عام >عام
فيديو اعتداء تلميذ على أستاذه يهز الرأي العام
فيديو اعتداء تلميذ على أستاذه يهز الرأي العام ‎الثلاثاء 7 11 2017 08:03
فيديو اعتداء تلميذ على أستاذه يهز الرأي العام


احتج مرتادو الشبكات الاجتماعية بالمغرب، على ما ظهر في الفيديو الذي يوثق لعملية الاعتداء التي تعرض لها أستاذ بثانوية «سيدي داود» التأهيلية في مدينة ورزازات جنوب المغرب، من طرف تلميذه الذي أسقطه أرضا وانهال عليه بالصفع والركل. ما خلف استياء كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي وردود فعل غاضبة من جراء الفعل الذي ينم عن غياب «القيم الثقافية والتربوية».

نشطاء يطلقون هاشتاغ #كرامة_الأستاذ_خط_أحمر

وبعد انتشار فيديو، أطلق عدد من الناشطين المغاربة هاشتاغ #كرامة_الأستاذ_خط_أحمر، مطالبين في الوقت ذاته، بإصلاح المدرسة العمومية في المغرب، واتخاذ إجراءات زجرية لحماية الأساتذة. كما خرجت دعوات بين صفوف الأساتذة للاحتجاج في مختلف المدن، من أجل إعادة الاعتبار لكرامة رجال ونساء التعليم وحماية قيمتهم الرمزية والاعتبارية.

وأعلنت المديرية الإقليمية للتعليم في ورزازات، ضمن بلاغ لها، أنها قررت وضع شكاية لدى القضاء ضد التلميذ، وإيفاد لجنة إلى المؤسسة التعليمية التي وقعت فيها هذه الواقعة للتحري في ملابسات ما حدث. معربة، عن إدانتها الشديدة ورفضها القاطع لمثل هذه السلوكات التي تسيء إلى المنظومة التربوية والإقليم. وتابعت المديرية، في بلاغ لها، بأنها ستتخذ بشكل استعجالي الإجراءات القانونية والتربوية وستقدم شكاية لوكيل الملك، إضافة إلى إيفاد لجنة إقليمية للوقوف على حيثيات الواقعة واتخاذ الإجراءات التربوية التأديبية اللازمة.

توقيف التلميذ المعتدي

وأعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في ورزازات، أنه تم توقيف التلميذ البالغ 17 سنة، من مصالح الشرطة القضائية لإجراء البحث معه، وأنه سيتم تقديمه أمام النيابة العامة المختصة لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية في حقه فور انتهاء البحث.

ويعيد هذا الحادث، ظاهرة العنف الاجتماعي في المغرب التي أصبحت أكثر تفشيا في أوساط المؤسسات التعليمية المغربية، متسببة للكثير من الأساتذة بعاهات مستديمة وبأضرار جسدية ونفسانية، إلى الواجهة.

وبرغم  سن وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والتكوين المهني، قوانين لمحاربة هذه السلوكات، إلا أن الإحصاءات بينت أن حالات العنف وصلت إلى تعرض معلم كل شهر للعنف في المدرسة، أي تسع حالات خلال الموسم الدراسي في كل سنة.

وكشفت دراسة للوزارة عن أن العنف الذي يمارسه التلميذ ضد أستاذه يحتل الصدارة في قائمة أنواع العنف داخل المدرسة بنسبة 20 من مئة ما يدل حسب باحثين على تحول خطير داخل المنظومة التربوية المغربية.

ارتفاع مستمر و تحول خطير 

وقال أستاذ علم الاجتماع، رشيد الجرموني لـ “القدس العربي”: إن “مستوى العنف الممارس ضد الأساتذة في ارتفاع مستمر وهذا تحول خطير باتت تعيشه المدرسة المغربية. مطالبا بالتدخل العاجل من طرف الدولة للحد من هذه الظاهرة، لأنها هي المسؤول الأول والأخير عن تفشي هذه السلوكات، بعيدا عن المقاربة الأمنية  لأنها لا تنفع، لأن الموضوع  له علاقة سيكولوجية. لذلك، يضيف الجرموني، أنه على الدولة الإسراع إلى وضع “مخطط استعجالي» للتدخل والحد من التعدي على حرمات المؤسسات التعليمية، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان”.

ومن بين الحالات التي سجل فيها اعتداء التلاميذ على أساتذتهم، ذلك الاعتداء الجسدي الذي تعرض له أستاذ مادة الرياضيات بإحدى المؤسسات التعليمية بمدينة سلا من طرف تلميذه، بعد أن دق عنقه بآلة بكار. وفي الدار البيضاء، حيث تعرض أستاذ للاعتداء من تلميذه بعد أن رماه بحجر من خارج القسم، أصابه بكسور على مستوى فكه وأسنانه، إضافة إلى عدد من حالات الاعتداء المتكررة في أيام امتحانات الباكالوريا التي يتعرض لها الأساتذة بعد منع التلاميذ من الغش.

 

المصدر : وكالات