حذرت مديرة برنامج الأغذية العالمي (فاو) سيندي ماكين اليوم الخميس بعد زيارة لغزة بأن القطاع الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة المجاعة، وصل إلى "حافة الانهيار الكامل"، داعية إلى معاودة تفعيل شبكة البرنامج لتوزيع المواد الغذائية بصورة عاجلة لمنع اتساع انتشار المجاعة.
وقالت ماكين في بيان "التقيت أطفالا يتضورون جوعا يتلقون علاجات لسوء التغذية الخطير، ورأيت صورا لهم حين كانوا بصحة جيدة. لا يمكن التعرف عليهم".
كما دعا أعضاء مجلس الأمن الدولي، باستثناء الولايات المتحدة، إلى إنهاء المجاعة في قطاع غزة فورًا، وطالبوا إسرائيل بالتراجع عن قرارها بتوسيع عملياتها العسكرية ووقف إطلاق النار. جاء ذلك في بيان مشترك أصدره المجلس بعد اجتماع يوم الأربعاء لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط، حيث أعرب الأعضاء عن "قلق عميق" إزاء المجاعة التي أعلنت الأمم المتحدة رسميًا انتشارها في محافظة غزة.
وأكد البيان أن "استخدام التجويع سلاحًا في الحرب محظور بموجب القانون الدولي"، محذرًا من أن نحو 41 ألف طفل معرضون لخطر الموت جراء سوء التغذية. ودعا البيان أيضًا إلى وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس.
في المقابل، أيدت الولايات المتحدة أفعال إسرائيل، حيث رفضت مندوبة واشنطن ما سمّته "كذبة سياسة التجويع" في غزة، وانتقدت تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" التابع للأمم المتحدة، معتبرة أنه "أخفقت في الاختبار". لكنها أكدت في الوقت ذاته أن "الجوع يمثل مشكلة حقيقية في غزة وأن الاحتياجات الإنسانية كبيرة".
ويأتي هذا فيما أعلن تقرير الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي رسميًا انتشار المجاعة في غزة، مؤكدًا أنها تؤثر على أكثر من نصف مليون شخص، وقد تمتد إلى مناطق دير البلح وخان يونس خلال الأسابيع المقبلة. ويتزامن ذلك مع عملية عسكرية إسرائيلية لاحتلال مدينة غزة، حيث تنفذ القوات الإسرائيلية منذ أكثر من أسبوعين غارات وتوغلات في أحياء الشجاعية والزيتون والصبرة شمال وجنوب المدينة، إضافة إلى مخيم جباليا، ما أدى إلى تهجير آلاف الفلسطينيين.
وتشهد غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربًا شاملة مدعومة أميركيًا تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية لوقف الأعمال العسكرية. وأسفرت هذه الحرب حتى اليوم عن مقتل أكثر من 62 ألف شخص وإصابة 158 ألفًا، بينهم 313 فلسطينيًا قضوا بسبب التجويع، منهم 119 طفلًا، وفق آخر إحصاءات وزارة الصحة في غزة.