عام >عام
تحرّك لإفشال مخطّط "داعش" بإعلان الإمارة انطلاقاً من عين الحلوة وتعميمها إلى مناطق آخرى
مبايعة عماد ياسين أميراً .. وأهداف "المجموعات" قيادات إسلامية فلسطينية ومراكز عسكرية
مناصرو الأسير المتواجدون في المخيّم بايعوا المجموعات التي تدور في فلك "داعش"
تحرّك لإفشال مخطّط "داعش" بإعلان الإمارة انطلاقاً من عين الحلوة وتعميمها إلى مناطق آخرى ‎الأربعاء 2 03 2016 07:50
تحرّك لإفشال مخطّط "داعش" بإعلان الإمارة انطلاقاً من عين الحلوة وتعميمها إلى مناطق آخرى
"قوّة النخبة" تنتشر في مخيّم عين الحلوة: جهوزية كاملة لضبط الأمن

هيثم زعيتر:

تتصدّر خشية حقيقية من تداعيات أمنية على ما عداها من اهتمامات، على الرغم من أهمية الاستحقاقات، في ظل توافر معلومات على أكثر من صعيد، بأنّ الربيع المقبل سيكون ملتهباً أمنياً، وهو الانفجار الذي يحذّر منه أكثر من مسؤول أمني لبناني، ووفقاً لتقارير ومعلومات متوافرة، خاصة مع سريان وقف إطلاق النار في سوريا، وتأزّم العلاقات اللبنانية مع المملكة العربية السعودية والخليج العربي، نتيجة لموقف وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في الإجتماع التشاوري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في القاهرة...

ويتمحور ذلك من خلال:

- ارتفاع مستوى التحريض والشحن المذهبي.

- عودة نغمة الشتائم بحق صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي تزيد من الشحن المذهبي.

- اعتماد خطة إعلامية ممنهجة تكرّس هذا الشحن، عبر بث شائعات تحريضية، أو برامج ساخرة، تعقّد الأمور.

- تناقل وسائل التواصل الاجتماعي أخباراً ملفّقة تنتشر مثل النار في الهشيم.

- سرعة التحرّكات بقطع طرقات أو إشكالات فردية سرعان ما تتطوّر إلى إطلاق نار.

- الأحاديث عن سيارات مفخّخة لتفجيرها في عدد من الأماكن، ثبت عدم صحتها.

- اتخاذ الجهات الأمنية الرسمية والحزبية إجراءات أمنية مشدّدة تحسّباً للتطوّرات.

وهذا ينذر بعواقب وخيمة تؤدي إلى أحداث أمنية، يبدو أنّ عدداً لا بأس به من المسؤولين غير متضرّر منه، انطلاقاً من مصالح متعدّدة، في مقدّمها:

- إلهاء المواطنين عن العجز بمعالجة أزمة النفايات والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وحتى للمياه، في فصل الشتاء ما يشير إلى أنّ الصيف سيكون أكثر عطشاً في ظل عدم الاستفادة من الثروة المائية.

- تحقيق مآرب بعض القوى بتطيير إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، ما يوفر على عدد من المسؤولين جهوداً وأعباءً متعدّدة، هم بغنى عنها.

- التغطية على فشل انتخاب رئيس للجمهورية بعد أكثر من 1000 يوم من الفراغ الرئاسي، منذ انتهاء ولاية الرئيس العماد ميشال سليمان في (24 أيار 2014).

هذا التوتير الأمني الذي ينفخ "بوقه" بقوّة يحقّق مآرب الكثيرين، بضرورة البحث عن حلول سريعة، وهو صورة شبيهة لما جرى في الدوحة في أيار 2008، بعد اجتياح "حزب الله" لبيروت في 7 أيار وما سبقه من قرارات في مجلس الوزراء في الـ5 منه.

لقد باتت متطلّبات التفجير جاهزة، عديداً وعتاداً وعدّةً، وبقي السباق بين نجاح المخطّطين للتفجير بالضغط على الـ"ريموت"، أو نجاح المخلصين بإبطال وسحب فتيل "صاعق" التفجير قبل انفجاره، وهو ما ستكشف عنه الأيام القليلة المقبلة، وفقاً لاعتبارات عدّة في طليعتها:

- هل رفع الغطاء عن لبنان لضرب الاستقرار فيه، وإلى أي مدى؟

- هل ما زال لبنان حاجة إقليمية ودولية للتنفيس وتوجيه رسائل متعدّدة من قِبل أصحاب المصالح الكبرى؟

وبين مصالح الدول الإقليمية والدولية، يبقى هناك مَنْ يغذّي هذه النعرات التي تساعده على الولوج إلى الساحة اللبنانية المشبعة بكل المواد القابلة للاشتعال، وهو العدو الصهيوني، المتربّص على الحدود، والذي يمعن جواسيسه في الداخل رفداً لـ"بنك معلومات" "الموساد" بكل تطوّر، ويستفيد من ذلك في الداخل الفلسطيني بعد فشله بقمع "انتفاضة القدس"، التي دخلت شهرها السادس، وكذلك محاصرة الإنجازات الفلسطينية التي يتم تحقيقها في أكثر من محفل دولي.

ويحقّق التوتير مآرب أخرى بالتغطية على الوضع المتأزّم الذي تعاني منه وكالة "الأونروا"، بعد فشل مخطّط المسؤولين فيها تأليب أبناء الشعب الفلسطيني على قيادتهم السياسية والشعبية، فتوحّد الموقف الفلسطيني في مواجهة محاولات تقليص الخدمات الطبية والاستشفائية، والتي سبقتها التربوية والاجتماعية والمعيشية، وهو حراك مستمر حتى تحقيق المطالب المحقّة للاجئين من وكالة "الأونروا" التي أنشئت من أجل إغاثتهم والعمل على تشغيلهم.

ومن أجل انجاح التوتير، لا بد من إشراك العنصر الفلسطيني لإيقاع فتنة سنية - شيعية، يكون الفلسطيني هو ركيزة أساسية فيها، وتلبّي جملة من الأهداف وتستقطب عناوين متعدّدة، خاصة في حال حدوث أي صدام مع "حزب الله"...

مصالح عديدة يمكن أنْ يستفيد منها البعض بالتوتير والتفجير الأمني - على أنْ يكون ممسوكاً ومحدوداً - ويحقّق جملة من الغايات الآنية، بينما مَنْ يخطّط لضرب الأمن والاستقرار في لبنان، يسعى إلى تحقيق مخطّطات وفق "سيناريوهات" جهنمية لإحكام السيطرة على البلد.

تحذيرات قبل الانفجار

وبين الحين والآخر تتعدّد الأسماء للمجموعات والخلايا الإرهابية، والتي كان آخرها العمل تحت إسم "داعش".

في العديد من المقالات كنّا قد أشرنا إلى مخطّطات لضرب الأمن والاستقرار، ومنها ما نشرناه (29 تشرين الثاني 2006) في "لـواء صيدا والجنوب" عن "تحذير مسؤول فلسطيني بارز وكشفه للقيادات اللبنانية عن مخطّطات جماعة "القاعدة" في لبنان" عبر "فتح الإسلام" للسيطرة على الشمال وحصول اعتداءات وتفجيرات"، وكان ذلك قبل اعتداء المجموعة الإرهابية على الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد (20 أيار 2007) - أي قبل 6 أشهر، ولكن يبدو أنّ الكثير من المسؤولين لم يأخذوا هذا التحذير على محمل الجد، دون اتهام البعض بتغطية وتسهيل وصول الإرهابيين إلى المخيّم.

وكانت أحداث نهر البارد وسقوط شهداء وجرحى من الجيش ودفع المخيّم ضريبة خطفه من قِبل مجموعة إرهابية، لكن أُفشل استكمال المخطّط بالحؤول دون فتح جبهة تعمير عين الحلوة - مخيم الطوارئ، بعدما كان قد سبق هذا الاعتداء انتشار الجيش اللبناني في منطقة التعمير (25 كانون الثاني 2007)، الذي أشرف عليه مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم، يوم كان يتولّى رئاسة فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب، وهو ما جنب المخيّم والجوار تداعيات كارثية.

لكن هذا المخطّط لم ينتهِ، فكنّا قد حذّرنا (10 تشرين الأول 2012) من "أنّ "القنبلة الموقوتة" في مخيّمَيْ برج البراجنة وشاتيلا والجوار"، وهذا التحذير أخذه المعنيون من قيادات لبنانية رسمية وحزبية وفلسطينية على محمل الجد، وجرى تكثيف التنسيق واللقاءات، بين الفصائل الفلسطينية وحركة "أمل" و"حزب الله" والجيش اللبناني، وهو ما أفشل فتنة كان يُحاك لها، خاصة أنّ التفجير الإرهابي المزدوج في منطقة عين السكة في برج البراجنة (12 تشرين الثاني 2015)، كان يهدف إلى ضرب المخيّم مع الضاحية الجنوبية وعمقها الشيعي.

وما أشرنا إليه أيضاً يتاريخ 10 كانون الأول 2014 عن أن "عين "داعش" على مخيم عين الحلوة، وكيفية مواجهة وافشال هذه المحاولات، ورفض "القوى الإسلامية" الفاعلة في المخيم، مبياعة تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام (بداية تموز 2014)".

وكذلك المحاولات المتكرّرة للإيقاع بين حركة "فتح" و"القوى الإسلامية" وتحديداً "عصبة الأنصار الإسلامية" والحركة الإسلامية المجاهدة"، من خلال سلسلة من الأحداث التي شهدها مخيّم عين الحلوة في العام 2015، والذي دخل على خطها "موتورون" بهدف التصعيد.

هذا فضلاً عن جملة من الأحداث الأمنية التي نجح المخلصون في وأدها قبل توسع رقعتها.

وفي ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، خاصة ما يعاني منه أبناء المخيّمات الفلسطينية مع تقليص وكالة "الأونروا" للخدمات، وليس آخرها الاستشفائية والطبية، ومع منع الفلسطيني من العمل في أكثر من مهنة، أصبح يبحث عن مكان يؤمّن فيه قوت عيشه، فكانت وجهته ركوب البحر والسفر ساعياً إلى اللجوء في أوروبياً، حيث قضى الكثيرون في قوارب الموت في البحر، وهم كانوا يعلمون بأنّهم قد يواجهون هذا المصير، ورغم ذلك قرّروا الهجرة على البقاء في ظل انسداد الآفاق.

هذا الواقع يشير إلى أنّ الحاجة المادية قد تكون عنصراً رئيسياً بسقوط البعض في فخ الإغراءات في ظل تفشّي الآفات الاجتماعية، خاصة المخدّرات، وأيضاً مع الشحن المذهبي، الذي يجد مَنْ يزكّيه، والقيام بغسل عقول الشباب المندفع، فيصبح القيام بعملية انتحارية أو عمل إرهابي، أمرٌ طبيعي والتغرير بأنّ مصيره الجنة وحور العين.

ومردُّ الحديث عن واقع المخيّمات، أنّ الجسم الفلسطيني "لبّيس"، ويمكن أنْ يكون عباءة يتلطّى تحتها الكثيرون، حتى لا يحمل وزر التفجير والتوتير!

انطلاقاً من ذلك، فإنّه بعد التنسيق بين مختلف القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية التي أصبحت تلتقي دورياً في سفارة دولة فلسطين بمشاركة السفير أشرف دبور، ضمن الإطار الموحّد للفصائل، وأيضاً الأمنية للمخيّمات، ومع تعزيز "القوّة الأمنية الفلسطينية المشتركة" في مخيّم عين الحلوة وتعميم التجربة في مخيّمات أخرى، فإنّ هناك مَنْ يستبق واقع الحال، خاصة بعدما نجحت الأجهزة الأمنية اللبنانية بتوجيه ضربة قاسمة إلى الخلايا الإرهابية، تحديداً بإفشال مخطّط "داعش" للسيطرة على الضنية من خلال الضربة الاستباقية التي قامت بها مخابرات الجيش اللبناني في منطقة عاصرون (23 تشرين الأول 2014)، وبدّدت الآمال الذي كانت تدغدغ مخيّلة أحمد سليم ميقاتي ليكون اليوم أمير الضنية مبايعاً "داعش".

مبايعة "داعش"

هذا الحلم لتنظيم "داعش" لم ينتهِ، فعاد التخطيط لنقل التجربة إلى المخيّمات الفلسطينية، انطلاقاً من مخيّم عين الحلوة.

وتكشف مصادر مطلعة عن أنّ مجموعة من الشبان الفلسطينيين غادروا المخيّم إلى مدينة الرقّة السورية (7 شباط 2016) عبر تركيا، وهم: (أحمد. ج)، (إبراهيم. ق)، (محمد. م)، (أحمد. ح)، (عيسى. ع)، (سلطان. ك) و(علي. أ)، وانضم إليهم لاحقاً عدد آخر من أبناء المخيّم.

وتضيف المعلومات بأنّ هذا المخطّط ليس جديداً، بل تم التركيز عليه في الفترة الماضية، وبقي تحديد "ساعة الصفر" بانتظار الظروف والمعطيات.

وتوضح المعلومات أنّ إمارة التنظيم، يتولاها عماد ياسين، وهو قيادي سابق في "جند الشام" وأبرز معاونيه هلال محمد هلال وجمال رميض "الشيشاني".

وهؤلاء لديهم عدد من المجموعات يتوزّعون داخل عدد من أحياء المخيم، خاصة في منطقة تعمير عين الحلوة والمنشية - جنوبي بستان القدس.

ووصل الأمر بهذه المجموعات إلى تكفير القيادات الإسلامية في المخيّم، وفي مقدّمها: أمير "الحركة الإسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطاب والقياديين في "عصبة الأنصار الإسلامية" الشيخ أبو طارق السعدي والشيخ أبو شريف عقل للقائهم قيادات لبنانية أمنية وسياسية وحزبية بما فيها "حزب الله".

وتشير المصادر إلى أنّ عدداً من الإرهابيين من جنسيات خليجية وآخر من الجنسية المصرية، كانوا قد وصلوا إلى المخيّم منذ فترة، وهم يتولّون دعم هذه المجموعات، وأنّ خطة قد وضعت للسيطرة على بعض المقار لقيادات إسلامية.

وتؤكد المصادر أنّ خلافاً حصل بين عدد من أفراد المجموعات المتشدّدة مع إسلاميين في "الشباب المسلم" وفي طليعتهم: الشيخ أسامة الشهابي، وهيثم مصطفى "الشعبي" وزياد أبو النعاج، وأنّ هذه الإشكالات وصلت إلى حد التكفير، بل إنّ عدداً من أفراد المجموعات التي تبايع "داعش"، حاولت الوصول إلى حاجز الجيش اللبناني في منطقة النبعة للجهة الشرقية من المخيّم مستغلة توقيف مخابرات الجيش اللبناني للفتاة مروة جمعة (20 كانون الثاني 2016) عند دوّار السراي، ثم امرأة منقّبة في منطقة صيدا، ولكن عدداً من مسؤوليين الفلسطينيين وبينهم من "الشباب المسلم" منعوهم من القيام بذلك.

والأخطر في الموضوع  وقوع اشكالات فيما بين عدد من أفراد هذه المجموعات ومجموعات إسلامية متشدّدة، كان بينها ما جرى بين الشقيقين هيثم ومحمد الشعبي، حيث بايع الأخير "داعش".

مناصرو الأسير يبايعون

وأقدم هيثم الشعبي على طرد مجموعات تتبع الشيخ الموقوف أحمد الأسير، كانت تُقيم في منطقة الطوارئ، حيث انتقلت إلى أماكن أخرى من المخيم، وأعلنت مبايعتها المجموعات التي تدور في فلك "داعش".

وكان الأسير وعدد من مناصريه قد قاتلوا إلى جانب ميقاتي في طرابلس والضنية، قبل أن ينجح الأسير بمغادرة المنطقة بعد سيطرة الجيش اللبناني عليها، ووصل إلى منطقة صيدا، ودخل مخيّم عين الحلوة، قبل أنْ يغادره في محطته الأخيرة إلى جدرا - إقليم الخروب، حيث أوقف من قِبل الأمن العام اللبناني في "مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي" (15 آب 2015).

والاتصالات بين عدد من الإسلاميين المتشدّدين و"داعش" ليست جديدة، وكان محورها عماد ياسين الذي كان قد استقبل مَيْ شاكر "أم هشام" (مواليد 1973)، بعد أنْ نقلها طارق الخياط من منطقة الكولا في بيروت إلى منزل ياسين في مخيّم الطوارئ بتسهيل وتنسيق من يحيى منصور "أبو محمد عبد الحي" وجهاد كعوش بالتنسيق مع لمصادر أنّ محمد عمر الإيعالي "أبو البراء اللبناني"، الذي يقاتل مع "داعش" في سوريا، هو المكلّف بملف مخيّم عين الحلوة، وكان على تواصل مع التوأم زياد وجهاد كعوش اللذين أوقفهما الأمن العام اللبناني في شهر تشرين الأول 2015.

  كما كانوا على تواصل مع "أبو أيوب" العراقي ومحمد علي جوهر "أبو الزبير" - شقيق عبد الغني جوهر المسؤول عن تفجير حافلة الجيش اللبناني في طرابلس، والذي قُتِلَ في حمص خلال العام 2012.

ومهمة "أبو البراء" و"أبو الزبير" تشكيل غرفة عمليات موحّدة لتنظيم عمل عناصر ومجموعات تحمل فكر "داعش" داخل مخيّم عين الحلوة، والتنسيق في ما بينهما مع المجموعات المنتمية إلى "داعش" في المخيمات وباقي المناطق اللبنانية بهدف تشكيل إمارة إسلامية، بعدما جرت البيعة: "بيعة عامة" أو "بيعة حرب".

ومن الأهداف الرئيسية لهذه المجموعات:

- استهداف مراكز عسكرية للجيش اللبناني والقوى الأمنية.

- استهداف شخصيات سياسية وروحية وحزبية وأمنية لبنانية وفلسطينية.

- تنفيذ عمليات إرهابية بواسطة انتحاريين وسيارات مفخّخة، تستهدف أكثر من منطقة لبنانية بهدف بث الفتنة.

- استهداف دور عبادة.

- العمل على بث الفتنة بين عبر بيانات مشبوهة وبث إشاعات تحقق النتيجة.

ووفقاً لاعترافات عدد من الموقوفين، يتضح بأن هذه الأهداف في غالبيته، هي ذاتها التي كانت ضمن "بنك أهداف" "مجموعات الأسير" أو شبكات "الموساد"، ما يؤكد أن الـ"مايسترو" واحد، وإن تعددت الأسماء والعناوين للمكلفين بالمهمات!

وليس بعيداً جريمة استدراج وقتل الشاب مروان عباس عيسى (24 عاماً)، العنصر في "سرايا المقاومة" التابع لـ"حزب الله" وابن شقيق القيادي في "التنظيم الشعبي الناصري" ناصيف عيسى "أبو جمال" (4 نيسان 2015)، وتنفيذ جريمة نكراء بحقه وبأسلوب بشع والتنكيل به وقتله، وتصويره قبل تنفيذ القتل وبعده، ثم تصوير مسلّحين ينتشرون في المنطقة، ولم يكن ذلك إلا لمحاكاة أسلوب "داعش" في تنفيذ مثل هذه الأعمال الإرهابية.

كما أنّ جملة من المخطّطات التي كان ينوي أفراد مجموعات "داعش" القيام بها، خاصة بعد معارك طرابلس وبحنين التي أوقف على أثرها ميقاتي (تشرين الأول 2014)، والتي سبقت تحديد ساعة الصفر المقرّرة خلال شهرَيْ تشرين الثاني أو كانون الأول 2014، بعدما يكون قد تم تحضير المجموعات العسكرية وشراء الأسلحة قد أنجز.

وكان من ضمن هذه الأهداف تنفيذ عملية تفجير تستهدف "ثكنة الشهيد محمد زغيب" للجيش اللبناني في صيدا، ومهاجمة حاجز الجيش اللبناني في منطقة تعمير عين الحلوة، لدى توقيف سجى الدليمي، طليقة "أبو بكر البغدادي" قبل أنْ يتم إلغاؤه.

هذا الواقع يستوجب سرعة تحرّك لإفشال هذا المخطّط، وذلك من خلال تعزيز العلاقات الفلسطينية الداخلية، والوعي والسهر داخل مخيّم عين الحلوة، خاصة بعدما عادت لتُسجّل جملة من الأحداث الأمنية عبر إلقاء قنابل في الشارع الفوقاني من المخيّم.

وفي إطار خطوات المعالجة، فقد أكدت مصادر مطلعة لـ"اللـواء" أنّ "قوّات الأمن الوطني الفلسطيني" وُضِعَت في جهوزية، خاصة منها "قوّات النخبة" التي جرى تخريج دفعتها الأخيرة برعاية عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" والمشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد (9 كانون الثاني 2016) في مخيّم الرشيدية، وجرى تعزيزها بعدما وصلت إلى مخيّم عين الحلوة.

وما قامت به هذه القوات ونشر وحدات من "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" في المخيم، خاصة تعزيز الانتشار في منطقة جبل الحليب، يأتي في اطار قطع الطريق على أي محاولة لسيطرة اسلاميين متشددين على هذه المنطقة، التي تعبر استراتيجية للمخيم، وأيضاً مع الجوار، حيث تنتشر وحدات الجيش اللبناني.

كما أنّ سلسلة من اللقاءات عقدت بين قيادات فلسطينية وأخرى لبنانية، وفي طليعتها اللقاء بين "القوى الإسلامية" في مخيّم عين الحلوة و"حزب الله"، الذي عقد في مقر قيادة "تيار الفجر" في صيدا بهدف التنسيق، والتأكيد على مواجهة أي محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار، والعمل على بقاء مخيم عين الحلوة تحت السيطرة والضبط الأمني.

كذلك، فإنّ من الخطوات الواجب اتخاذها، أن يتم التعاطي مع الملف الفلسطيني "رزمة واحدة متكاملة"، وليس فقط من الزاوية الأمنية، وضرورة الإسراع بمتابعة معالجة الملفات القضائية والأمنية لعدد من المطلوبين أو الصادرة بحقهم مذكرات توقيف أو أحكام قضائية.

وأيضاً، الإسراع بالضغط اللبناني - الفلسطيني مع المعنيين لدفع وكالة "الأونروا" العودة عن قراراتها بتخفيض التقديمات الاستشفائية والطبية، وكذلك رفع المستوى التعليمي والاستمرار بتقديم الخدمات الاجتماعية والمعيشية للاجئين الفلسطينيين، حيث تستمر الاعتصامات أمام مقر "الأونروا" الرئيسي في بيروت وأمام مكاتب مدراء المناطق والمخيمات، وعدد من المراكز الرئيسية لوكالة "الأونروا" في عدة مناطق حتى تحقيق مطالب اللاجئين الفلسطينيين.

«اللـواء» 10 كانون الأول 2014: «عين «داعش على مخيم عين الحلوة»، قبل إعلان البيعة ومخطط الامارة    

«اللـواء» 10 تشرين الأول 2012: تحذير من «القنبلة الموقوتة» في مخيمي برج البراجنة وشاتيلا، قبل انفجارات الضاحية

 

«اللـواء» 29 تشرين الثاني 2006: تحذير من «مخطّطات جماعة «القاعدة» في لبنان»، قبل أحداث نهر البارد