عام >عام
الرئيس عباس قبل لقاء القمة مع الرئيس ترامب اليوم: لا حل من دون القدس الشرقية ونرفض فكرة الدولة بنظامين
الرئيس عباس قبل لقاء القمة مع الرئيس ترامب اليوم: لا حل من دون القدس الشرقية ونرفض فكرة الدولة بنظامين ‎الأربعاء 3 05 2017 08:34
الرئيس عباس قبل لقاء القمة مع الرئيس ترامب اليوم: لا حل من دون القدس الشرقية ونرفض فكرة الدولة بنظامين
رئيس دولة فلسطين محمود عباس

هيثم زعيتر

يضبط الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقارب ساعته على الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم (الأربعاء) بتوقيت القدس، وهو يلبّي دعوة رسمية شخصية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقاء في البيت الأبيض في واشنطن.
يرافق الرئيس في زيارته التي تستغرق 3 أيام: أمين سر اللجنة التنفيذية لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية" الدكتور صائب عريقات، نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور زياد عمرو، نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية الدكتور محمد مصطفى ومسؤول المخابرات العامة اللواء ماجد فرج.
وسيكون في استقبال الرئيس عباس إلى الرئيس ترامب: وزير الخارجية ريكس تيلرسون، مستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر وكبار المسؤولين الأميركيين.
وفي برنامج الزيارة لقاء ثنائي ومؤتمر صحفي للرئيسين في قاعة روسفيلد المخصّصة لكبار الشخصيات، قبل لقاء موسّع بين الرئيسين وفريقيهما داخل البيت الأبيض.
ويلتقي الرئيس بمقر إقامته، الوزير تيلرسون وكبار الشخصيات الأميركية، فضلاً عن السفراء العرب المعتمدين في واشنطن، وممثّلي الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأميركية وعدداً من قيادات الجالية اليهودية، لإطلاعهم على التطوّرات المتعلّقة بالقضية الفلسطينية.
يعلم الرئيس "أبو مازن" أنّ العالم بأسره يتابع هذه القمة الحدث، التي تُعتبر واحدةً من أهم القمم المتعلّقة بالقضية الفلسطينية، ليس فقط الآن، بل منذ إعلان البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي سيجري اتصالاً بالرئيس الفلسطيني، حيث بات يتلقّف ما يتعلّق بها الداعمون والمؤيّدون للقضية الفلسطينية والخصوم على حد سواء، لمعرفة ما يتم التحضير له، وما يمكن أنْ ينتج عنها، نظراً إلى أهميتها توقيتاً ودلالات ونتائج مرجوّة مع نيّة الرئيس الأميركي إطلاق مبادرة سلام للمنطقة.
لقد أحدث هذا الاتصال تغيّراً هاماً - علماً بأنّ القيادة الفلسطينية لم تكن تتوقّع حصوله قبل 6 أشهر من دخول ترامب إلى البيت الأبيض - في توقيته وأسلوبه، وحرص الفريق الأميركي على الوصول إلى مكتب الرئيس "أبو مازن" في مقر المقاطعة بمدينة رام الله في الضفة الغربية، مزوّداً بخط هاتف خاص، أُجرِيَ عليه الاتصال، خشية التنصّت على مضمون المكالمة، وإصرار الرئيس الأميركي على توجيه دعوة شخصية، ليشكّل صدمة لدى كثيرين، ويطرح جملة من التساؤلات عن دوافع وظروف ذلك.
الرئيس الفلسطيني على يقين بأنّ مصير هذه القمة يتوقّف عليه الكثير الكثير، وقد تكون لنتائجها تغيّرات جذرية، بشأن القضية الفلسطينية وسط كثافة الملفات في المنطقة والعالم.
ويدرك أنّ الرئيس ترامب جدي في "إطلاق صفقة"، ويمكنه من خلالها أنْ يحقّق حلاً للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، يسجّله في بداية عهده بأنّه الرئيس الذي استطاع حل مشكلة تطوي بعد أيام عامها الـ69.
ويأتي لقاء الرئيس الأميركي مع الرئيس الفلسطيني، ليكون خامس زعيم عربي يستقبله في البيت الأبيض، وقبل ايام من زيارته إلى الكيان الإسرائيلي والضفة الغربية ومنطقة الشرق الأوسط في القسم الأخير من شهر أيار الجاري.
لقد جهّز الرئيس عباس الملفات كافة، التي سيتم بحثها وتتمحور عناوينها حول: السياسية، الاقتصاد والأمن.
الرئيس، الذي يعيش لحظات مشابهة سبقت توجّهه إلى "الأمم المتحدة" يوم انتزع اعتراف العالم بالدولة الفلسطينية - عضواً مراقباً (29 تشرين الثاني 2012)، كنتُ أسأله قبل توجّهه بساعات إلى هنالك: "إلى ماذا يستند في إصراره على القيام بهذه الخطوة، بالرغم من أنّ كثراً لم يكونوا يريدون منه التوجّه إلى هناك"؛ فأجاب: "إيماني بالله، وثقتي بعدالة قضيتي".
اليوم لن نكرّر السؤال، فكثر يحسدون الرئيس الفلسطيني على الدعوة الشخصية من الرئيس الأميركي الذي تجاوز فيها الأطر الدبلوماسية، ومَنْ كان يمنّون النفس ويتحدّثون عن أنّ القضية الفلسطينية والرئيس "أبو مازن" أوّل ضحايا وصول ترامب إلى سدّة الرئاسة الأميركية، ذُهِلوا ممّا جرى.
عشيّة زيارته إلى واشنطن، يؤكد الرئيس عباس لـ"اللـواء" أنّنا "نسير بخطوات صعبة، بل بطيئة، وخطينا خطوة خطوة، من أجل تحقيق الهدف بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ومن دونها لن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية، ولن تكون هناك دولة في غزّة ولا دولة من دون غزّة، وذلك لا يتحقّق بالضربة القاضية، بل "لُبنة لُبنة"، وعلينا ألا نيأس، وبعد اعتراف 138 دولة بقبول عضوية دولة فلسطين - بصفة مراقب - في "الأمم المتحدة"، علينا أنْ نستكمل جهودنا من أجل أنْ نصبح أعضاءً في الجمعية العامة، وتجسيد القرارات بإقامة دولة فلسطين المستقلة على أرض الواقع، ونحن نبني الدولة، وهناك مؤسّسات كاملة متكاملة، وينقصنا إعلان الاستقلال الناجز".
ويشدّد على "نحن متمسّكون بحل الدولتين، انطلاقاً من قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، التي أعلن عنها في "القمة العربية" في بيروت، وهي أثمن مبادرة منذ العام 1948، وجميع القمم العربية والإسلامية أكدت على هذه المبادرة، بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة، بما فيها أراضي الدولة الفلسطينية إلى حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ولا مانع لدينا - نحن الفلسطينيين - أنْ تكون القدس الشرقية، عاصمة دولتنا مفتوحة للديانات السماوية الثلاث: الإسلامية والمسيحية واليهودية، يمارسون عباداتهم فيها، فنحن لسنا ضد اليهود ولا ضد اليهودية، لأنّها ديانة سماوية، وإذا كفرنا باليهودية لا نكون مسلمين".
ويرفض الرئيس عباس "فكرة الدولة الواحدة بنظامين "أبارتهايد"، التي تسعى إليها إسرائيل، ونحن لن نعترف بدولة يهودية، فهناك 1.5 مليون عربي سيكونون معرّضين لـ"ترانسفير"، وهناك نصف مليون روسي مسيحي يعمل الإسرائيليون على تهويدهم، وهناك قضية 6 ملايين لاجئ فلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية وفي الشتات".
ويجزم بأنّ "الإستيطان غير شرعي، ولدى الإنسحاب الإسرائيلي من سيناء، ومن ثم من قطاع غزّة، جرى إخلاء المستوطنات، وهذا ما يجب أنْ يتم، وليس قيام السلطات الإسرائيلية بإصدار قوانين لشرعنتها، فكل المستوطنات باطلة، وأوروبا تعتبر أنّ الإستيطان غير شرعي، وهناك 28 دولة أوروبية بينها دول معترفة بنا، لا تتعامل مع منتوجات المستوطنات التي يتم تصديرها، وعلاقتنا جيدة بها، وفي الطليعة دولة الفاتيكان، وأوجّه الشكر إلى البابا فرنسيس، وأنا أسمّيه "البابا فرنسيس العظيم"، كما أنّ هناك العديد من البرلمانات الأوروبية التي أوصت حكوماتها بالاعتراف بنا".
ويوضّح الرئيس الفلسطيني أنّه "بشأن القضايا الاقتصادية، هناك فكرة لدى الإسرائيليين بأنّه دعونا نحل بعض المشاكل الاقتصادية للفلسطينيين، وعفى الله عمّا مضى، لكن نرى ضرورة حل القضايا كافة، لأنّ إسرائيل تسيطر على 60% من أراضي الضفة الغربية، ولا يمكن أنْ نستثمر فيها، ولو تمكنّا من الاستفادة من هذه الأرض، لكنّا في نعمة من نعم الله، وعندما نقول اقتصاد، يجب أنْ نقول سياسة أولاً، فهما متلازمان، لا نريد مشاريع اقتصادية وأصل المشكلة سياسية".
ويختم الرئيس عباس بالتأكيد على أهمية الملف الأمني، بالقول: "نحن ضد الإرهاب بكل أشكاله، بأصوله وفروعه وأهدافه وأسبابه ونتائجه، لأنّه ضد الإنسانية والحضارة وقيمنا وقيم العالم، ولدينا اتفاقيات أمنية (بروتوكول أمني) مع 45 دولة، بهدف واحد، محاربة الإرهاب، نحن مستعدون لمحاربته أينما كان، لأنّنا نعتبر أنّ الإرهاب يؤدي إلى نتائج عكسية في كل العالم، وبالذات في العالم العربي، ونرى كيفية تشويه سمعة العرب والمسلمين من خلال أحداث إرهابية، يدّعي مَنْ يرتكبها بأنّهم يقومون بها بإسم الإسلام، والإسلام منهم براء، لذلك، سنتحدّث مع الرئيس الأميركي بهذ النقاط الثلاث".
مَنْ يعرف الرئيس "أبو مازن"، الدارس للهندسة والدكتور في القانون الدولي، يعلم تماماً مدى الخبرة الكبيرة التي اكتسبها في معالجة الأزمات، واضطلع بملف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، منذ أكثر من 3 عقود، أنّ باستطاعته أنْ يؤثّر على الرئيس الأميركي الباحث عن إنجازات له، والساعي لتحقيق "صفقة للسلام" في المنطقة.
نتائج هذه القمة التي سيخرج إثرها الرئيسان الأميركي والفلسطيني للإدلاء بتصريحهما أمام الصحافة، سيشد فيه الرئيس عباس إبن الـ84 عاماً المتمتّع بهمّة الشباب، على يد الرئيس ترامب الذي وُلِدَ قبل نكبة فلسطين بعامين، مخاطباً إياه: "بإمكانك صنع السلام في المنطقة"، وتوجيه دعوة شخصية رسمية لزيارة الضفة الغربية والحجّ إلى "كنيسة المهد" في بيت لحم، تكون ضمن زيارته إلى المنطقة في القسم الثاني من شهر أيار الجاري، وقبل اتخاذه القرار المناسب بشأن تجميد قرار نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المتّخذ منذ العام 1995 والذي ينتهي مفعوله في الأول من حزيران المقبل.

المصدر : اللواء