لبنانيات >أخبار لبنانية
مَن وَعَد التلّي بتدخّل الطيران الإسرائيلي؟
مَن وَعَد التلّي بتدخّل الطيران الإسرائيلي؟ ‎الاثنين 24 07 2017 10:23
مَن وَعَد التلّي بتدخّل الطيران الإسرائيلي؟

جنوبيات

حتى هذه اللحظة، لا يزال امير «جبهة النصرة» (فتح الشام) ابو مالك التلي يراهن على قيام «طيران مجهول» بالاغارة على قوات «حزب الله» في جرود عرسال..

هذا ما قاله لـ«الديار» احد العارفين ببواطن الامور، والذي ترد اليه الاقاويل التي تتردد داخل بعض المخيمات، ولدى جهات معينة معروفة بصلاتها العائلية بوجه خاص، بمسلحي الجرود...


 من ابلغ التلي ؟ 


في ضوء ما ذكره لنا، من هي الجهة (جهة الوصل والاتصال) التي ابلغت التلي بان الطيران الاسرائيلي سيتدخل، حتماً، ولكن على النحو المعروف، في تدمير راجمات الصواريخ المنظورة، والآليات، وبطاريات المدفعية، فضلاً عن غرف العمليات، الثابتة او المتنقلة، التابعة لـ«حزب الله» وبالصورة التي تفضي الى ضرب خطته، بتحرير الجرود، في العمق...
وما يمكن تأكيده ان «حزب الله» اخذ بالاعتبار امكانية حصول «غارات غامضة» لا بد ان تنطلق من اسرائيل.. وعلى هذا الاساس اتخذت كل الاجراءات بما فيها ذات المدى الاستراتيجي، للرد المباشر والشامل على اي غارة او على أي ضربة.


 رسالة الى تل ابيب 


وترددت معلومات تشير الى ان رسالة في هذا المجال وصلت الى تل ابيب، ربما عبر الجانب الاسرائيلي، بان اي عملية جوية، ايا يكن نوعها او مداها، تعتبر بمثابة اعلان حرب وتستدعي اتخاذ الخطوات العسكرية التي يقتضيها مثل هذا الوضع.
وما يتضح على الارض، ومن مسار الميدان، ان الخطة وضعت بدقة «خارقة» بكل ما تعنيه الكلمة، معلومات، ومعطيات، واحداثيات، بمنتهى الشفافية، حتى ان جهة مراقبة قالت ان «حزب الله» اعتمد في هجومه «الفلسفة النابوليونية» اي تلك التي اعتمدها الامبراطور الفرنسي في معاركه الاولى.


 بيسماركية ـ بونابرتية 


الجهة التي على صلة بالتخطيط والميدان، اضافت «ان ما يمكن قوله ان الفلسفة المعتمدة هي مزيج من الاسلوب البيسماركي والاسلوب البونابرتي.
ومعلومات الجرود تلفت الى ان مسلحي «النصرة» اتخذوا كل الاحتياطات (التحصينات والانفاق والمغاور) لدفع «حزب الله» الى معركة مكلفة وطويلة. لكن الادمغة التي خططت كانت ملمة بكل ما على الارض، حتى ان احد القياديين قال... «اننا نعرف ما تحت كل حجر في الجرود».


 لا تموضع... 


المعلومات تضيف ان الخطة الموضوعة تحرم مقاتلي «النصرة» من اعادة التموضع في حال التقهقر الى خطوط دفاعية اخرى، فالانسحاب الى الخلف كان عشوائياً مع كثافة نارية مذهلة اثرت الى حد بعيد على امكانية قيام القيادات الميدانية لدى «النصرة» باعادة تجميع قواتها لامتصاص الضربات اللاحقة.
وتقول المعلومات ان مقاتلي «حزب الله» لم يعـتمدوا السرعة الصاعقة فحسب، وانما ايضاً اقفال المنافذ امام اي محاولة انتشار خلال التقهقر، وبالصورة التي تدفع بالمئات من مقاتلي «النصرة» الى التراجع نحو...عنق الزجاجة. استطراداً نحو «الاختناق الميداني».


 الاستسلام او الانتحار 


ولا يستبعد، في ضوء تطورات الميدان، ان يلجأ المقاتلون الى الاستسلام اذ ان الاستمرار في المواجهة (التراجعية) يعني الانتحار..
وتؤكد المعلومات ان اغتيال نائب رئيس بلدية عرسال المرحوم احمد الفليطي انما حصل بامر مباشر من التلي، وعلى اساس ان هذه العملية قد تكون لها ردة فعلها في بلدة عرسال فتنفجر الفوضى التي قد تعيد خلط الاوراق، بصورة دراماتيكية، على ارض المعركة...
غير ان وعي اهالي بلدة عرسال الذين عانوا الامرين على مدى السنوات الثلاث المنصرمة حال دون توظيف حادثة الاغتيال بالصورة التي تخدم مصالح المسلحين، في حين ان دور الجيش اللبناني كان محورياً وفعالاً في اقامة جدار بين الجرود والمخيمات وصولاً الى احياء عرسال ما زاد في حدة الحصار والمساعدة على تصفية منهجية للمسلحين.

المصدر : نبيه البرجي - الديار