أطاح الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ولي عهده الأمير محمد بن نايف وعيّن نجله الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، في خطوة بدت مفاجئة جداً في توقيتها ومن دون معرفة أسبابها. ولاحقاً أعلنت وكالة الأنباء السعودية أن الأمير بن نايف بايع ولي العهد الجديد الأمير محمد بن سلمان.

وكان سبق وتم تسريب وثيقة لكبار أمراء المملكة يحذرون فيها الملك سلمان من الأطاحة بالأمير محمد بن نايف وتصعيد ابنه الأمير محمد كولي عهد للمملكة. كان هذه التحذير الذي تداوله نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي في شهر كانون الأول الماضي، ووقع على وثيقة التحذير 21 من كبار الأمراء من آل سعود، حيث اعترض الموقعون على الوثيقة على ما وصلهم من تسريبات تفيد بتعيين الأمير بن سلمان كنائب لإدارة شؤون الدولة ورعاية مصالح الشعب على أن يحتفظ الملك سلمان بلقب خادم الحرمين الشريفين .

واعتبر الموقعون أن حدوث مثل ذلك الأمر هو مخالفة واضحة لنظام البيعة في الأسرة الحاكمة وأنه يدخل الأسرة الحاكمة في نفق مظلم ومستقبل مجهول .

على الجانب الآخر يرى الكثير من المراقبين لأحوال المملكة العربية السعودية أن الأمير محمد بن سلمان هو الملك الفعلي للملكة في ظل ظروف مرض الأمير سلمان، وأن الأطاحة بالامير محمد بن نايف هي خطة موضوعة للتخلص منه تدريجيا منذ فترة ليست قصيرة بدأت بتقليص صلاحياته تدريجيا ومحاولات لإضعاف مراكز القوى الخاصة به في المملكة، بالإضافة لتلميع دور الأمير محمد بن سلمان في المقابل .

ويعتقد أن السبب المباشر لقرار الملك سلمان هو الخلاف بشأن التعامل مع الحصار التي فرضته المملكة على دولة قطر، حيث يرى الأمير محمد بن نايف أن قطر تعتبر الأقرب لتكون الحليف للملكة وليست الإمارات، على عكس ما يراه ابن عمه الأمير محمد بن سلمان حيث تتقاطع مصالح بن سلمان مع بن زايد في الإمارات بينما هناك علاقة وثيقة بين ابن نايف مع تميم في قطر.

وكان المدوّن السعودي "مجتهد" قد توقع، على حسابه على "تويتر" قبل أيام، أن يتم عزل الأمير محمد بن نايف.

وكتب "مجتهد على "تويتر" بعد قرار الملك عزل بن نايف أن "اختبار أزمة قطر شجعت ابن سلمان على إقالة ابن نايف". أضاف "مبروك لكل من يتمنى زوال آل سعود". وتابع "مجتهد" أن "الخطوات التالية قرارات تجميلية تحسن صورة ولد سلمان وحملة اعتقالات ضخمة تشمل أشخاصا في الأسرة الحاكمة"، لكنه ذهب إلى توقع أنه "خلال أيام يتنازل الملك سلمان للولد سلمان". ونقل معلومات "أن هناك غضب داخل آل سعود واتصالات ساخنة لكن لم يتبين إن كان سيتمخض عنها تمرد على هذه القرارات أو ستُـحتوى".