يا بُني، إنَّ الفجرَ يُشرقُ على دروبِ الظلِّ،
وكلُّ قلبٍ يهمسُ بصمتٍ كالموجِ في أعماقِ البحرِ.
تعلّم الصبرَ، فالصبرُ جسرٌ يعبرُ بنا فوقَ بحارِ الألمِ،
وهدوء النفسِ سلاحٌ حين ينهارُ العالمُ من حولك.
لا تظنّ أنّ القوةَ في صياحِ الصوتِ،
بل في نَفَسٍ هادئٍ يواجهُ الرياحَ العاتيةَ،
وفي ابتسامةٍ صغيرةٍ تُغيّرُ قسوةَ الأيامِ.
اجعل قلبكَ كتابًا مفتوحًا على صفحاتِ الحكمةِ،
ودع قلمَ الحياةِ يخطُّ فيه بسلامٍ،
ودع خطواتك تُنشدُ للحياةِ أنغامَ الرجاءِ.
الفشلُ يا بني، مرآةٌ صادقةٌ،
تُريكَ الطريقَ حين تضلُّ، وتعلّمك كيف تنهضُ،
وكيف تُشرقُ بعد الغروبِ، كما تشرق الشمسُ على الجبالِ العاليةِ.
الزمنُ عدوٌّ وصديقٌ في آنٍ واحدٍ،
فاحتضن لحظاته كما تحضنُ النجومَ في الظلامِ،
ولا تدع الأيّامَ تسرقكَ، بل اجعلها صرحًا من نورٍ وحلمٍ.
وتذكّر، يا بني، أنّ الإنسانَ فكرةٌ تتنفسُ،
وحكمةُ أبٍ صامتٍ تبقى شعلةً،
تشعُّ في دروبِ العمرِ، وتُنيرُ القلبَ والعينَ والروحَ.
وهكذا، يا بني، كلُّ يومٍ دربٌ جديدٌ،
وكلُّ لحظةٍ درسٌ، وكلُّ نبضةٍ حكمةٌ صادقةٌ،
وحكمةُ الأبِ تبقى لك شعاعًا،
لا يضعف، لا يضمحلُّ، ولا يرحلُ.