أحيت جمعية "مراكز الإمام الخميني الثقافية" في مركزها في صور، ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، بندوة فكرية بعنوان "ملامح المجتمع المقاوم عند الإمام الصدر"، بمشاركة عضوي كتلتي "الوفاء للمقاومة" و"التنمية والتحرير" النائبين حسن عز الدين وعلي خريس، إلى جانب شخصيات سياسية ودينية وفاعليات وحشد من المهتمين.
بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، تحدث النائب حسن عز الدين، مستعرضاً معالم مشروع الإمام الصدر منذ وصوله إلى لبنان، حيث أعاد للطائفة الشيعية موقعها الوطني عبر تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والجمعيات التربوية والاجتماعية، ثم انتقل إلى التحذير من خطر العدو الإسرائيلي ومطامعه.
وأوضح أن الإمام الصدر أطلق هيئة نصرة الجنوب التي جمعت مختلف الطوائف، ثم أسس حركة المحرومين وأفواج المقاومة اللبنانية "أمل"، مؤكداً أن الإمام كان يبني مجتمعاً مقاوماً حقيقياً يتمتع بالوعي السياسي والوحدة الوطنية.
وأشار عز الدين إلى أن الصدر رفع شعار "السلاح زينة الرجال" عام 1974، واعتبر أن حمل السلاح دفاعاً عن الوطن واجب شرعي ووطني، داعياً إلى ملاجئ للجنوب وأنصار للجيش لتعويض تقاعس الدولة.
ولفت إلى أن "الإمام الصدر كان يعتبر أن أي مكون يخرج عن التفاهم الوطني يصبح عدواً بالواسطة لأنه يخدم أهداف العدو". وأضاف: "اليوم بأمس الحاجة لفكر الإمام الصدر وروحه، خصوصاً في ظل الإصرار الأميركي – الإسرائيلي على نزع سلاح المقاومة".
بدوره، أكد النائب علي خريس أن الإمام موسى الصدر لم يكن مجرد رجل دين أو زعيم سياسي، بل مشروعاً حضارياً متكاملاً جمع بين الإيمان والرؤية الاستراتيجية والإصلاح والمقاومة.
ورأى أن الإمام الصدر أطلق مفهوم المقاومة الشعبية بعدما أعلن موقفه الشهير: "إذا كانت السلطة عاجزة عن حماية الجنوب، فنحن أبناء الجنوب لن نكون عاجزين عن الدفاع عن أنفسنا"، معتبراً أن هذا الموقف مهّد لانطلاقة المقاومة المنظمة التي كسرت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر.
وشدد خريس على أن الإمام الصدر "أعلن أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، وأن العيش المشترك ثروة حضارية"، داعياً إلى ترسيخ ثقافة الحوار والانفتاح، محذراً من الانقسامات الداخلية التي يتسلل منها العدو.
وأكد أن الإمام كان يرى في القضية الفلسطينية قضية كل أحرار العالم، وأن إسرائيل ليست خطراً على فلسطين وحدها بل على لبنان والمنطقة كلها، لافتاً إلى أن فكر الصدر نهج متجذر في وجدان اللبنانيين وفي صميم المقاومة.
الإمام موسى الصدر، مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وحركة المحرومين وأفواج المقاومة اللبنانية "أمل"، غُيّب مع الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين خلال زيارة رسمية إلى ليبيا في 31 آب 1978، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم.