9 صفر 1447

الموافق

الأحد 03-08-2025

علم و خبر 26

أخبار

علم و خبر 26

بأقلامهم

بأقلامهم

"بيروت الحزينة تشكو"!
"بيروت الحزينة تشكو"!
القاضي م جمال الحلو
2025-08-03

99

بيروتُ...
كأنّ الحزنَ وُلدَ في حواريها،
وسكنَ الأزقّةَ،
وتوسّدَ أرصفةَ الوجعِ العتيق.

بيروتُ...
يا أنشودةَ الدّمعِ،
يا عاصمةَ الفقدِ المُقيم،
تبكينَ أبناءكِ كأنّهم نجومٌ
تساقطوا من ليلِكِ الدّامي
على صمتِ الأسوار.

يا ليتَ للدّمعِ لسانًا يصرخُ:
من خزّنَ الموتَ في قلبِكِ؟
من دسَّ الخرابَ بينَ يديكِ؟
ومن قالَ إنّكِ تحتملينَ هذا الجُرحَ ألفَ مرّةٍ
ولا تنهارين؟

بيروتُ...
تشكو إلى الباري وجعًا
لا تداويهِ بلاغةُ الخطباء،
ولا تمحوهُ بياناتُ النّكران،
ولا يُجدي فيهِ صبرُ الأمهاتِ
ولا نحيبُ الطّرقات.

تسألينَ اللهَ عن عدلٍ
ضاعَ بينَ أروقةِ القضاء،
عن حقٍّ تُخفيهِ أكمامُ السّياسة،
عن قلوبٍ لا تهتزُّ،
ولو احترقتِ نارًا وسُحقَتْ فيكِ الأرواح.

بيروتُ،
ما زالتِ النّوافذُ مكسورةً،
والذّكرياتُ عالقةً
فوقَ حطامِ البيوت،
والأسماءُ بلا قبور.

بيروتُ،
أيعقلُ أن تُنسى القُبلةُ الأخيرة؟
أن يُمحى وجْهُ شهيدٍ
نقشَ ابتسامتهُ في ضوءِ الصّباح؟

لكنّكِ، رغمَ الانكسار،
تنهضينَ...
كأنّكِ خلقٌ من رمادِ الفينيق،
كأنّ اللهَ أعطاكِ صبرَ الأنبياء،
ووهبَكِ عمرًا لا ينتهي.

بيروتُ،
حين تشكينَ إلى الباري
يشهدُ التّاريخُ أنّكِ صادقةٌ
كأنّ وجعَكِ صلاةٌ
ترتفعُ كلّ مساء،
وتعودُ رجاءً
ينتظرُ عدلَ السّماء.

جنوبيات
أخبار مماثلة
"شيرين أبو عاقلة... الشاهدة والشهيدة" كتاب هيثم زعيتر في الذكرى الأولى للاستشهادفاسكوomtوظيفة شاغرة في جمعبة المقاصد - صيداla salleقريبا "Favorite"