في ظلّ التحديات غير المسبوقة التي يواجهها لبنان على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، برزت الجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية كخط الدفاع الأول في دعم الفئات الأكثر ضعفًا، وتخفيف تداعيات الأزمات المتتالية. ومن بين هذه الجمعيات، تبرز جمعية HAND في البقاع كنموذج للعمل الإنساني والإغاثي المتكامل الذي يجمع بين التربية، والاستجابة الإنسانية العاجلة.
في حديث خاص لـ"جنوبيات"، يؤكّد مدير البرامج في جمعية HAND، أيمن رعد، أنّ "رسالة الجمعية تتمحور حول الإنسان أولًا وأخيرًا، سواء كان من أبناء المجتمع اللبناني أو من اللاجئين السوريين الذين لجأوا إلى لبنان هربًا من ويلات الحرب". ويضيف أنّ "الأطفال يشكّلون الركيزة الأساسية لعمل الجمعية، باعتبارهم المستقبل الذي يجب رعايته وصقل مهاراته ليكون حاضرًا وفاعلًا في مواجهة التحديات المقبلة".
ويشير رعد إلى أنّ "عمل الجمعية لا يقتصر على الجانب التربوي فحسب، بل يتسع ليشمل الاستجابة الإنسانية والإغاثية المباشرة، سواء عبر توزيع المساعدات الغذائية، أو من خلال النشاظات المتعلّقة بالحماية والدعم النفسي والاجتماعي، إضافة إلى مشاريع تحسين ظروف السكن ومساندة الأسر المتضرّرة بالأزمات. وقد عملت HAND طوال السنوات الماضية إلى جانب اللاجئين السوريين في المخيمات والمجتمعات المضيفة في البقاع، لتوفير ما أمكن من الدعم والحماية في ظل الظروف المعيشية القاسية".
وعن التحديات، يؤكد رعد أنّ "الأزمة التمويلية تشكّل إحدى أكبر العوائق أمام استمرارية العمل الإنساني، إلا أنّ الجمعية تبذل جهودًا متواصلة لتعزيز شراكاتها مع المنظمات الدولية والإقليمية من أجل ضمان استمرارية مشاريعها الإغاثية والتربوية، والحفاظ على قدرتها على الاستجابة للاحتياجات الملحّة في لبنان".
ويختم رعد بالتشديد على أنّ "العمل الإنساني والإغاثي سيبقى جوهر رسالة HAND، وأنّ الطفل سيظلّ في صلب كل جهد تنموي تقوم به الجمعية، وفاءً لعهدها بأن تبقى إلى جانب كل محتاج في أحلك الظروف".
