عام >عام
"حلحلة" ملف المطلوبين في مخيم عين الحلوة.. بين التسليم والفرار
مرافق فضل شاكر "وليد البلبيسي" لدى الجيش بمحاولة اغتيال الشيخ ماهر حمود وملفات أمنية
"حلحلة" ملف المطلوبين في مخيم عين الحلوة.. بين التسليم والفرار ‎السبت 2 12 2017 07:59
"حلحلة" ملف المطلوبين في مخيم عين الحلوة.. بين التسليم والفرار
وليد البلبيسي

هيثم زعيتر

تتلمس قضية المطلوبين داخل مخيم عين الحلوة مخارج الحلول، بين اقتناع بعضهم بتسليم نفسه إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية أو توقيفه ليحاكم، أو مغادرة المخيم.
واللافت انه لا يخلو أسبوع إلا ويتم التداول بأسماء مطلوبين أصبحوا خارج المخيم بين التوقيف أو المغادرة.
وهذا يُشير إلى أن الضغوط التي مارستها الجهات اللبنانية والفلسطينية، قد أعطت ثمارها، حيث ثبت أن لا بيئة حاضنة للإرهاب في المخيم.
وإن كان طبيعياً مغادرة من دخل إلى المخيم من خارج أبنائه، فإن اللافت هو مغادرة مطلوبين من أبناء المخيم إلى سوريا.
وإن نجح مغادرون بالوصول إلى سوريا، فإن الخطورة هي بتحول هؤلاء إلى مشغلين ومحركين لأشخاص ومجموعات داخل المخيم وخارجه، للقيام بأعمال أمنية مع توفّر الإمكانات المالية وحرية الحركة في مكان الالتحاق الجديد.
ومطلوب من الفصائل والقوى الفلسطينية، متابعة الاتصالات من أجل تسليم ومعالجة ملفات باقي المطلوبين، وتوقيف المشتبه بهم بجرائم، خاصة في الآونة الأخيرة، وبينها من أقدم على اغتيال محمود أحمد حجير، أثناء تواجده في سوق الخضار وسط المخيم (19 تشرين الثاني الماضي)، حيث جرى تحديد مواصفات الجاني.
ومن الضروري التنبه إلى محاولات إثارة الفتن عبر تنفيذ مخططات باستهداف قيادات فلسطينية داخل المخيم أو خارجه، أو اغتيالات لمسؤولين أو وجهاء وأشخاص داخل المخيم، خاصة ممن هم في دائرة الشبهة، بتنفيذ أعمال أمنية، ما يُشير إلى سهولة توجيه الاتهام إلى ذوي الضحايا.
خشية الإغتيالات!
ولوحظ أن حملة إعلامية مشبوهة مركزة تستهدف بعض القيادات الفلسطينية ومنها ما تعرض لها عضو قيادة الساحة لحركة "فتح" والمسؤول المالي منذر حمزة، والتي تبين عدم صحة ما جرى تلفيقه.
لكن وضعت المصادر المتابعة ذلك في خانة الاستهداف السياسي، مبدية الخشية من عمل أمني، خاصة أن أكثر من شبكة ومجموعة ثبت من اعترافاتها أن حمزة كان هدفاً لعمليات رصدها، مقدمة للاغتيال، وهو ما فشل أكثر من مرّة.
البلبيسي وملفات أمنية متعددة
وفي إطار متابعة تسليم المطلوبين لأنفسهم، قام الفلسطيني وليد أحمد البلبيسي، المرافق الشخصي للفنان المعتزل فضل شمندر "فضل شاكر" بتسليم نفسه إلى مخابرات الجيش اللبناني مساء أمس الأوّل (الخميس).
وكان وليد من المنتمين إلى مجموعة إمام "مسجد بلال بن رباح" - عبرا - صيدا سابقاً، الشيخ أحمد الأسير الحسيني، الذي اعتدت مجموعته على الجيش اللبناني (23 حزيران 2013).
وإثر سيطرة الجيش على مربع الأسير كان البلبيسي قد توارى مع شاكر قبل أن يظهرا في مخيم عين الحلوة، ويقيم في المبنى ذاته في حيّ المنشية في المخيم.
وذكر اسم وليد في أكثر من ملف، وبينه ضمن المجموعة التي شاركت بمحاولة اغتيال إمام "مسجد القدس" في صيدا الشيخ ماهر حمود أثناء توجهه سيراً على الأقدام، من منزله إلى المسجد الذي يبعد حوالى 100 متر، لأداء صلاة الفجر (3 حزيران 2013)، مطلقين عدة رشقات نارية، لكنه نجا من محاولة الاغتيال.
وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه بيان جاء فيه: "أوقفت مديرية المخابرات الفلسطيني وليد أحمد البلبيسي، مرافق الإرهابي الفار فضل شمندر الملقب بـ"فضل شاكر".
وكان المدعو البلبيسي قد أقدم على تسليم نفسه بتاريخ 30/11/2017، كونه مطلوباً لمشاركته ضمن مجموعة الإرهابي الموقوف أحمد الأسير في الإعتداء على وحدات الجيش اللبناني في معركة عبرا العام 2013، وللاشتباه في علاقته بمحاولة اغتيال أحد رجال الدين، بوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص".
الشعبي والعارفي إلى سوريا
وذكر أمس الأوّل، مغادرة كل من: الفلسطيني هيثم مصطفى المعروف باسم "هيثم الشعبي" والملقب باسم "أبو مصعب" (مواليد 1978، ويتولى المسؤولية العسكرية لـ"الشباب المسلم"، واللبناني محمّد العارفي، مخيم عين الحلوة باتجاه الأراضي السورية.
والشعبي والعارفي من أبرز المطلوبين للسلطات اللبنانية بتهمة الانتماء إلى تنظيمات إرهابية تتوزع بين "جند الشام"، "فتح الإسلام" و"الشباب المسلم" و"القاعدة".
وبرز اسم هيثم الشعبي في العديد من الأحداث الأمنية، وبينها في فترات سابقة ضد الجيش اللبناني خلال أحداث مخيم نهر البارد، باعتداء مجموعة "فتح الإسلام" على الجيش هناك (20 أيّار 2007، والتي استمرت حتى قضاء الجيش على المجموعة الإرهابية، بتاريخ 2 أيلول 2007، وهو شقيق زوجة الرجل الثاني في "فتح الإسلام" شهاب قدور المعروف بإسم "أبو هريرة" والذي قتل في شارع المئتين في طرابلس خلال تلك الأحداث، بتاريخ 6 آب 2007).
وورد اسم هيثم الشعبي في أكثر من ملف أمني ودعوى قضائية، ومنها محاولة فتح جبهة تعمير عين الحلوة خلال أحداث عبرا للتخفيف عن الأسير، لكن مُنع من ذلك.
كما أن هيثم الشعبي، هو من كلف فادي عدنان زيدان، الذي كلف زوج شقيقته كفاح، فريد عون حمد، بنقل شادي مجدي المولوي من طرابلس إلى مخيم عين الحلوة (تشرين الثاني 2014)، وهذه المرة الثانية التي يغادر فيها الشعبي المخيم باتجاه سوريا، حيث غادر قبل سنين وعاد.
بينما العارفي كان قد غادر المخيم باتجاه سوريا مرات عدّة، قبل أن يعود مجدداً إلى المخيم، بعد القتال والتدريب إلى جانب المجموعات المسلحة هناك.
بين التوقيف والتسليم والفرار
وكان قد سجل خلال الفترة الماضية تسليم القوى الفلسطينية عدداً من المطلوبين إلى الأمن العام، وبينهم خالد مسعد "السيد" (مواليد 1988)، وذلك بتاريخ (1 تموز 2017).
فيما تمكنت "شعبة المعلومات" في الأمن العام من توقيف الجندي الفار محمّد محمود عنتر (مواليد الشمال 1989) بتاريخ (10 تشرين الثاني 2017).
كما تمكن آخرون من الفرار ومنهم شادي المولوي (مواليد 1987) الذي فرّ بتاريخ (26 تشرين الأوّل 2017)، كما غادر نعيم النعيم.
وكذلك مغادرة نجلي الشيخ أحمد الأسير، محمّد هلال وعمر، وشقيقه أمجد من المخيم، دون أن يتم تحديد المكان الذي قصدوه (بداية تشرين الثاني الماضي) وسبقهم بالمغادرة أحد مناصري الأسير أيضاً، ربيع محمود نقوزي (خلال شهر تشرين الأوّل الماضي)، والأربعة صادر بحقهم أحكام غيابية بالإعدام عن "المحكمة العسكرية الدائمة" في بيروت برئاسة العميد الركن حسين عبدالله.
بينما تمكنت قوة من مخابرات الجيش من اعتقال نجل أمير "داعش" في عين الحلوة الموقوف عماد ياسين، يحيى في تعمير عين الحلوة (مساء 14 تشرين الثاني الماضي).
فيما سلم شقيق المطلوب في المخيم بلال بدر، كمال نفسه لمخابرات الجيش في الجنوب عند حاجز "النبعة" في المخيم (13 تشرين الثاني الماضي).
وسبقه تسليم أحد عناصر "مجموعة بلال بدر" المطلوب علي نعيم حميد الملقب بـ"علي نجمة"، نفسه إلى الجيش اللبناني عند حاجز "النبعة". 
هذا ووزعت فجر أمس (الجمعة) على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة للإسلامي المتشدد بلال بدر، وأخرى لمرافقه حسن عزب المعروف باسم "فولز" دون عليها كتابات تقول: "أنهما ما زالا متواجدين في مخيم عين الحلوة ولم يغادراه".

منذر حمزة

 

هيثم الشعبي

 

محمّد العارفي