عام >عام
"زحلة" تنجو من سيناريو إرهابي شبيه بـ"القاع"
"زحلة" تنجو من سيناريو إرهابي شبيه بـ"القاع" ‎الأربعاء 5 07 2017 10:10
"زحلة" تنجو من سيناريو إرهابي شبيه بـ"القاع"


انتهى شهر حزيران، مع عمليّة الدهم التي نفّذها فوج المجوقل في الجيش اللّبنانيّ مستهدفاً مخيّمات النّازحين السّوريين في بلدة عرسال، التي ستحمل في وقتٍ لاحق الكثير من التطوّرات والتغييرات المهمّة والمفصليّة على صعيد البلدة وضواحيها والبقاع ككلّ.

باغت انتحاريون قوّة الجيش المداهمة، مُقدِمين على تفجير أنفسهم في مخيّمي "النور" و "القارية" بوساطة أحزمة ناسفة. المعلومات الأوّليّة تشير إلى أنّ المخيّمين يخضعان لنفوذٍ متداخل بين "داعش" و "جبهة النصرة".

وفي هذا الإطار، نوّه مصدر خاصّ، بهذه "المُداهمات التي قام بها الجيش اللّبنانيّ، بدقّة عاليّة وتقنيّة لافتة تثبت إمكانات الجيش الكبيرة على الرغم من الإمكانات القليلة التي يملكها"، مشيراً إلى أنّ "هذه العمليّة لها دِلالات كثيرة وتمكّنت من كشف مخطّطاتٍ كبيرة، لكن الجيش أنقذ مناطق لبنانيّة محدّدة من خلال عمليّاته الاستباقيّة والوقائيّة التي جنّبت لبنان كارثة حقيقيّة".

وأشار المصدر أنّ "الجيش اللّبنانيّ أوقف خلال عمليّات الدهم، حوالي 336 نازحاً سوريّاً، وتبيّن من خلال التحقيقات التي ما تزال جارية، أنّ 33 شخصاً من هؤلاء ينتمون إلى "داعش"، ولديهم ارتباطات وثيقة مع التنظيم في الجرود، وقياداته الموجودة في غرب القلمون".

وكشف المصدر الموثوق لموقع "ليبانون ديبايت"، أنّ "التحقيقات والاعترافات الأوّليّة التي أدلى بها بعض الموقوفين، تقاطعت مع معلومات كان يملكها الجيش حول مخططٍ إرهابيٍّ يجري الإعداد له سيُنفّذ في البقاع وبشكلٍ أساسيّ في مدينة زحلة، من خلال عمليّة انغماسيّة شبيهة بتلك التي نُفّذت في القاع من حيث المخطّط، وكيفيّة التنفيذ عبر إقدام انتحارييّن إلى تفجير أنفسهم بأحزمةٍ ناسفة.

اقتحام الفوج المجوقل للمخيّمات وقيامه بعمليّة بحثٍ مبنية على اعترافات قُدّمت من مطلوب أُوقِف ليلاً في عرسال، أتت عكسيّة على الإرهابيين. وبنتيجة العملية، بادر هؤلاء إلى تفجير أنفسهم في القوّة المداهمة، ما أدّى إلى نتيجتين:

الأولى التأكّد من أنّ الذي سُرِّبَ عنه معلومات، أمر حقيقي يُظهر أنّ الإرهابيين باتوا يتّخذون من مخيّمات النزوح غطاءً لهم.
الثاني أنّ العمليّة جرى إفشالها من خلال المداهمة التي أجبرت الانتحاريين على تفجير أنفسهم خوفاً من انكشافهم.

ولفت المصدر إلى أنّ "الجيش لم يكن على علمٍ بهذه المخطّطات بالتحديد، بل كان يحاول استقاء المعلومات عن تقاطع معلومات تكون لديه، وجاءت المُداهمة استكمالاً للعمليّات الوقائيّة التي يقوم بها، وللتحقيق مع مطلوبين ومشتبه بهم في تعاملهم مع التنظيمات الإرهابيّة، من هنا حرصه أيضاً على توخّي الحذر في المداهمات منعاً لسقوط ضحايا من النازحين. بيد أنّ الجيش تفاجئ بما حصل وبإقدام عددٍ من الإرهابييّن على تفجير أنفسهم، بعدما شعروا أنّ مخطّطهم قد ظهر إلى العلن وسيكشف تفاصيله من خلال التحقيقات والاعترافات".

وفي هذا الإطار، شدّد المصدر على أنّ "التنظيمات الجهاديّة بشكلٍ عام، تعقد نيّتها في تنفيذ عملٍ إرهابي، ويقوم أشخاص معيّنون بهذه العمليّات كسباً للثواب، لذلك، فإنّهم وبمجرّد شعورهم بخطرٍ ما قد يؤدّي إلى توقيفهم ودفعهم إلى الاعتراف، يُقدمون على تفجير أنفسهم لأنّهم يعتبرون أنّ النيّة موجودة والثواب قد تمّ انطلاقاً منها ومن التفجير، الأمر الذي يفسّر تفجير الانتحاريّين أنفسهم بالأحزمة الناسفة كما حصل في عمليّاتٍ كثيرةٍ استباقيّة نفّذتها الأجهزة الأمنيّة دفعت بالانتحاري إلى تفجير نفسه قبل إلقاء القبض عليه".

وختمت المصادر بالتأكيد لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ "الجيش اللّبناني يعمل على تركيب "قطع الصورة" ليكتمل المشهد لديه، ويفكّ الشيفرة من خلال سحب الاعترافات من الموقوفين وكشف المخطّطات قبل وقوعها لتجنيب البلد مخاطر وكوارث كبيرة".

المصدر : ليبانون ديبايت