لبنانيات
أخبار لبنانية
الشيخ قاسم: مسألة المقاومة أمر ميثاقي يناقش بالتوافق.. ولا نوافق على اتفاق جديد تحت سقف العدوانإحياءً وتكريماً لشهيد فلسطين الكبير اللواء محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان)، ولمناسبة مرور أربعين يوماً على شهادته المباركة، أقام حزب الله احتفالاً تكريمياً حاشداً في مجمع الإمام المجتبى (ع) في السان تيريز في الضاحية الجنوبية لبيروت، بحضور عدد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والنيابية والوزارية وعلماء دين وعوائل شهداء وجرحى، ممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وفعاليات اجتماعية وثقافية وإعلامية وأدبية وتربوية وبلدية واختيارية، وحشود غفيرة من الأهالي.
افتتح الاحتفال التكريمي بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، ثم كانت وقفة مع النشيدين الوطني اللبناني وحزب الله، بعدها، جرى عرض فيلم وثائقي أضاء على أبرز المحطات في المسيرة الجهادية للشهيد اللواء محمد سعيد إيزدي (الحاج رمضان)، قبل أن يطل الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عبر شاشة عملاقة مخاطباً الحاضرين، مستهلاً كلمته بالحديث عن الشهيد اللواء محمد سعيد إيزدي، الذي جاء من أقصى الأرض ليكون في خدمة شعب فلسطين وتحرير فلسطين، مشيراً إلى أنه بعد تحرير جنوب لبنان عام 2000، ومع بدء إرهاصات انتفاضة الأقصى، عاد الحاج رمضان من إيران إلى لبنان، ليكون مسؤولاً عن ملف القدس في قوة الحرس الثوري الإيراني، فعمل لتطوير العمل المقاوم في فلسطين، وآمن بوحدة الصف الفلسطيني، مؤكداً أن الحاج رمضان كان على علاقة ممتازة مع حزب الله ومع سيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله (رض)، وكانت له مشاركة في حرب تموز عام 2006، وقدم إلى لبنان في معركة "أولي البأس" بعد يومين من استشهاد سيّد شهداء الأمة.
وقال الشيخ قاسم: "الجميع يرى اليوم الإجرام والإبادة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، فهذا إجرام ممنهج يومي، وهو يدلّ على أن أميركا و"إسرائيل" تعملان بشكل منظّم لإبادة الشعب الفلسطيني".
وحول حادثة انفجار مرفأ بيروت التي مر عليها 5 سنوات، دعا الشيخ قاسم إلى الإسراع في إنجاز المحاكمات والتحقيقات بعيداً عن التسييس الذي أخّر النتائج إلى هذه المرحلة.
واعتبر الشيخ قاسم أنه لا بدّ من ثلاث قواعد أساسية لبناء لبنان، الأولى هي المشاركة والتعاون، والثانية وضع الأولويات التي تؤسس للواقع اللبناني ولا نتلهى بالطلبات الخارجية، والثالثة عدم الخضوع للوصاية، موضحاً أن اتفاق وقف إطلاق النار انعقد بشكل غير مباشر وأبرَز تعاوناً وثيقاً ومميّزاً بين المقاومة والدولة، ومن أرقى أشكال التعاون، أن المقاومة سهّلت للدولة ما ورد في الاتفاق، ولكن "إسرائيل" انقلبت على الاتفاق ولم تلتزم به، وما حصل في سوريا أثّر كثيراً على الإجراءات التي اتخذتها "إسرائيل"، حيث ندمت على صياغة الاتفاق.
ولفت الشيخ قاسم إلى أن مصلحة "إسرائيل" إضعاف لبنان لتتحكّم بمساره، وأميركا لم تأتِ لطرح اتفاق جديد، بل لفرض إملاءات بنزع قوة حزب الله ولبنان والمقاومة والشعب بالكامل، علماً أن ما أتى به الموفد الأميركي "برّاك"، هو لمصلحة "إسرائيل" بالكامل، فهو اشترط نزع السلاح في 30 يوماً حتى القنبلة اليدوية وقذائف الهاون، أي الأسلحة التي تُعدّ بسطية، وما طُرِح، هو أن تنسحب "إسرائيل" من النقاط الخمس كبداية، للدخول إلى المرحلة الثانية من 60 إلى 90 يوماً، ليبدأ بعدها تسليم الأسرى، وهذا يسمّى تجريد لبنان من قوّته، مضيفاً أن أميركا تتنصّل من كل ما له علاقة بالكيان "الإسرائيلي"، والمطلوب من المذكّرة تجريد لبنان من قوّته،
وأكد الشيخ قاسم أننا غير موافقين على أي اتفاق جديد غير الاتفاق الموجود بين الدولة اللبنانية والكيان "الإسرائيلي"، ومن غير الممكن القبول بتخلّي لبنان تدريجياً عن قوّته، وبأن تبقى أوراق القوة كاملة بيد العدو "الإسرائيلي"، مشدداً على أننا لا نقبل أن نكون عبيداً لأحد.
وقال الشيخ قاسم: في حال ذهاب "إسرائيل" إلى خيار الحرب، فإن المقاومة ستدافع، والجيش سيدافع، والشعب سيدافع، وهذا الدفاع المقاوم سيؤدي إلى سقوط الصواريخ في الكيان "الإسرائيلي"، وهذا ليس من مصلحة "إسرائيل"، متسائلاً، هل التخلي عن السلاح وتسليمه لـ"إسرائيل" هو تحصين للسيادة؟.
وتوجّه الشيخ قاسم للمسؤولين في لبنان بالقول، أعطونا الجدول الزمني والخطوات العملية لردع المعتدي، علماً أنه على الدولة أن تضع خطواتٍ لتأمين الحماية، لا أن تجرّد مواطنيها ومقاومتها من القوة، وهذه هي الوظيفة التي يجب أن تقوم بها.
وشدد الشيخ قاسم على أن المقاومة هي جزء من دستور الطائف، ومنصوصٌ عليها هناك بالاجراءات التي يجب أن تُتخذ لحماية لبنان، وبالتالي، لا يمكن لأمر دستوري أن يُناقش بالتصويت، بل يتطلّب توافقاً، فتعالوا لنناقش استراتيجية أمن وطني، ونحن حريصون على أن يبقى التعاون بيننا وبين الرؤساء الثلاثة، وحريصون على النقاش والتفاهم والتعاون، مضيفاً، علينا الانتباه من دعاة الفتنة الداخلية الملطّخة أيديهم بالدماء ومن الذين يعملون لخدمة المشروع "الإسرائيلي".
وقال الشيخ قاسم: "قُدمت في هذا البلد تضحيات ودماء، وما يتعلّق بلبنان نناقشه في لبنان، ونحن نرتب وضعنا الداخلي بالتعاون والتفاهم، والدولة اللبنانية هي التي تضمن أن تعمل لحماية حدودها، ولا أحد يمكن منع لبنان من أن يكون عزيزاً، مشيراً إلى أن تاريخنا فيه سيّد شهداء الأمة، الذي انتقل إلى جوار ربه شهيداً مقداماً شجاعاً أعطى للإنسانية ما لم يعطه الآخرون، ولدينا السيد الهاشمي والقادة الشهداء وخمسة آلاف شهيد وآلاف الجرحى ونزوح ودمار، وكل هذا تمّ تقديمه لإيقاف العدوان، وقد أوقف العدوان".
وأكد الشيخ قاسم أن المقاومة بخير، قوية عزيزة تمتلك الإيمان والإرادة ومصممة على أن تكون سيدة في بلدها، وأن يكون لبنان سيدًا عزيزًا مستقلًا، وجمهورها صامد ومتماسك، والمجاهدون مستعدون لتقديم أقصى التضحيات، متوجهاً لجرحى البايجر وكل الجرحى بالقول، أتمنى أن نكون كالأصحاب الذين يكملون المسيرة معاً، ومعكم تتألق هذه المسيرة، فهذا النموذج لا يمكن أن يُهزم أو يخسر.
وشدد الشيخ قاسم على أن المقاومة هي الأحزاب والقوى والشخصيات من الطوائف والأفكار المختلفة، وهذا هو الرصيد الكبير، واعلموا أن عدونا ليس مطلق اليد، ولم يحقّق كلّ ما يريده، ونحن لسنا مهزومين، واعلموا أن المقاومة، وكل المقاومين الشرفاء، مع الجيش اللبناني ومع الشعب اللبناني سيبقون في الميدان وينتصرون، فهؤلاء هم جماعة "هيهات منا الذلة"، مضيفاً، إن الدولة بكل مكوّناتها ومنها المقاومة، أمرٌ واحد ولا يوجد فريقان، ونحن متفاهون ومتعاونون.
وختم الشيخ قاسم بالقول: "في هذه المعركة إمّا أن يفوز فيها لبنان، كلّ لبنان، أو أن يخسر فيها لبنان، كلّ لبنان، وقناعتنا أنه يمكننا الفوز، علماً أن العدوان هو المشكلة وليس السلاح، والحلّ بامتلاك القوّة لا بالتخلي عنها، ويجب أن نكون أسوداً لنقطع هذه المرحلة، ونحن سنواجه الوصاية الأجنبية والتغوّل الأميركي العربي والتنمر الداخلي، وهذه مرحلة خطيرة من مراحل استقلال لبنان، ولكننا أقوى بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وبالوحدة".