرٍ، حملت سلسلة من الرسائل المُتعددة على صعيد مُخيم عين الحلوة ولبنان، وصولاً إلى مركزية القضية الفلسطينية.

وفي التوقيت، تزامن تنفيذ الجريمة مع:
- الاجتماع الذي كان يعقده الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، برئاسة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في مدينة العلمين المصرية، للحوار وبحث المُصالحة وإنهاء الانقسام، برسالة واضحة بأنه ممنوع حتى الحوار الفلسطيني من أجل المُصالحة.

- توتير الأجواء في مُخيم عين الحلوة وتوسعته إلى صيدا ولبنان.

- استهداف "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" ضمن مُخطط لإنهاء دورها، ضمن مُحاولات البعض للسيطرة على المُخيمات، وإيجاد أُطر بديلة عن "مُنظمة التحرير الفلسطينية"، وهو ما فشل!

- استهداف شخصية العرموشي، الذي كان يتولى مسؤولية توقيف المطلوبين والمُخلين بالأمن داخل مُخيم عين الحلوة، وتسليمهم إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية، ليصار إلى مُحاكمتهم من قبل القضاء اللبناني، والعمل على ضبط الأمن داخل المُخيم، والقضاء على مُحاولات البعض لإيجاد مُربعات أمنية معزولة داخل المُخيم، وبرسالة إلى أن من يقوم بضبط الأمن وتوقيف المطلوبين، قد اغتيل، فمن سيُبادر إلى توقيف وتسليم قتلته؟!

- بعد أيام من زيارة رئيس جهاز المُخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، بدعوة رسمية من مُدير مُخابرات الجيش اللبناني العميد الركن طوني قهوجي، الذي التقاه مع مُدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، يوم الإثنين في 24 تموز/يوليو 2023، قبل أن يُضطر لقطع زيارته، والالتحاق برئيس دولة فلسطين محمود عباس بزيارة إلى تركيا في اليوم التالي (25 منه)، ولم يلتقِ العميد العرموشي، كما حاول البعض الترويج لذلك.

- تنفيذ محمد علي زبيدات "الصومالي"، اغتيال عبد الرحمن صديق فرهود وإصابة آخرين، يوم السبت 29 تموز/يوليو 2023، حيث كُلّف العميد العرموشي من قبل "هيئة العمل الفلسطيني المُشترك" بالقيام بتوقيفهم. وقد جرى توقيف زبيدات لاحقاً، وتسليمه إلى مُخابرات الجيش اللبناني، حيث تتم مُحاكمته.

- بعد فترة من اغتيال مسؤول الارتباط والعلاقات العامة في "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" العميد سعيد علاء الدين "العسوس" "أبو نادر"، في مُخيم عين الحلوة، بتاريخ 8 آب/أغسطس 2022.

- ما سبق ذلك من اغتيال المُساعد في حركة "فتح" محمد يوسف سليمان المبدى في مُخيم عين الحلوة، بتاريخ 3 نيسان/إبريل 2022.
وقد تم توقيف مُتهمين بالقضيتين.
مُنذ اللحظات الأولى أشرنا إلى المُخطط والمُنفذين، ومن قام بتأمين السلاح، ودوافع وتوقيت هذا الاغتيال وأبعاد ذلك.
يُولي رئيس المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت العميد الركن وسيم فياض، اهتماماً بهذه القضايا، حيث يتم العمل على فصلها عن بعضها البعض، بحيث أصبحت تتوزع وفق الآتي:

1- اغتيال العميد الركن محمد حسن العرموشي "أبو أشرف" ومُرافقيه: بلال أحمد جمعة العبيد، طارق حسن محمد الخلف موسى نواف محمد فندي، ومهند غسان نمر قاسم، التي وقعت يوم الأحد في 30 تموز/يوليو 2023.
2- قتل عبد الرحمن صديق فرهود، وجرح آخرين، التي وقعت يوم السبت في 29 تموز/يوليو 2023.
3- قتل محمد أيمن عبد الرازق وهو داخل منزله، يوم الاثنين في 31 تموز/يوليو 2023.
4- ما تبعها من أحداث شهدها مُخيم عين الحلوة.

وقد وصل عدد المطلوبين في هذا الملف إلى 86 (بينهم أكثر من 20 موقوفاً)، وبين المطلوبين، من قد يكون تم تعمّد زجّ أسمائهم بشكل كيدي، في مُحاولة لتشويه الحقيقة. 

وقد أصدر العميد الركن فياض أحكاماً عدة في هذه القضية، بينها إثبات براءة سعيد وعمر جمال خطاب، اللذين زج باسميهما بشكل كيدي، ما يُؤكد أن رئيس المحكمة العسكرية، يُعالج هذا الملف، الحساس بدقة.
وقد أدلى عددٌ من الموقوفين، باعترافات هامة الرئيسية فيها من قبل العنصر في "جند الشام" عز الدين إبراهيم أبو داوود "ضبايا"، الذي جُرح خلال الاشتباكات، ونُقل للمُعالجة خارج المُخيم، وجرى توقيفه من قبل مُخابرات الجيش اللبناني، قبل إحالته إلى القضاء العسكري.

وكشف عن العديد من الأسماء، بينهم، من لم يكن قد جرى كشف هويته قبل ذلك، فجرى، توقيفهم.
وتبين أن عملية الاغتيال قد جرى التحضير لها ليلة السبت، حيث دخلت مجموعة مُسلحة إلى تجمع المدارس، وتموضعت في "مدرسة الناقورة" وكان عددها أفرادها 15 شخصاً تحت أمرة بلال ضرار بدر، الذي أعطى أمر تنفيذ الاغتيال، ومعه: عمر فايز الناطور، عز الدين إبراهيم "أبو داوود" "ضبايا"، محمد فادي الزوق "أبو بكر"، علي عزب "فولز"، فراس درويش الملاح، عثمان حسين إسماعيل "أبو عمر التكريتي"، مصطفى أحمد أحمد "العجوري"، عبدالله شهاب قدور، عبد الناصر عبد الرحيم محمد "أبو القعقاع"، أسامة فادي الزوق، عمر محمود برقاوي "البرناوي"، بالتنسيق مع هيثم علي مصطفى "هيثم الشعبي" ومحمد علي مصطفى (محمد الشعبي).

جرى إطلاق النار والقذائف باتجاه العميد العرموشي ومُرافقيه، عند الساعة 12:33 لحظة وصوله على منتصف "موقف أبو علول" للسيارات، ما أدّى إلى استشهاده مع 4 من مُرافقيه ونجاة الباقين، وبينهم جرحى، حيث استمرّ إطلاق النار لأكثر من نصف ساعة لمنع إسعافهم!

وتكشف من قام بتأمين الدعم اللوجستي من الأسلحة، والدعم المالي مع تغطية سياسية لتنفيذ المُخطط، المُؤامرة، وأن الأسلحة التي استُخدمت، منها: "بي كي سي" (الرشاش الروسي المُتوسط) عدد 2، وM16 وقذائف "لانشر" الانشطارية.
وكُثر من المُنتمين إلى المجموعات الإسلامية المُتشدّدة لا يملكون قوت يومهم لإعالة عائلاتهم، فكيف حصلوا على هذه الأسلحة، ومنها الحديثة والمُتطورة، وبكميات كبيرة، حيث عمد البعض إلى فتح مخازنه لتوفيرها لهم!
توزّع أفراد هذه المجموعة، على "الشباب المسلم"، "جند الشام"، "فتح الإسلام"، "كتائب عبدالله عزام"، ومن يُبايعون "داعش"، "جبهة النصرة" والقاعدة، تبين من هويات المُنفذين والمُخططين، أن ما جرى ليس اقتتالاً فلسطينياً - فلسطينياً، كما حاول البعض الترويج له، بل يتوزعون على جنسيات: فلسطينية، لبنانية، فلسطينية من سوريا، سورية، أردنية وكردية.

وما كنا قد كشفناه، تم التأكيد عليه من قبل لجنة التحقيق التي شكّلتها "هيئة العمل الوطني الفلسطيني المُشترك"، بتاريخ 3 آب/أغسطس 2023، برئاسة اللواء معين كعوش ومُشاركة مُمثلين عن القوى الفلسطينية، التي وضعت تقريرها، بتاريخ 21 آب/أغسطس 2023.

المُخطط كان ضرب حركة "فتح" و"قوات الأمن الوطني الفلسطيني" والدور في حفظ الأمن، فجرى العض على الجرح، والعمل على كشف هويات المُنفذين وتوقيف بعضهم، وتسليمهم إلى الدولة اللبنانية للمحاكمة.

 وقد أجرت "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان مُؤخراً سلسلة من القرارات والتشكيلات، بإشراف قائدها في الوطن والشتات، العميد البحري العبد إبراهيم خليل، تنفيذاً لقرارات الرئيس محمود عباس، حيث التزام الجميع بالشرعية الفلسطينية، خلافًا لما كان يُشيع البعض عن خلافات، فمرّ الأمر بشكل طبيعي. 

تمر الذكرى الثانية لجريمة الاغتيال، مع عقد "مُؤتمر حل الدولتين" بمقر الأمم المُتحدة في نيويورك، بمُبادرة من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبالتنسيق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

لا شك أن الاحتلال الإسرائيلي، الذي يُواصل حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والقصف، والحصار والتجويع، والاعتداء في الضفة الغربية والقدس، يسعى إلى شطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وإنهاء عمل وكالة "الأونروا"، لذلك فإن المُخيمات الفلسطينية تكون دائماً في "عين العاصفة"، ما يستوجب الحذر، ومُواجهة هذه المُخططات، التي لا يستفيد منها إلا العدو الإسرائيلي.

جريدة اللواء
أخبار مماثلة