في ظل الأجواء السياسية المتشابكة التي يعيشها لبنان، يبرز مفهوم السيادة العادلة كمرتكز أساسي في مواجهة التحديات التي تهدد أمن واستقرار الوطن، وضرورة تبني موقف وطني موحّد يُحترم فيه حق لبنان الكامل بسيادته، بعيدًا عن أي انتقائية أو حسابات سياسية ضيقة، حيث لا يجوز أن نمنع دولة ونسمح لأخرى، بل تكون المصلحة الوطنية هي عنوان السيادة، وليس أي عنوان آخر.
فالسيادة ليست حقًا يمكن اختياره لمن يُسمح له بالتدخل أو يُمنع، بل هي حق كامل لجميع اللبنانيين، ويجب أن تُحفظ بصرامة من أي جهة أو دولة تحاول انتهاك حدود لبنان أو فرض نفسها عليه. وفي هذا السياق، يذكّر الجميع أن العدو الإسرائيلي لا يزال يمارس اعتداءاته المتكررة، من ضرب وتدمير وانتهاك للسيادة الوطنية، مما يستوجب يقظة وحذرًا دائمين من قبل كل القوى الوطنية، ومن قبل المقاومة، إذ لا ينتهي دورها طالما يوجد احتلال إسرائيلي.
إن حماية سيادة لبنان مسؤولية وطنية مشتركة، تقتضي توحيد الجهود خلف الجيش اللبناني والقوى الأمنية، باعتبارهما خط الدفاع الأول عن وحدة الأرض والكرامة الوطنية. فالسيادة الوطنية ليست لعبة سياسية ولا ورقة تفاوض تُستخدم انتقائيًا، بل هي مصلحة عليا تستوجب الحزم والوضوح في الدفاع عنها.
يبقى الشعب اللبناني مدعوًا إلى ترسيخ مفهوم السيادة العادلة والتمسك بوحدة الموقف الوطني كخيار استراتيجي يضمن للبنان الحرية والكرامة.