فلسطينيات >الفلسطينيون في الشتات
اعتصام امام السفارة البريطانية في بيروت في الذكرى المئوية لوعد بلفور
اعتصام امام السفارة البريطانية في بيروت في الذكرى المئوية لوعد بلفور ‎الخميس 2 11 2017 21:59
اعتصام امام السفارة البريطانية في بيروت في الذكرى المئوية لوعد بلفور
صور من الاعتصام


وزارة الخارجية

في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917

عزيزي اللورد روتشيلد

يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:

"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".

وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.

المخلص

آرثر جيمس بلفور

-------------------

"وعد بلفور" مئة عام والمأساة مستمرة

    هي نص الرسالة التي بعثها آرثر جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا الى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد( عضو يهودي في مجلس اللوردات البريطاني)، تؤكد تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطني قومي لليهود في فلسطين، رسالة وعد ( ممن لا يملك الى من لا يستحق).

رسالة لا زالت مفاعيلها، من العام 1917 الى العام 2017 تتفاقم وتتأزم على الشعب الفلسطيني، المشتت في أنحاء المعمورة. وفي المقلب الآخر لا زال الشعب الفلسطيني متمسكاً بهويته وكينونته الوطنية الفلسطينية، مصرّاً على العودة الى دياره وبياراته ومدنه وقراه.

وهاهم الأجيال الفلسطينية المتعاقبة يثبتون للصهيوني روتشيلد ان الكبار ماتوا ولكن الصغار لم ينسوا، فتوارثوا الذاكرة الفلسطينية من كبارهم وحملوا الراية صغارهم، راية الحرية والعودة الى حين تحقيق العودة، ووأد بلفور ووعده المشؤوم.

   إسقاطاً لهذا الوعد، وتعبيراً لرفضه من الفلسطينيين قيادة وفصائلاً وشعباً، دعت منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بكل أماكن تواجده، الى إعتصام شعبي، أمام سفارة المملكة المتحدة في بيروت، قبيل ظهر الخميس 2 تشرين الأول/2017 ألقى فيها أمين سر فصائل منظمة التحرير وحركة فتح في لبنان فتحي ابو العردات نص المذكرة قبل تسليمها الى السفير البريطاني "هيوغو شورتر".

هذا ورفع المعتصمون الاعلام الفلسطينية والشعارات واللافتات المنددة بسياسة بريطانيا ورئيسة حكومتها، والمطالبة بالاعتذار للشعب الفلسطيني.

 

شارك في الإعتصام ممثلو قادة الاحزاب والقوى السياسية اللبنانية وحزب الله، ممثلو فصائل منظمة التحرير والقوى الإسلامية الفلسطينية، أمين سر وأعضاء إقليم حركة فتح في لبنان، مدير عام مجلس الشباب والرياضة في لبنان خالد عبادي، قيادة حركة فتح في بيروت والشُعَب التنظيمية والمكاتب الحركية، ممثلو اللجان الشعبية في لبنان، وقوى الأمن الوطني الفلسطيني ممثلة بقائدها في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، ثلة من رجال الدين والمشايخ وأئمة المساجد، وحشودات شعبية وفتحاوية من مخيمات بيروت وصيدا.

وفيما يلي نص المذكرة

سعادة السفير هيوغو شورتر المحترم،

سفير المملكة البريطانية في لبنان

في الذكرى المئوية لوعد وزير الخارجية البريطاني اللورد ارثر جيمس بلفور المشؤوم، الذي اسس لقيام دولة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين التاريخية، ذلك الوعد الذي اعطى ارض فلسطين " ممن لا يملك لمن لا يستحق" الذي نتج عنه تهجير وطرد الشعب الفلسطيني من ارضه ودياره وجلب اليهود من كل بقاع الارض ليقيموا كيانا احلاليا استعماريا عنصريا يمارس ابشع انواع الارهاب المتمثلة بتدمير القرى والبلدات والمدن الفلسطينية وتهجير الملايين من الفلسطينيين الى دول الشتات حيث يعيشون في مخيمات البؤس والحرمان، مع استمرار سلطات الاحتلال في ممارسة التنكيل والطرد والاعتقال والقتل اليومي لابناء شعبنا وتهويد ما تبقى من الاراضي الفلسطينية، وانشاء المستوطنات غير الشرعية عليها، ومع تصاعد الحملة الصهيونية على مدينة القدس وتغيير معالمها التاريخية والدينية.

ان هذا اليوم المشؤوم الدي مر عليه مائة عام يؤرخ لبداية المأساة والنكبة الفلسطينية باعتباره الجريمة التاريخية التي ارتكبتها الحكومة البريطانية عام ١٩١٧ والذي كان البداية الرسمية لمعاناة الشعب الفلسطيني التي ما زال شعبنا يعاني فصولها حتى يومنا هذا، ويتعرض للاجحاف منذ مائة عام تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، بل وتشجيع وعون منه من دون ان يتحرك لاحقاق الحق لاصحابه ولتصحيح الخطأ التاريخي، ورفع الظلم والضرر الجسيم الذي لحق بالمنطقة بأسرها نتيجة السياسات الاستعمارية الظالمة التي مارستها وتمارسها الدول الكبرى.

اننا نستهجن وندين ونستنكر بشدة تصريحات رئيسة حكومة بلادكم العتيدة السيدة تيريزا ماي الاستفزازية التي ترفض الاعتذارعن جريمة بلادها بحق شعبنا الفلسطيني المتمثلة ب"وعد بلفور"، بل ذهبت في استفزازها الى حد الافتخار بهذه الجريمة، وندعوها للتراجع عن دعوتها الى تنظيم احتفالات بمرور مئة عام على الوعد المشؤوم، والى الابتعاد عن العقلية الاستعمارية والاستبدادية الظالمة وتنكرها لحقوق لحقوق شعبنا الوطنية المشروعة.

لذا فاننا ندعو الحكومة البريطانية ونطالبها بما يلي:

اولا-  ان العدالة القانونية والاخلاقية ومبادئ حقوق الانسان ومبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الانساني تُلزم بريطانيا في ذكرى مئوية وعد بلفور المشؤوم بعدم الاكتفاء بالاعتذار بل ايضا بإعادة النظر بموقفها من القضية  والحقوق الوطنية الفلسطينية.

ثانيا-  ندعو الحكومة البريطانية الى الاعتراف بمسؤولياتها السياسية والقانونية والاخلاقية عن دعم المشروع الصهيوني الاستعماري العنصري الذي ادى الى تشريد شعبنا وتفتيت نسيجه الاجتماعي وتمزيق وطنه والحاق النكبة بشعبنا والكوارث التي نتجت عنها.

ثالثا- ادانة الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ومقاطعة منتجات هذه المستوطنات باعتبارها تدخل في باب الجرائم  الدولية، والجرائم ضد الانسانية، ونزع الشرعية عن الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والعربية، وعزل الكيان الاسرائيلي على الصعيد الدولي، لحين التزامه بقرارات الشرعية الدولية.

رابعا- التأكيد على حق شعبنا الفلسطيني المشروع في مقاومة وعد بلفور والإنتداب البريطاني على فلسطين قبل النكبة، وحقه المشروع في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي والمشروع الصهيوني الى ان تتحقق اهدافه النضالية كاملة كما اقرتها مؤسساته الوطنية، واعترفت بها الشرعية الدولية.

خامسا- نطالب الحكومة البريطانية الالتزام بالعمل على تنفيذ قرارات الشرعية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والاراضي العربية المحتلة، وممارسة كل اشكال الضغط السياسي والدبلوماسي والاقتصادي على الحكومة الاسرائيلية للالتزام بهذه القرارات.

سادسا- ندعو الحكومة البريطانية الى اغتنام هذه المناسبة الاليمة لتصحيح الخطأ التاريخي، والاعتراف بحق شعبنا في تقرير مصيره في وطنه فلسطين، بما في ذلك حقه في اقامة دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين من ابنائه في العودة الى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها منذ العام ١٩٤٨ وفق مقررات الشرعية الدولية. ونناشد الشعب البريطاني المحب للسلام والعدالة الانسانية الى ممارسة الضغط على حكومته لتحقيق ذلك من خلال تصويت مجلس العموم لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدين ان هذا الاعتراف هو الكفيل بتصحيح ذلك الخطأ وتمهيد الطريق للسلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الاوسط.

  هذا وقام كل وفد مؤلف من: أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في لبنان فتحي ابو العردات، وممثل جبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل، وممثل الجبهة الشعبية سمير لوباني، بتسليم المذكرة الى سعادة السفير البريطاني " هيوغو شورتر" في مقر السفارة.

وفي وقت لاحق من هذا اليوم، وكي لا تتأثر سير العملية التعليمية في مدارس الأنروا، فقد تابع طلابنا دراستهم واكتفوا برفع العلم الفلسطيني واعتمار الكوفية الفلسطينية في مدارسهم. وخصّص المعلمون وقتاً لشرح وتسليط الضوء على وعد بلفور وأبعاده وتداعياته على الشعب الفلسطيني.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر : جنوبيات