عام >عام
انتصار الأسرى الفلسطينيين في "معركة الحرية والكرامة".. تثبيت المكتسبات
مروان البرغوثي قاد 20 ساعة مفاوضات مع سجّانه
انتصار الأسرى الفلسطينيين في "معركة الحرية والكرامة".. تثبيت المكتسبات ‎الاثنين 29 05 2017 08:31
انتصار الأسرى الفلسطينيين في "معركة الحرية والكرامة".. تثبيت المكتسبات
فلسطينيون في غزة يحتفلون بانتصار الأسرى في "معركة الحرية والكرامة"

هيثم زعيتر

حمل اليوم الأوّل من شهر رمضان انتصاراً للأسرى الفلسطينيين في اليوم الـ41 من "معركة الحرية والكرامة"، حيث فرضوا على السجّان الإسرائيلي، الإنصياع لتحقيق مطالبهم الإنسانية المحقّة والعادلة.
بين 17 نيسان 2017 و27 أيّار 2017، 960 ساعة في "معركة الأمعاء الخاوية" حقّق خلالها الأسرى الكثير من المكتسبات، على الرغم من ضغوط الإحتلال وممارساته التعسّفية القمعية بحقّهم.
فقد اضطرّت "مصلحة السجون" الإسرائيلية إلى التفاوض مع "الحركة الأسيرة" بقيادة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مروان البرغوثي، في سجن "عسقلان" بعد رفض استمر 40 يوماً.
المفاوضات المضنية التي قادها الأسرى المضربون، ليس فقط عن الطعام، بل تناول الماء، استمرّت 20 ساعة، كان فيها كل مطلب يستغرق وقتاً طويلاً بعد الإنتهاء من نقاطه المتعدّدة.
ومردُّ ذلك إلى أنّ سلطات الإحتلال الإسرائيلي حاولت الإقتصاص من الأسرى ومحاولة إذلالهم، لأنّ مطالب الأسرى كانت موجودة لدى سلطات الإحتلال، لكن جرى تجاهلها، ولم تعر حكومة الإحتلال أي اهتمام لهذه المطالب التي عُرِضَتْ عليها قبل شهر كامل من البدء بالإضراب، علماً بأنّ الأسرى المضربين أعلنوا الصيام، والتوقّف عن شرب الماء والملح حتى المغرب، وأنْ يكون إفطارهم على الماء والملح فقط.
وذكر أن البرغوثي وضع 3 شروط لتعليق إضرابه، وهي: عرض الاتفاق مع مصلحة السجون على باقي الفصائل داخل السجن، وضمان إرجاع الأسرى للأقسام التي كانوا فيها قبل الإضراب، وعدم فرض عقوبات على المضربين.
وعُلِمَ بأنّ أبرز ما حقّقه الأسرى من مطالبهم:
- استئناف الزيارة الثانية لأهاليهم، بعد انتهاء الإضراب، ووقف منع زيارة عائلات الأسرى للقربة من الدرجة الأولى، والموافقة على زيارة الأقارب من الدرجة الثانية، لكن بشرط تقديم طلب بذلك.
- نقل الأسرى المرضى في "مستشفى الرملة" إلى قسم آخر أفضل.
- زيادة مُـدّة الخروج إلى الساحة من 10 إلى 12 ساعة.
- وقف التفتيشات الليلية لغرف المعتقلين.
- تجميع الأسيرات في سجن واحد، ووقف تفتيشهم من قِبل مجنّدين، بل مجنّدات.
- تغيير "المعبار" عند النقل إلى المحاكمة، وتحسين التعامل مع الأسرى خلال نقلهم، مع تحسين وسيلة النقل "البوسطة".
- السماح بالتصوير مع الزوجة والأبناء.
وبقيت بعض القضايا التي لم تتم الموافقة عليها، فجرى تشكيل لجنة برئاسة عميد الأسرى كريم يونس ولجنة من "مصلحة السجون" لمتابعتها، وهي تتعلّق بالهاتف العمومي، العزل الإنفرادي، إعادة التعليم والاعتقال الإداري.
منذ إعلان الأسرى إضرابهم عن الطعام، وضعوا نصب أعينهم إما النصر أو الشهادة، وإنّه لا حياة بدون كرامة، لذلك:
- لم يستسلموا أو يتراجعوا على الرغم من الظروف الصعبة التي واجهوها، بعد تدهور حالة البعض الصحية، فتحمّلوا ممارسات الإحتلال في مصادرة الملح وزجاجات المياه وثيابهم، واقتحام غرفهم وتفتيشها مرّات عدّة في اليوم، خاصة مع ساعات الفجر، مستعينين بالكلاب البوليسية، وعزل عدد منهم، وإطلاق التهديدات، وإجراء محاكمات للمضربين، وفرض غرامات مالية عليهم، فضلاً عن الإعتداء عليهم بالضرب، خاصة خلال نقلهم من سجن إلى آخر، لمَنْ لم يستطع الوقوف جرّاء الإعياء والإرهاق، ومساومتهم على تقديم العلاج مقابل تعليق الإضراب.
- أدركوا مسبقاً أساليب وحيل الإحتلال، عبر الترهيب أو الترغيب ومحاولات إحداث انقسام بين الأسرى والتحايل على المطالب، حيث قامت "مصلحة السجون" بفتح مفاوضات وهمية مُحاوِلة إفراغ المعركة من مضمونها.
- أفشلوا محاولة "مصلحة السجون" الإطعام القسري للأسرى المضربين عن الطعام، والضغط على بعض الدول التي أجرى المسؤولون الإسرائيليون اتصالات بها من أجل إيفاد أطباء يقومون بهذه المهمة، بعد رفض حتى الأطباء الإسرائيليين القيام بها.
وتوازى صمود أبطال "معركة الحرية والكرامة" مع حراك سياسي على أكثر من صعيد، كان محوره الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي كانت قضية الأسرى في صلب محادثاته خلال استقباله الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بيت لحم (22 أيّار 2017)، وكذلك مع مبعوثه إلى منطقة الشرق الأوسط جيسون غرينبلات (25 منه)، وقبل ذلك لقاء رئيس "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" بيتر ماورر في البحر الميت (19 منه)، وكذلك التحرّك الفلسطيني باتجاه "المحكمة الجنائية الدولية" لمحاكمة حكومة الإحتلال الإسرائيلي على الجرائم التي ترتكبها بحق الأسرى، والمناصرة الدولية والعالمية للمطالب المحقّة للأسرى، والعمل على توفير الحماية لهم والضغط على حكومة الإحتلال من أجل تأمين مطالب الأسرى.
كذلك الإضراب الشامل، الذي نفّذته الأراضي الفلسطينية المحتلة (الإثنين 22 أيّار 2017) وشمل القدس والضفة الغربية وقطاع غزّة والأراضي المحتلة منذ العام 1948، وهو الإضراب الشامل الأوّل منذ "انتفاضة الحجارة" (7 كانون الأوّل 1987)، ما أكّد وحدة الشعب الفلسطيني، والتفافه حول مطالب أسراه الأبطال، وذلك بعد النشاطات التي أُقيمت دعماً للأسرى في أكثر من مكان.
وأعلن المجلس الثوري لحركة "فتح" في ختام دورته التي عقدها في رام الله برئاسة الرئيس عباس وحملت إسم "دورة الكرامة والحرية" المصادقة على قرار تعيين عميد الأسرى في سجون الإحتلال كريم يونس عضواً في اللجنة المركزية للحركة، وهو أقدم أسير في سجون الإحتلال منذ العام 1983، ما يعني ذلك من دلالات سياسية وإنسانية ونضالية متعدّدة.
من حق مروان البرغوثي وأحمد سعدات وكريم يونس وفؤاد الشوبكي وسامر عيساوي والأسرى الأبطال، الإحتفال بهذا الإنتصار كما كل من دعمهم..
وعلى أثر انتصار الأسرى على جلاديهم، عمّت الاحتفالات القدس والضفة الغربية وقطاع غزّة والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948، فضلاً عن أماكن التواجد في الشتات الفلسطيني.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر : اللواء