24 صفر 1447

الموافق

الإثنين 18-08-2025

علم و خبر 26

أخبار

علم و خبر 26

بأقلامهم

بأقلامهم

"نبض الحياة" الاضراب الإسرائيلي واهميته
"نبض الحياة" الاضراب الإسرائيلي واهميته
عمر حلمي الغول
2025-08-18

أمس الاحد 17 آب / أغسطس 2025 شهدت دولة إسرائيل إضرابا وحراكا شعبيا مميزا، قياسا ومقارنة بسلسلة المظاهرات المتعاقبة من أكثر من 10 شهور لحراك ذوي الاسرى الإسرائيليين، والذي بدأ في الساعة السادسة و29 دقيقة حيث بدأ قبل 681 يوما هجوم حركة حماس، الذي أطلقت عليه عنوان "طوفان الأقصى"، وفي السابعة والنصف صباحا عقدت اسر الرهائن مؤتمرا صحفيا لتحشيد جهود الشارع الإسرائيلي دعما لشعارات الاضراب: الوقف الفوري للحرب على قطاع غزة، وتبادل الرهائن، والدعوة لاستقالة نتنياهو وحكومته النازية، وغيرها من الشعارات التي حملها المضربون في أكثر من 350 تجمعا في مختلف المدن والشوارع والميادين الإسرائيلية، وتمكن المضربون من اغلاق بعض الشوارع، وشلت حركة المواصلات والقطارات، وتوقف العمل في العشرات والمئات من المؤسسات والشركات والمصانع والجامعات ومجالات العمل المختلفة، مما أدى الى تصادم بين رجال الشرطة والمضربين نجم عن ذلك اعتقال 40 شخصا من المتظاهرين والمتضامنين مع الرهائن الإسرائيليين، واستخدمت الشرطة خراطيم المياه العادمة لتفريق المتظاهرين والمضربين الذين اشعلوا النيران في الإطارات في العديد من الشوارع بهدف اغلاقها.

وفي ضوء نجاح الاضراب الذي شاركت فيه العديد من النقابات والاتحادات، رغم ان الهستدروت الاتحاد العام للنقابات رفض الالتزام بالأضراب بذريعة ان الاضراب لن يتمكن من الافراج عن الرهائن، وهو ما يكشف تواطؤ الهستدروت مع الائتلاف الحكومي، ومع ذلك نجح الاضراب في احداث تطور إيجابي ونوعي في الحراك الإسرائيلي، كونه الأهم حتى اللحظة الراهنة في مواجهة حكومة الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني، وردا على المضربين صرح رئيس الحكومة نتنياهو وأركان ائتلافه النازي، أن الاضراب يخدم الأعداء، ولا يخدم المصالح الإسرائيلية، وادعى رجل إسرائيل القوي في أكثر من لقاء وتصريح له أمس، انه يريد ابرام صفقة شاملة، وليس صفقة جزئية أو مؤقتة، مع انه مع وزارته اقروا قبل 9 أيام توسيع الهجوم على قطاع غزة، والسيطرة على مدن غزة وخانيونس ومحافظة الوسطى، وتهجير المواطنين الفلسطينيين من الشمال الى الجنوب، واجتمع رئيس الأركان ايال زمير أمس الاحد مع قيادة المنطقة الجنوبية في غزة لوضع الخطط العسكرية موضع التنفيذ في القطاع، وهو ما يكشف الملهاة الإسرائيلية الهزلية المتواصلة على مدار 23 شهرا خلت من الاحتلال والقتل والتجويع والابادة الجماعية والتدمير المنهجي للمدن والاحياء السكنية والمخيمات في مختلف المحافظات الخمس التي أودت حتى الان الى استشهاد نحو ثلث مليون فلسطيني جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، والهدف الحقيقي منها هو إطالة أمد الحرب، والتهرب من ابرام صفقة، وفرض التهجير القسري، ولهذا سمحت حكومته بإدخال الخيام أمس الحد من معبر كرم أبو سالم لمحافظة رفح في اقصى جنوب القطاع، وهي المرة الخامسة أو أكثر لتهجير المواطنين الفلسطينيين للجنوب، ودفعهم للتهجير الى مصر، التي فشلت الحكومة الإسرائيلية في تمرير بضاعتها الفاسدة والخطيرة في آن بفضل رفض الفلسطينيين سياسة التهجير، كما ان الاشقاء العرب وخاصة القيادتين المصرية والأردنية رفضتا تمرير المشروع الإسرائيلي الأميركي الخبيث.

وتعود أهمية الاضراب الشامل في إسرائيل الى الاتي: أولا انه الاوسع والأكبر والاهم منذ بداية الحراك الشعبي لذوي الاسرى الإسرائيليين وقوى المعارضة؛ ثانيا شل الاضراب المجتمع الإسرائيلي في كافة المدن ومراكزها؛ ثالثا أثر بشكل كبير على حركة المواصلات الداخلية، وخاصة حركة القطارات؛ رابعا زاد من حدة التناقض بين الشارع الإسرائيلي وحكومة أقصى اليمين النازية، وضاعف من عزلتها في المجتمع؛ خامسا أدى الى خسائر اقتصادية ومالية بمليارات الشواكل، مما سيفاقم من حدة الازمة الاقتصادية، والتي سيكون لها ارتدادات على المشهد الإسرائيلي في قادم الأيام؛ سادسا والاهم انها ضاعفت من الضغوط على الحكومة بزعامة الرجل الفاسد والملاحق بالعديد من قضايا الفساد وخيانة الأمانة؛ سابعا تأثيراتها الإيجابية على الإدارة الأميركية، التي باتت متعجلة الانتهاء من الإبادة الجماعية في القطاع، لأنها تريد التفرغ للملفات الأكثر خطورة بالنسبة لها: الحرب على الجبهة الأوكرانية، وملف الصراع مع الصين الشعبية وحرب الرسوم الجمركية على دول العالم، التي انعكست سلبا على الشارع الأميركي، وعلى علاقات الولايات المتحدة مع دول العالم وخاصة حلفائها في الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك وأستراليا وغيرها من دول القارات الخمس، أضف الى العديد من التداعيات الاخرى.

المؤكد ان الاضراب الذي توج بالمظاهرة الكبرى في ميدان الرهائن الإسرائيليين في تل ابيب، التي حشدت ما يزيد عن 150 الفا من المتظاهرين، وشارك فيها العديد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والنقابية والاقتصادية والثقافية الفنية والدينية والعسكرية الأمنية، فضلا عن زعماء المعارضة جميعا، حقق نجاحا ملحوظا وهاما، ويعتبر خطوة متقدمة على طريق اسقاط الحكومة الأخطر على مستقبل الدولة الإسرائيلية. والمستقبل المنظور سيكشف عما حمله الاضراب من نتائج إيجابية في الدفع لوقف الإبادة الجماعية وابرام صفقة لتبادل الاسرى، وارتداداته الزلزالية على مستقبل الدولة الإسرائيلية الهشة والمتآكلة.

 

جنوبيات
أخبار مماثلة
"شيرين أبو عاقلة... الشاهدة والشهيدة" كتاب هيثم زعيتر في الذكرى الأولى للاستشهادفاسكوomtla salleقريبا "Favorite"وظائف شاغرة في شركة NTCC