19 صفر 1447

الموافق

الخميس 14-08-2025

علم و خبر 26

علم و خبر 26

بأقلامهم

بأقلامهم

اغتيال الصحفيين في غزة… جريمة لا تُمحى بالاستنكار
اغتيال الصحفيين في غزة… جريمة لا تُمحى بالاستنكار
قاسم صالح صفا
2025-08-13

في غزة، حيث تتحول الكاميرا إلى هدف، والعدسة إلى شاهد لا يُحتمل، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جريمة تلو أخرى، لا يميز فيها بين طفل يكتب أحلامه في دفتر المدرسة، وصحفي يكتب الحقيقة على ورق العالم.
آخر الجرائم، اغتيال الصحفيين أنس الشريف، محمد قريّعة، إبراهيم زاهر، محمد نوفل، مؤمن عليوة، محمد الخالدي، وقبلهم فادي خليفة، حسن صليح، يحيى صبيح، حسّام شبات، هلمي الفقّاوي، وهم يؤدون واجبهم في نقل الصورة والكلمة، في محاولة لإسكات الشهود وطمس الحقيقة من سجل الذاكرة الإنسانية.

لكن الأكثر إيلامًا من الرصاصة، هو ذلك الصمت المبطّن بالنفاق… أولئك الذين يصطادون الفرص فوق دماء الشهداء، يلتقطون الصور أمام المآسي، ويصوغون الكلمات بعناية أمام عدسات الإعلام، ثم يعودون إلى مقاعدهم الوثيرة وكأن شيئًا لم يكن.

يستنكرون ببلاغة، لكنهم لا يفعلون شيئًا… يرفعون الصوت للحظة، لكنهم لا يمدون اليد.

إن اغتيال الصحفيين ليس حادثًا عابرًا، بل هو إعلان حرب على الحقيقة ذاتها، وهو جريمة مركبة: جريمة القاتل الذي يضغط على الزناد، وجريمة المتفرج الذي يكتفي بالإدانة، وجريمة المنافق الذي يحوّل المأساة إلى منصة لتلميع صورته.

التاريخ لن يحفظ أسماء الذين صمتوا، ولن يذكر أولئك الذين اكتفوا بالاستنكار… لكنه سيتذكر أن هناك صحفيين في غزة كتبوا سطورهم الأخيرة بالدم، ليبقى العالم يعرف أن الحقيقة لا تُغتال، حتى لو سقط حاملوها شهداء.

جنوبيات
أخبار مماثلة
"شيرين أبو عاقلة... الشاهدة والشهيدة" كتاب هيثم زعيتر في الذكرى الأولى للاستشهادفاسكوomtla salleقريبا "Favorite"