نافذة على لبنان
نافذة على لبنان
عودة مغارة جعيتا.. تحفة طبيعية تنبض بالحياة وأمل جديد للسياحة في لبنانلأشهر طويلة، ظلّت مغارة جعيتا صامتة ومغلقة أمام آلاف الزوّار الذين اعتادوا التوافد إليها من مختلف المناطق.
غابت خطوات السيّاح عن ممرّاتها المضيئة، وتوقفت أصوات الإعجاب والدهشة التي لطالما ملأت أجواء هذا الكنز الطبيعي.
الإغلاق المفاجئ للمغارة أثار قلقًا واسعًا، إذ لم يكن مجرّد باب أُغلق، بل كان توقفًا عن حياة نابضة ومصدر رزق للكثيرين في المنطقة المحيطة.
لكن اليوم، وبعد فترة من الغياب، تشرع أبواب المغارة على آفاق جديدة. إعادة افتتاحها لم تكن مجرّد عودة عادية، بل بداية فصل جديد يتسم بتنظيم محكم، ومعايير سلامة مشددة، ورؤية واضحة للحفاظ على هذا الإرث الطبيعي الثمين.
هذه العودة تجسّد قصة نجاح تتخطى التحديات، وتعيد إلى المنطقة حيويّتها الاقتصادية والسياحية، مع وعد بتجربة سياحية أكثر تميّزًا وجاذبية تليق بعراقة وأهميّة هذا المعلم الفريد.
وأشار رئيس بلدية جعيتا وليد بارود إلى أنّ مغارة جعيتا انطلقت مجدّدًا بإدارة جديدة تعتمد على تنظيم أكثر فعالية، ومعايير سلامة عامة عالية، بهدف الحفاظ على الموقع وترميمه، وتقديم تجربة سياحية متميّزة للزوّار.
وأضاف: “هوية مغارة جعيتا اليوم ترتكز على السياحة والحفاظ والترميم. نهدف إلى صون هذه الثروة الطبيعية التي لم تحظ بالعناية الكافية في السابق”.
وأكد بارود أن إغلاق المغارة سابقًا أثّر سلبًا على الحركة السياحية في جعيتا، حيث تراجعت أعداد الزوّار، وتضررت المطاعم والأنشطة السياحية في المنطقة.
لكنّه أشار إلى تحسّن الوضع مؤخرًا قائلاً: “منذ إعادة افتتاح المغارة، نشهد إقبالًا متزايدًا يومًا بعد يوم، ما يدلّ على استعادة الموقع حيويته السياحية”.
وعن الطموحات المستقبلية، أعرب بارود عن أمله في أن تبقى المغارة تحت إشراف البلدية للحفاظ عليها، لتكون نموذجًا رائدًا للبلدية والوزارة والدولة ككلّ.
وهكذا، تعود مغارة جعيتا لتنبض بالحياة من جديد، لا كمعلم طبيعي فحسب، بل كرمز للإصرار على النهوض رغم التحدّيات، وكأنّها تقول لكلّ من يزورها: إنّ الجمال الحقيقي لا يختفي، بل ينتظر لحظة العودة الأبهى.
هذه المغارة التي لطالما شكّلت محطة لا تُنسى في ذاكرة كلّ من دخل ممرّاتها وتجوّل في أعماقها، ها هي اليوم تعيد رسم ملامح الأمل في قلب المنطقة، وتمنح دفعة قوية للحركة الاقتصادية والثقافية والسياحية.
مغارة جعيتا لم تعد فقط موقعًا للزيارة، بل باتت نموذجًا يُتّبع في كيفية صون التراث الطبيعي وتحويله إلى مصدر مستدام للتنمية.
وبين ماضيها العريق وحاضرها الواعد، تتجه الأنظار إلى مستقبل تزدهر فيه المغارة أكثر فأكثر، فتصبح وجهةً عالمية بامتياز، تروّج ليس فقط لجمال لبنان الطبيعي، بل أيضًا لقدرته على النهوض، حين تتكاتف الجهود ويعلو صوت الأمل فوق كلّ العوائق.
فلتكن هذه المغارة بوّابتكم إلى تجربة فريدة تنبض بالجمال والدهشة.