10 ربيع الأول 1447

الموافق

الأربعاء 03-09-2025

علم و خبر 26

علم و خبر 26

لبنانيات

أخبار لبنانية

ثانوية السفير أطلقت عامها الدراسي برعاية د. ماجد جابر تحت شعار " فكر وإبداع"
ثانوية السفير أطلقت عامها الدراسي برعاية د. ماجد جابر تحت شعار " فكر وإبداع"
جنوبيات
2025-09-02

تحت شعار " فكر وإبداع" أطلقت ثانوية السفير عامها الدراسي " 2025-2026" في احتفال أقيم في حرم المدرسة برعاية الدّكتور ماجد جابر الأستاذ في التّربية وفي تكنولوجيا التّعليم وممثّل نقابة تكنولوجيا التّربية في الجنوب" ، ومشاركة الهيئة العامة للثانوية .

كما المزارع الذي يحضّر أرضه لاستقبال البذار، موفّرًا لها التربة الخصبة وكل أسباب الإنبات والنماء والإزهار والإثمار، اختارت إدارة ثانوية السفير شعارًا لعامها الدراسي الجديد " فكر وإبداع" مجسّدةً إياه في كتاب هو غاية رسالتها علمًا وفكرًا ، وزهرة دوّار الشمس رمزًا للتجدد واستشراف الآفاق إبداعًا، وسنابل قمح ترمز لخير المواسم في حقولها الخصبة بالمعرفة والتمكين والإعداد لإنسان مفكّر ومبدع .
روماني
استهل الحفل بالنشيد الوطنيّ اللبناني ونشيد ثانويّة السّفير ، فكلمة ترحيب وتقديم من الأستاذة جوانا روماني فاعتبرت " أن ثانوية السفير لم تكن يومًا مجرّد جدرانٍ وصفوفٍ وكتبٍ ودفاتر، بل هي فضاءٌ حيٌّ يتنفّس علمًا وقيمًا، موئلٌ للفكر، وحاضنةٌ للإبداع، تفتح أبوابها لكلّ عقلٍ متطلّعٍ، ولكلّ قلبٍ طامح" ، وقالت: "هنا نتعلّم أنّ المعرفة ليست تراكمًا في الذّاكرة، بل بصيرة تنير الدّرب، ومسؤولية تترجم في الممارسة. وهنا ندرك أنّ الإبداع ليس ومضةً عابرةً أو زينةً تعلّق على رفوف الإنجازات، بل هو روحٌ تتوهّج كلّما تجرّأنا على الحلم، وتمسّكنا بالجدّ، وارتقينا بالإنجاز. ومن على هذه المنارة المضيئة، نعلن شعار عامنا الجديد: فكر وإبداع".
مطر
ثم أطلق مدير الدّروس في الثانوية الأستاذ أحمد مطر شعار هذا العام " فكر وإبداع" الذي صمّمه وأعدّه خريج ثانوية السفير الأستاذ صالح حسين جوهر المتخصص في Graphic Design. فقال مطر : "إنّ عناصر الشعار تتشكل من الكتاب وسنابل القمح وزهرة دوار الشمس : الكتاب جوهر الرسالة التي يسعى لإيصالها، ورمز للعقل والمعرفة، وبوابة للإبداع والتخيّل، والانطلاق نحو التفكير الحرّ والابتكار؛ وسنابل القمح رمز للإبداع وللخصوبة والنماء الفكري ولتطور الأفكار من شرارة بسيطة إلى إبداع ناضج ومنتج ؛ ودوّار الشّمس تجسيد حي للفكر المتجدد والإبداع المستمر. وفي الألوان: الأزرق يرمز إلى الفكر والمعرفة ويعكس الثّقة والهدوء؛ الأخضر يرمز إلى التّقدم والنّمو والحياة والنجاح والمثابرة؛ الأصفر يرمز إلى الطّاقة الإيجابية والانفتاح الذهني ، ويعكس إشراقة الشّمس التي تمنح الإلهام والحيوية والفكر المتجدد" ، معتبرًا أن "عناصر شعار هذا العام تخلق معًا توازنًا بصريًّا وفكريًّا بين الروح، العقل، والأرض ، وأن الفكر والإبداع بذرة من بذور السفير".
المبدّر
وكانت كلمة لخريجة الثانوية ربى المبدّر ، فقالت: "بالنسبة إلي، كمصممة، كل شيء يبدأ بكلمة واحدة: فكر. الإبداع هو ببساطة تحويل الفكر إلى شيء جديد. كل اختراع نعرفه اليوم ، بدأ بفكرة واحدة. بدون الفكر، يصبح الإبداع عشوائيًّا. الفكر يمنحه هيكلًا، مثل هيكل عظمي يدعم الجسم. الفكر هو الطريقة التي نعالج بها المعلومات، ونحلل، ونتساءل. بدونه، لا يوجد إبداع. يرى الشخص مشكلة، ينظمها الفكر، ثم يجد الإبداع الحل".
 وأضافت: " الإبداع يعني تحويل الفكر إلى شيء فريد، أصلي، أو مفيد. وليس مقتصرًا على الفن فقط، فالجميع يستخدم الإبداع بطرق مختلفة. الإبداع هو فن الجمع بين المألوف بطرق غير مألوفة. للإبداع وجوه عديدة: أحيانًا يكون رسمًا، أحيانًا حل مشكلات، وأحيانًا اختراعًا. لكنه دائمًا يتعلق بصنع شيء جديد. تخيّل أن الفكر هو البذرة والإبداع هو الزهرة. العملية بسيطة: نلاحظ، نربط، نتخيل، ثم نخلق. الفكر يشعل الفكرة، والملاحظة تملؤها بالإلهام، والربط يظهر كيف تتعلق الأفكار ببعضها، والإبداع يحوّلها إلى شيء حقيقي، مفيد، وذي معنى. ولتعزيز الإبداع، أطرح أسئلة من نوع "ماذا لو؟". أحط نفسك بالإلهام :الفن، الموسيقى، الطبيعة. تعاون مع الآخرين. والأهم من ذلك امنح نفسك وقتًا للتفكير. ولا تقلل من قيمة الصمت. بعض أفضل حلول التصميم لدي جاءت عندما سمحت لنفسي بالتوقف والتنفس فقط" . ورأت أن "الإبداع يبدأ دائمًا بالفكر. وكل اختراع عظيم، أو تصميم، أو عمل فني بدأ بفكرة صغيرة".
ناصر الدين
وألقى مدير الثانوية الدّكتور سلطان ناصر الدّين كلمة اعتبر فيها أن" الفكر والإبداع جناحان يرفعان الإنسان فوق حدود العادة، ويقودانه إلى فضاءات التّجدّد والتّميّز" . وقال:" الفكر معرفة تشكّل أصلًا للعلم والعمل، وموجّهًا للسّلوك وصنع القرار. وهو أيضًا النّظر العميق في ما وراء الظّواهر لاستخلاص المعاني والعِبر. والإبداع له معانٍ عديدة متكاملة . فالإبداع يعني الابتكار والاختراع ، والتّجديد ، وتحويل الخيال إلى واقع ، والمقدرة على الحلول الجديدة . الابتكار والاختراع يعنيان إتيان الشّيء الجديد غير المسبوق . والتّجديد يعني الخروج عن المألوف وإضفاء روح جديدة على الأفكار أو الأعمال . وتحويل الخيال إلى واقع هو جعل الفكرة أو الصّورة الذّهنيّة عملًا ملموسًا نافعًا . والمقدرة على الحلول الجديدة تعني إيجاد طرائق غير تقليديّة للتّفكير أو معالجة المشكلات . بالفكر نصوغ معنى وجودنا ، وبالإبداع نترجم هذا المعنى إلى عمل يترك الأثر في الدّنيا. حين يلتقي الفكر الصّافي بالإبداع الأصيل يولد الابتكار الذي يغيّر. فالمبدع هو من يجعل من الفكر وقودًا نظيفًا ليحوّل الحلم إلى واقع" .
وأضاف: " إنّنا في ثانويّة السّفير نعمل خلال هذا العام بشعار " فكر وإبداع ". نعمل في الموادّ كلّها وفي المجالات كلّها وفي طرائق التّدريس وفي الوسائل . إنّنا عندما نعمل بالفكر والإبداع نمنح الحياة معنى أجمل، وتكبر قلوبنا وعقولنا ، ونشعر أنّنا نؤدّي رسالة عظيمة . الفكر بذور ، والإبداع ثمار . لنعمل معًا بإرادة وهمّة بفكر نقيّ يضيء وإبداع يسمو بنا . كلّ عام وأنتم روح الفكر والإبداع ".
جابر
وبعد عرض فيديو عن إنجازات طلاب الثانوية، تحدث راعي الاحتفال الدّكتور ماجد جابر، فرأى " أن شعار "فكر وإبداع " في عمقه ليس عبارة دعائيّة أو عنوانًا شكليًّا، بل هو رسالةٌ تتطلّب منّا جميعًا أن نجعل من المدرسة فضاءً حيًّا للفكر الحرّ، ومنطلقًا للإبداع الأصيل، بحيث لا تبقى قاعات الدّرس مجرّد جدران، بل تتحوّل إلى ساحات للحوار والاكتشاف وبناء الشّخصيّة". وقال: " هو شعار يذكّرنا بما قاله المربّي جون ديوي: " التّعليم ليس إعدادًا للحياة، بل هو الحياة نفسها".وأنتم، في هذه الثّانويّة الرّائدة، بما تقدّمونه يوميًّا من جهدٍ وتفانٍ تترجمون هذا القول إلى واقع محسوس. أنتم القدوة والنّموذج في تطبيق النّظريّات التّربويّة على أرض الواقع. إنّ التّعلّم هو بناءٌ نشطٌ للمعرفة؛ فكرةٌ جوهرية أكّدها العالم السّويسري جان بياجيه في نظريته البنائية ، وهذا ما نراه جليًّا في صفوفكم حين تتيحون لطلّابكم فرص التّجريب والاكتشاف بدل الاكتفاء بالتّلقين، وحين تدفعونهم لاستنتاج القواعد والمعارف بأنفسهم بدل تلقّيها جاهزةً، وحين تفتحون لهم مجالات الحوار والتّفكير النّقديّ بدل تكديس المعلومات في أذهانهم. إنّكم تجسّدون في عملكم فعلًا وقولًا ما دعا إليه المربّي باولو فريري الّذي رأى أنّ التّربية يجب أن تكون أداةً للتّحرّر، لا للقهر والتّدجين . وأنتم تطبّقون ذلك عندما تجعلون صفوفكم ساحاتٍ للحوار والسّؤال، ومنابر للتّفكير النّقديّ، ومساحاتٍ لإبداء الرّأي واحترام الاختلاف، ومصانع لتشكيل المواطنة الحرّة والمسؤولة".
وأضاف: " إنّ الإبداع يتجلّى في القدرة على توليد أفكار متعدّدة ومتنوّعة، كما أوضح جوي غيلفورد وأنّه قابلٌ للتّعليم والقياس، كما أثبت إي بول تورانس في اختبارات التّفكير الإبداعيّ وهذا ما تحاولون تجسيده في أنشطتكم الصّفّيّة . نحن نؤمن أيضًا أنّ لكلّ طالب طريقته الخاصّة في الإبداع، كما أكّد هوارد غاردنر في نظريّته الذّكاءات المتعدّدة ، وهذا ما تحرصون عليه باحتضان هذا التّنوّع وتشجيع الطلاب ( من خلال الأنشطة والأندية والبرامج والمبادرات المتنوعة ) على التّعبير عن تميّزهم، كلٌّ وفق ذكائه وميله الخاصّ: الذّكاء اللّغويّ، الذكاء المنطقي الرياضي، الذكاء الموسيقي ، الذكاء البصري المكاني ،الذكاء الجسدي الحركي، الذكاء الاجتماعي، الذكاء الذاتي والذكاء الطبيعي ، وكذلك وفق الذكاءات الحديثة: الذكاء العاطفي: القدرة على فهم المشاعر وإدارتها، والتّعاطف مع الآخرين، الذكاء الرقمي : القدرة على استعمال التّقنيّات بمسؤوليّة ونقد، الذكاء الروحي : القدرة على بحث المعنى والتّأمّل في القيم العليا، الذكاء العملي المهني: القدرة على تطبيق المعرفة في الحياة اليوميّة".
ورأى جابر أنّ "العدالة التّربويّة ليست شعارًا، بل ممارسةٌ متجذّرةٌ في يوميّات ثانوية السفير، كما أكّد الفيلسوف جون رولز ، أنّ العدالة الحقيقيّة هي في الإنصاف وتكافؤ الفرص فتحتضنون المتفوّقين وتدعمون المتعثّرين، وترافقون الحالات الخاصّة دون أدنى تمييز. وقال: " إنّ العدالة لا تقاس بالموارد وحدها، بل بقدرة الأفراد على تحقيق إمكاناتهم، كما شدّد الفيلسوف أمارتيا سن ، فتحولون الموارد المحدودة إلى فرص حقيقيّة. شكرًا لكم، لأنّكم تجسّدون العدالة فعلًا، وتؤكّدون أنّ لكلّ طالب مكانه وفرصته في هذا الصّرح، فلا يبقى التّعليم امتيازًا لفئة، بل يكون حقًّا للجميع. وأنتم شركاء في تمكين القدرات وصون القيم، ومجسّدون لرسالتكم التّربويّة كواقع حيّ يشهد لكم به كلّ من يعرفكم".
واعتبر جابر أن " التّعلّم يتحقّق أفضل في المجال الّذي يستطيع فيه الطّالب أن يؤدّي مع مساعدة غيره أكثر ممّا يستطيع وحده" ، وقال: " وهذا ما نلمسه فيكم، كما يشهد طلّابكم ويعرف كلّ من يواكب مسيرتكم . تتحوّل الصّفوف إلى مساحات للحوار والمشاركة، وتصبح الإدارة سندًا يسهّل ويعزّز هذه التّجربة، فينمو الطّالب واثقًا بنفسه وبقدراته، مؤكدًّا أنّ شعار هذا العام "فكر وإبداع "لا ينفصل عن ثلاثيّة ثانويّة السّفير الرّاسخة: أخلاق – علم – أمان ، وأن كلّ أنشطة السّفير وبرامجها ليست مجرّد ترفيه أو تقليد، بل هي تجسيدٌ حيٌّ للعلم الّذي يتنفّس في الممارسة، وللأخلاق الّتي تنمو في التّفاعل، وللأمان الّذي يجد فيه الطّالب بيئةً حاضنة، وأنه في كلمة المدير الأسبوعيّة الّتي ترسخ القيم، لندرك أنّ هذه الثّلاثيّة "أخلاق - علم - أمان " ليست شعارًا، بل حقيقة تعيشها ثانويّة السّفير.
وتابع: " بالعلم، نرسّخ بناء المعرفة كما أكّد بياجيه وفيغوتسكي، ليصبح الطّالب فاعلًا في تعلّمه لا متلقّيًا فقط.وبالأخلاق، نترجم التّربية النّقديّة الّتي دعا إليها فريري، والعدالة الّتي تحدّث عنها رولز، فنربّي أجيالًا على الحوار والإنصاف.وبالأمان، نوفّر بيئةً تمكّن أبناءنا من إطلاق قدراتهم كما أشار أمارتيا سن، ونحتضن تنوّع ذكاءاتهم كما شدّد غاردنر.وهكذا، تصبح هذه الثّلاثيّة إطارًا يحمي رسالتنا التّربويّة، فيما يجسّد شعار "فكر وإبداع" روح هذه الرّسالة في مستوى الممارسة اليوميّة. بهذا، يصبح شعار "فكر وإبداع " واقعًا معاشًا: في الصّفوف الّتي تحتضن الحوار، في الأنشطة الّتي تطلق الخيال، وفي المبادرات الّتي تنمّي القدرات وتصون القيم.
وتوجه جابر إلى معلمي وإدارة الثانوية بالقول: " إنّ ما نحصده اليوم وما سنحصده غدًا هو ثمرة جهودكم أنتم، صنّاع العقول، وحماة القيم، وحرّاس الرّسالة في مسيرة التّربية والتّعليم، ورسل النّور في زمن كثر فيه الظّلام. فتحيّة امتنان صادق على ما تبذلونه من جهد وتفان وإخلاص . وختم بالقول:" نفتتح العام الجديد بالأمل والعزيمة والرّؤيا، وأتمنّى لأبنائنا عامًا دراسيًّا حافلًا بالنّجاحات، عامًا يكون فيه الفكر نبراسًا، والإبداع جناحًا، والعدالة أساسًا".
وفي الختام كرّم مدير الثانوية الدّكتور سلطان ناصر الدّين راعي الاحتفال ، فقدم له مجسّمًا لشعار الثانوية في عامها الدراسي الجديد " فكر وإبداع".
 
 

أخبار مماثلة
"شيرين أبو عاقلة... الشاهدة والشهيدة" كتاب هيثم زعيتر في الذكرى الأولى للاستشهادوظائف شاغرة في شركة NTCCفاسكوomtla salleقريبا "Favorite"