رأى الدكتور عبد الله الجراح في حديث خاص ل"جنوبيات" أن المشهد اللبناني اليوم صعب ولا يمكن معرفة ما سيلي من أحداث, وما هو واضح لغاية اللحظة أن لبناني يسير كالسلحفاة نحو المشهد المرسوم للمنطقة برمتها, ولبنان من بين الدول التي يمكن القول إنها ستسير نحو الواقع المستقبلي المفروض على المنطقة, وهذا سيكون بقوة الضغط عند القوى الكبرى وهذا ما تعمل عليه هذه القوى منذ ردح من الزمن, ولا يمكن أن يستقر الوطن دون أن يستقر الوضع الجنوبي الذي لم تتضح معالمه النهائية بعد, وهو يشبه عدم استقرار العالم العربي اذا لم تستقر غزة, لذلك لا بعد من إعطاء الجنوب حقه في العيش والضمانات الامنية التي لا تترك مكانًا للقلق.
يؤكد الجراح أن ثمة دورا عظيما يجب أن يقوم به المثقفون في هذه اللحظة الحساسة والمفصلية من تاريخ لبنان المعاصر, فالكلمة لها فعلها التاثيري الكبير في العقول والقلوب, وهنا نقول إن وظيفة أهل الفكر والحرف هي توحيد وتوطيد العلاقة بين أبناء الوطن الواحد رغم كل الانقسامات السياسية والمذهبية والطائفية والمناطقية, ومن شأن ذلك أن يغير المشهدية برمتها, وهنا نقول إن دور المثقف إن لم ينجلي ويكون واضحا في أيام الازمات والتحديات الكبرى، لا يُعوّل عليه في أوقات الرخاء والاستقرار فقط عند الشعوب والأمم الحية.
ينهي الدكتور البقاعي مؤكدا أن لا مناص ولا حل لنهضة هذا الوطن سوى بالعودة لثقافة المواطنة والانتماء الأشمل لهذا الوطن, دون الغرق في مستنقع لا جدوى منه وهو الانغلاق في التعصب الطائفي والمناطقي والفكري الذي لا يجدي البتة في نهضة بلاد الارز.
