لم يكن ياسر نعمة نقابيا شجاعا في زمن كانت الحركة النقابية في لبنان تلعب دورا محوريا في حياتنا الوطنية فحسب..
ولم يكن فقط ابن صور الابية رفيق المناضل الكبير المرحوم محمد الزيات في حركة القوميين العرب في اوج المد القومي في اواخر خمسينيات القرن الماضي.. حتى باتت اليوم احد قلاع المقاومة في جنوب لبنان...
ولم يكن مديرا عاما لمجلة الحرية في ستينات القرن الماضي حين لعبت المجلة وكان على رأسها القائدان البارزان الراحلان القائد الوطني الكبير محسن ابراهيم والكاتب المرموق محمد كشلي... ليسهم فيما بعد في تأسيس جريدة "السفير" مع الاستاذ الكبير والصحافي المميز المرحوم الاستاذ طلال سلمان متوليا ادارتها لتصبح واحدة من اهم الصحف العربية.
ولم يكن مجرد زميل لنا في "اللقاء اللبناني الوحدوي" الذي كان يرأسه المفكر الكبير منح الصلح ويضم نخبة من المثقفين والمناضلين من كل لبنان ومن اجل كل لبنان..
ولم يكن اول المتجاوبين مع فكرة تاسيس المنتدى القومي العربي عام 1992 بهدف انشاء اطار للتفاعل الفكري والثقافي والسياسي يتجاوز العصبيات الطائفية والمذهببة التي تحاول تمزيق البلاد وكان على رأسه امثال الدكاترة الراحلين محمد المجذوب وصلاح الدباغ ونشأت الخطيب (اطال الله في عمرها فقط) بل كان بالاضافة الى ذلك كله المحب المعطاء اللبق، الصلب في قناعاته، العنيد في الحق، المسؤول في قراراته، القائد في العديد من التحركات المطلبية والوطنية والقومية.
كانت ابتسامات ابي عمار التي لم تغب عن وجهه المشرق احد اسلحته الساحرة في اختراق القلوب... كما لم يغب عن حديثه الرصانة الهادئة التي تجعل الجالسين معه يحرصون على الانصات اليه رغم انه يحب الاستماع اكثر مما يحب الكلام.
رحمه الله والعزاء لاهله ومحبيه الكثر