عام >عام
التحالفات اصبحت اوضح ولكن ستكون وفق المناطق
التحالفات اصبحت اوضح ولكن ستكون وفق المناطق ‎السبت 30 12 2017 10:40
التحالفات اصبحت اوضح ولكن ستكون وفق المناطق


مع انتهاء عام 2017 وبداية عام 2018 ستنطلق الماكينات الانتخابية في منتصف كانون الثاني لخوض اهم معركة انتخابية منذ انتخابات الحلف الثلاثي والجبهة المضادة والتي حصلت هذه الانتخابات سنة 1972 بعد سنة ونصف من بدء عهد الرئيس الراحل سليمان فرنجية.

يبدو العنوان الاول من هي الكتلة التي ستأتي بأكثرية مقاعد نيابية ومن اي طائفة، والتنافس هو بين الثنائي الشيعي حزب الله وحركة امل من جهة وحزب القوات وحزب الكتائب من جهة اخرى، وطبعا الثنائي الشيعي مع حلفائه، والثنائي المسيحي مع حلفائه ايضا على كافة الاراضي اللبنانية، والرقم المطلوب للحصول على اكبر كتلة نيابية هو 40 نائبا، لانه حاليا فان اكبر كتلة نيابية هي كتلة تيار المستقبل قبل حصول بعض الانشقاقات وكانت مؤلفة من 42 نائبا، لكن في الانتخابات القادمة وعلى اساس النسبية، فهنالك صعوبة في الوصول الى رقم 40 مقعد نائب، رغم ان الدوائر الانتخابية مساحتها اكبر من المساحة الانتخابية في قانون انتخابات لعام 2009 .
لكن قانون الانتخابات على النسبية سيؤدي حتما الى فوز نواب منفردين في كل المناطق وسيصلون الى 35 نائبا وهؤلاء النواب سيكونون في خط رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسيعملون بتوجيهاته.

 محافظة الجنوب

وولنبدأ من محافظة الجنوب، حزب الله وحركة امل سيدعمان المرشح السنّي اسامة سعد في صيدا، من خلال الاصوات الشيعية في حارة صيدا، اضافة الى اصوات الشيعة في جبل الريحان، والذي يصل مجموعهم الى 25 الف صوت وحتى 30 الف صوت.
واذا كان التيار الوطني الحر على تحالف مع حزب الله وحركة امل في دعم وصول المرشح اسامة سعد نائبا سنيا عن مدينة صيدا، فان تيار المستقبل يتمتع بـ 45 الف صوت في مدينة صيدا، واذا تحالف مع القوات اللبنانية والكتائب في منطقة جزين وقراها وبلداتها المسيحية، فان هنالك حظاً كبيراً للمرشح اسامة سعد في ان يصل من خلال قانون النسبية، ذلك ان الاكثرية عندها سيأخذها تيار المستقبل بالتحالف مع حزب القوات وحزب الكتائب.
اما المقعد الثاني السنّي في صيدا فسيكون من نصيب السيدة بهية الحريري شقيقة الرئيس الراحل رفيق الحريري، لكن في قضاء جزين مسيحيا العونيون هم الاقوى، وقد يفوزون بالمقاعد الثلاثة الا اذا تم اختيار النائب ابراهيم عازار نجل النائب الراحل سمير عازار وحليف حركة امل، وعندئذ ستدعم الاصوات الشيعية في حارة صيدا وجبل الريحان واصوات التيار الوطني الحر النائب ابراهيم عازار.
لكن يبقى ان نشير الى انه مقابل قوة العونيين في جزين والمنطقة المسيحية كلها التابعة الى قضاء جزين، فان قوة تيار المستقبل هي الاقوى سنيّاً في صيدا. ومن اصل حوالى 60 الف صوت سنّي في صيدا، يحصل تيار المستقبل مع الجماعة الاسلامية على 45 الف صوت، مقابل حصول المرشح اسامة سعد ما بين 15 الف و20 الف صوت.
وهنا سيكون النجاح لتيار المستقبل وحركة امل والتيار الوطني الحر في دائرة صيدا ـ جزين، لكن سيكون مقعد لاسامة سعد في صيدا باحتمال كبير. اضافة الى احتمال وصول المرشح ابراهيم عازار، لكن المرشح الاقوى في جزين مسيحيا وحتى في صفوف مدينة صيدا، هو النائب امل ابو زيد مرشح العونيين، وبالتالي في دائرة جزين ـ صيدا سينتصر تيار المستقبل مع التيار الوطني الحر بأكثرية المقاعد مقابل مقعدين قد يكونان من نصيب المرشح اسامة سعد والمرشح ابراهيم عازار.
اما بالنسبة الى كافة اقضية الجنوب، فحزب الله وحركة امل سيجتاحان المنطقة بكاملها، وباستثناء التوصية السورية من قبل الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد واللواء ماهر الاسد بإعطاء مركز للطائفة الارثوذكسية للنائب اسعد حردان، فان كل المقاعد الاخرى ستكون من نصيب حركة امل وحزب الله، ويحصلان على حوالى 18 نائبا الى 20 نائبا.

قضاء حاصبيا

وبالانتقال الى قضاء حاصبيا، فان الرئيس نبيه بري جرت العادة ان يطلب من الوزير وليد جنبلاط اعطاءه المقعد الدرزي في حاصبيا وهو مخصص للوزير انور الخليل، وعلى الارجح سينجح الوزير انور الخليل بموافقة الوزير جنبلاط والتزام الوزير انور الخليل بمواقف الطائفة الدرزية، انما سياسيا سيكون ضمن كتلة التنمية والتحرير التي يرأسها الرئيس نبيه بري.

البقاع الغربي

واذا انتقلنا الى البقاع الغربي فهنالك معركة عنيفة جدا محتدمة، واذا كانت الاصوات المسيحية في منطقة زحلة تصب لمصلحة القوات اللبنانية، فان الاصوات السنية منقسمة بين تيار المستقبل ومؤيدي اللواء اشرف ريفي.
اما بالنسبة الى الطائفة الشيعية، فقد تعطي اصواتها الى تيار المستقبل ضد تحالف اللواء اشرف ريفي والقوات اللبنانية في منطقة زحلة، انما في زحلة تؤدي العائلات دورا هاما، خاصة زعامة آل سكاف وزوجة المرحوم الوزير ايلي سكاف السيدة ميريام سكاف، وهي لها شعبية هامة في زحلة.
اما بالنسبة الى الوزير نقولا فتوش، فلم يتخذ بعد قراره في اي لائحة سيكون.
وهنالك صراع تاريخي في زحلة بين الموارنة والكاثوليك، طائفة الروم الكاثوليك يقولون ان زحلة هي عاصمة الكاثوليك في الشرق الاوسط والطائفة المارونية تشكل 30 في المئة من اهالي زحلة فيما 70 في المئة هم من الطائفة الكاثوليكية، ولذلك فان هذه الحساسية قد تؤدي الى اعطاء اصوات هامة الى السيدة ميريام سكاف كوريثة لزعامة المرحوم جوزف سكاف وزوجها المرحوم ايلي سكاف. وحاليا هنالك 3 نواب في زحلة مسيحيين، يعلنون انهم من القوات اللبنانية، فهل ستستطيع القوات اللبنانية الحصول مرة جديدة على تأييد 3 نواب مسيحيين في قضاء زحلة؟ ذلك هو السؤال.
وحتى الان لا تبدو الصورة واضحة في قضاء زحلة، وللمخابرات السورية دور غير مباشر في انتخابات زحلة من خلال وجودها مركزها التاريخي لمدة 30 سنة في عنجر قرب زحلة ولها علاقات وخدمات كثيرة لاهالي منطقة زحلة من كل الطوائف.
فهل تتدخل المخابرات السورية في انتخابات زحلة، ام تقف على الحياد، الجواب هو انه على الارجح حتى الان يقف النظام السوري على حياد في الانتخابات النيابية اللبنانية ويترك الامر الى حزب الله وحلفائه وحركة امل وغيرهم.

بعلبك

اما في منطقة بعلبك، ورغم وجود عدد كبير من اصوات الطائفة السنيّة، فان الاكثرية الشيعية هي التي ستنجح وتكون اكثرية المقاعد النيابية الى حزب الله ومقعد الى حركة امل يمثله الوزير غازي زعيتر، وكذلك ايضا في الهرمل.
وليس هنالك من معارك حقيقية في قضاء بعلبك - الهرمل باستثناء البحث عن المقعد الماروني الذي يمثل منطقة دير الاحمر وشليفا وبتدعي وعيناتا وصفرا وقرى اخرى.
ولذلك فان اختيار المقعد الماروني قد يكون موضع تشاور بين الرئيس العماد ميشال عون وحزب الله. فحركة امل لا تقبل أن تعطي المقعد للعماد ميشال عون، بينما حزب الله يوافق على ان يكون المقعد الماروني عن منطقة دير الاحمر ضمن الكتلة النيابية التابعة لرئيس الجمهورية ولكن في اطار العونيين واطار حزب التيار الوطني الحر انما على قاعدة نائب مستقل موال لرئيس الجمهورية.

عكار

اما في عكار فهنالك سؤال كبير مطروح، وهذا يؤثر كثيرا في المعركة الانتخابية لقضاء عكار، فنائب رئيس مجلس الوزراء الرئيس عصام فارس قد يعود في مطلع شهر اذار الى لبنان ويرشح نجله نجاد عصام فارس الى المقعد النيابي الارثوذكسي في عكار، وهنالك احتمال كبير ان يتحالف الرئيس عصام فارس مع تيار المستقبل في عكار. وعندئذ قد تكون القوة الكبرى للائحة الرئيس عصام فارس وتيار المستقبل، ويفوزون بأكثرية لائحة عكار لكن مبدأ النسبية اذا حصل مرشحون من اللائحة الثانية على نسبة تفوق الـ 10 في المئة وتصل الى 15 في المئة فقد ينجح منهم مرشح او مرشحان.

طرابلس ـ المنية ـ الضنية

اما في قضاء طرابلس ـ المنية والضنية حتى، فالمعركة قوية جدا لكن تشير المعلومات الى ان تيار المستقبل قد يتحالف مع الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس والمنية، ويكون المرشح عن المقعد الماروني الوزير السابق جان عبيد. ويقوم الوزير سليمان فرنجية بدور التنسيق بين الرئيس نجيب ميقاتي وتيار المستقبل والنائب جان عبيد كي يكونوا في لائحة واحدة في منطقة طرابلس - المنية.
الا ان اللواء اشرف ريفي له قوة كبيرة في طرابلس والضنية والمنية، وهو متحالف مع قوى اسلامية رافضة لاعتدال الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل والتعايش بين الرئيس الحريري وحزب الله داخل الحكومة. وهذا العنوان يستعمله كثيرا اللواء اشرف ريفي في هجومه على تيار المستقبل، الذي يعتبره حليفا لايران، وان تيار المستقبل ابتلعه حزب الله وايران من خلال اعتدال الرئيس سعد الحريري. ولذلك فاللواء اشرف ريفي يحظى بشعبية هامة في طرابلس. لكن في السابق كان قادرا عندما استقال من الحكومة على انجاح اكثر من نصف لائحته، اما الان فأصبح صعبا التقاسم في حال تحالف الرئيس ميقاتي مع تيار المستقبل في وجه لائحة اللواء اشرف ريفي.
اما المقعد السني الهام الذي يطالب به حزب الله، اضافة الى المقعد السني الذي يطالب به حزب الله في البقاع الغربي حيث هناك الوزير عبد الرحيم مراد، فان حظوظ الوزير عبد الرحيم مراد معتدلة وليست قوية، ويعود الامر الى اصوات الطائفة الدرزية في ترجيح وصول الوزير عبد الرحيم مراد الى المقعد النيابي، ذلك ان الطائفة الدرزية قوية جدا في منطقة راشيا. لكن الوزير السابق عبد الرحيم مراد له خدمات كثيرة في المنطقة.
ونعود الى طرابلس حيث المقعد السني الذي يهم حزب الله لان حزب الله يتمسك بحليفه الوزير السابق فيصل كرامي، وتجري المفاوضات بعيدة عن الانظار عن قيام لائحة تضم تيار المستقبل والرئيس ميقاتي وفيصل كرامي في وجه لائحة اللواء اشرف ريفي والقوى الاسلامية المؤيدة له بكثافة على مستوى الصعيد الشعبي في طرابلس والمنية. لكن اللواء اشرف ريفي يقول انهم لو تحالفوا ضده فهو باستطاعته الحاق الهزيمة بهم. لكن مقعد الرئيس نجيب ميقاتي مؤكد، ومقعد حليف له كنائب سنّي مؤكد، كذلك مقعد النائب جان عبيد عن المقعد الماروني في طرابلس مؤكد، كذلك وصول نائبين عن تيار المستقبل ليس مؤكدا، بل وصول نائب واحد عنه شبه مؤكد، كذلك فان وصول اللواء اشرف ريفي الى المجلس النيابي مؤكد. اما النائب العلوي حيث يوجد في جبل محسن 32 الف صوت ناخب لبناني علوي فهم يؤثرون في سير المعركة، وهؤلاء هم ضد اللواء اشرف ريفي، والكلمة ليست عندهم بل عند زعيمهم رفعت عيد الموجود في دمشق.

العلويون لن يؤيدوا لائحة ريفي

وفي كل الاحوال، لن يؤيد العلويون لائحة اللواء اشرف ريفي، لكن في المقابل، فان الاسواق القديمة والاحياء الشعبية الفقيرة في طرابلس وبخاصة التي تحتضن الاسلاميين المتطرفين والذين هم ضد حزب لله والشعور السني لديهم انهم ضد ايران يؤيدون اللواء اشرف ريفي.
وفي المنية مقعدان سنيّان ليس معروفاً مصيرهما، وقد ينقسمان كل واحد الى لائحة والوصول الى المجلس النيابي. انما لا يمكن الاستهانة بقوة تحالف تيار المستقبل مع الرئيس نجيب ميقاتي، ولكن حتى الان لم يحصل تفاهم مع الوزير السابق فيصل كرامي في هذا المجال.

وبالنسبة الى قضاء الضنية، فالرئيس نجيب ميقاتي يريد النائب السابق جهاد الصمد، وتيار المستقبل اخرج من صفوفه الوزير احمد فتفت، وسيرشح بديلا عنه في منطقة الضنية.
لكن منطقة الضنية لديها شعور سنّي شبه متطرف وتؤيد المرشح الذي يهاجم ايران وحزب الله. ويؤدي هنا دورا كبيرا اللواء اشرف ريفي في هذا المجال عبر خطابه ضد حزب الله وايران، وقد دشن مؤخرا مركزا له في مدينة سفيرة في الضنية حيث ظهرت شعبية كبيرة له.

بشري ـ زغرتا ـ الكورة ـ البترون

وفي الشمال ايضا معركة دائرة الـ 4 اقضية بشري ـ زغرتا ـ الكورة ـ البترون، وفي هذه الدائرة الانتخابية احزاب عديدة هي، تيار المردة، حزب القوات اللبنانية، حزب الكتائب، الحزب السوري القومي الاجتماعي، وهنالك حوالى 7 الاف صوت سنّي في هذه المنطقة منهم 3 الاف صوت في زغرتا و2000 صوت في البترون، انما المشكلة لا احد يعرف عدد المجنسين السوريين الذين تجنسوا في قضاء زغرتا وفي قضاء البترون وفي قضاء الكورة، كذلك هنالك قسم منهم مسجل في قضاء بشري، ومنهم من يقول ان عدد المجنسين قد يصل الى 25 الف و30 الف صوت. لكن مجيء المجنسين السوريين هذه المرة الى الدائرة المسيحية الكبرى وهي البترون ـ الكورة ـ زغرتا ـ بشري ليس بالامر السهل، بل سيخلق حساسية مسيحية كبيرة.
وفي قضاء البترون لدى الوزير جبران باسيل 8 الاف صوت يؤيدونه في قضاء البترون، كما ان للوزير بطرس حرب 9 الاف صوت يؤيدونه في قضاء البترون، ويبقى مع من سيتحالف الوزير جبران باسيل ويكون المرشح الماروني الثاني معه على اللائحة في قضاء البترون، كذلك هل تبقي القوات اللبنانية على المرشح فادي سعد مرشحا لها ليتحالف مع النائب بطرس حرب، ام يعود النائب انطوان زهرا عن قراره بعدم الترشح ويترشح ويكون في لائحة واحدة مع النائب بطرس حرب.
وفي جرد البترون ووسطه لدى القوات اللبنانية قوة كبيرة، اما تيار المردة فلديه قوة على ساحل البترون، وبعض القرى الوسطية.

العائلية تلعب دوراً كبيراً

وبالنسبة الى قضاء زغرتا، فالعائلية تلعب دورا كبيرا واذا كان الوزير سليمان فرنجية وتيار المردة هما الاقوى في مدينة زغرتا وقضائها، فانه تاريخيا، تلعب العائلية الدور الاكبر في انتخابات قضاء زغرتا. واللائحة التاريخية كانت 3 الرئيس الراحل سليمان فرنجية، والرئيس الراحل رينيه معوض، والنائب الراحل الاب اسطفان الدويهي. واليوم لا يمكن تجاهل المرشح ميشال معوض في قضاء زغرتا كقوة انتخابية حيث ان عائلة معوض لديها اصوات في المدينة عددهم 2000 على الاقل ولدى المرشح ميشال معوض تأييد هام في زغرتا وقضائها. كما ان عائلة الدويهي عائلة قوية وهامة، كذلك عائلة كرم عائلة كبيرة وهامة. ويوجد في قضاء زغرتا حيث القرى قوة قوية للقوات اللبنانية لا يستهان بها، كما ان العونيون منتشرون في قضاء زغرتا والمدينة، ولهم قوتهم. وبالتالي، حتى الان لا تظهر لائحة واضحة في الدائرة المسيحية الكبرى البترون ـ زغرتا ـ بشري ـ الكورة.
وبالنسبة الى قضاء بشري تسيطر القوات اللبنانية بنسبة 85 في المئة على اصوات قضاء بشري، الذي يصل عددهم الى 22 الف صوت، اما في قضاء الكورة فالحزب السوري القومي الاجتماعي له قوة كبيرة منتشرة في قضاء الكورة، كذلك الى تيار المردة قوى مؤيدة هامة له، كذلك للقوات اللبنانية جمهور قوي لها.
لكن النائب فريد مكاري الذي اعلن عزوفه عن الترشيح للانتخابات، ويبدو ان مفاوضات تجري معه للترشح مجددا، وقد يقبل، واذا قبل عندها تظهر اللوائح المتنافسة في الدائرة الانتخابية التي تضم اهم 4 اقضية مسيحية. واذا نسينا حزب الكتائب فلا ننساه لان لديه قوة هامة في قضاء البترون وفي قضاء الكورة، اضافة الى قوة محدودة في قضاء زغرتا وقوة محدودة في قضاء بشري.

جبيل ـ كسروان

اما معركة جبيل ـ كسروان فالاقوى شعبيا فيها حتى الان هو المرشح العميد المغوار شامل روكز وهو خارج التيار الوطني الحر ويبدو انه سيتحالف مع الوزير زياد بارود والنائب سامي ابي رميا في منطقة جبيل. وللمرشح زياد بارود في مدينته جعيتا وجوارها، اضافة الى انه يمثل حركة مجتمع مدني مؤلفة من شابات وشبان في جامعات كسروان الكبيرة، والتي تعدّ بآلاف الاصوات، انما الجذب الاكبر هو للمرشح العميد المغوار شامل روكز.
وبالنسبة الى اكتمال لائحة العميد المغوار شامل روكز فلم يُعرف بعد الاسماء والوضع.

مرشحون تقليديون

وهنالك مرشحون تقليديون لهم قواعد قوية في كسروان خاصة الشيخ فريد هيكل الخازن انما هو على تحالف مع الوزير سليمان فرنجية، كذلك المرشح منصور فؤاد البون وهو له قاعدة شعبية كبيرة في منطقة كسروان - الفتوح ويدخل على الخط رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان الذي له تأييد في عمشيت وقضاء جبيل، وهو يؤيد المرشح منصور البون وزياد حواط، لكن الامور غير واضحة بعد في منطقة كسروان حيث يوجد 7 مقاعد مارونية ومقعد شيعي.
وهنا يلعب دور الاصوات الشيعية دورا اقل اهمية من السابق، ذلك ان عدد اصوات الشيعة هو حوالى 11 الى 13 الف صوت، وعندما كانوا فقط في قضاء جبيل، كانوا يؤثرون على اللائحة كي تنتصر، اما الان في ظل وجود 75 الف صوت في كسروان ـ الفتوح وجبيل مسيحي، فان الـ 11 الف صوت شيعي يؤثرون لكن ليس كما التأثير السابق.
وستقود القوات اللبنانية والكتائب والتيار العوني والزعامات التقليدية دورا كبيرا في تأليف اللوائح، ولكل منها قوة هامة في كسروان ـ جبيل.
لكن على الارجح سيتم تقاسم الاصوات في قضاء كسروان ـ الفتوح ـ جبيل.

المتن الشمالي

وبالانتقال الى قضاء المتن الشمالي، فاللاعب الانتخابي الاساسي هو التيار الوطني الحر ويتمتع بالقوة الشعبية الكبرى وقد نال النائب ابراهيم كنعان في انتخابات 2009 55 الف صوت والنواب العونيين 50 الف صوت، مع العلم ان المرشح العوني ابراهيم كنعان يأتي في الاستطلاعات انه الاقوى شعبيا في المتن الشمالي، ومقعده شبه مؤكد، ورغم قوة التيار الوطني لكن حزب الكتائب استعاد الكثير من شعبيته بفعل ديناميكية النائب سامي الجميل رئيس حزب الكتائب، واللاعب الهام في منطقة المتن هو الرئيس ميشال المر نائب رئيس الحكومة السابق، وحيث يميل الرئيس ميشال المر الى لائحة من اللائحتين هي التي ستنجح في الانتخابات النيابية في المتن، انما على قاعدة النسبية يبدو ان الاصوات ستنقسم بنسبة 60 في المئة للائحة، و40 في المئة للائحة اخرى. وهنا سيتم تقسيم المقاعد على قاعدة النسبية والصوت التفضيلي.

المتن الجنوبي

اما في قضاء المتن الجنوبي، فالتيار الوطني الحر قوي جدا، والقوات اللبنانية قوية جدا ايضا، لكن هنالك اصوات الشيعة الذي يصل عددهم الى 20 الف صوت، وعدد الطائفة الدرزية الذي يصل عددها الى 26 الف صوت، فيما عدد الاصوات المسيحية قد اصبح 60 الف صوت، ووفق التحالفات سيتقرر مصير النجاح انما الماكينات الانتخابية ستكون جاهزة ابتداء من 15 كانون الثاني، وقد لا يتخلى هذه المرة الوزير وليد جنبلاط عن المقعد الدرزي في المتن الجنوبي ويعطيه الى النائب فادي الاعور، بل سيترك مقعدا درزيا الى الامير طلال ارسلان في عاليه لكن قد يختار مرشح درزي اشتراكي في قضاء المتن الجنوبي. اما مرشح حزب الله النائب علي عمار فمحسوم الامر بالنسبة اليه وسيعود الى المجلس النيابي.

بيروت

وبالانتقال على العاصمة بيروت، فان دائرة الاشرفية - الرميل وصولا الى الدائرة الثانية حيث الاكثرية السنيّة، ووصولا الى حدود سن الفيل فان دائرة الاشرفية سينتصر فيها حزب الكتائب وحزب القوات بأكثرية الاصوات، ودون منازع، ولن يستطيع العونيون الحصول على مقعد نيابي في دائرة الاشرفية. اما الدائرة الثانية والثالثة في بيروت، فسينال الاكثرية فيها حزب تيار المستقبل، وينال حوالى 11 نائبا فيها مع العلم ان هنالك مقعد شيعي سيكون من نصيب حزب الله بموافقة تيار المستقبل. كذلك هنالك مرشح درزي هو حاليا النائب غازي العريضي، سيكون هذا المقعد من نصيب الوزير وليد جنبلاط بتأييد من تيار المستقبل وحزب الله.
في اطار رسم هذه الخريطة الانتخابية فان الثنائية الشيعية حركة امل وحزب الله مع حلفائهم من نواب منفردين في المناطق، قد يصلوا الى 37 صوت، ويقاربوا الـ 40 صوتا. اما الثنائي المسيحي حزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية فان حصتهم لن تقل عن 30 نائبا في لبنان وقد ترتفع الى 38 نائبا، اما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي فسيكون لديه 11 نائبا درزيا ومقعد سنّي ونواب مسيحيين. واما تيار المستقبل فقد يحصل على حوالى 16 الى 18 نائبا.

ما دور المحور السعودي ـ الايراني ؟

يبقى ماذا سيكون صراع المحور السعودي ـ الايراني على الساحة اللبنانية، هل ستقرر السعودية خوض المعركة على الساحة اللبنانية النيابية مثلما خاضتها عام 2009 وصرفت 900 مليون دولار؟ هل تخوض ايران المعركة الانتخابية في محور ضد محور السعودية وتقدم اموال الى المعركة الانتخابية؟ دون ان ننسى ان هنالك حوالى 18 مرشحا للانتخابات النيابية هم اصحاب ثروات تقدّر بملياري دولار وما فوق، اضافة الى 22 نائبا تقدّر ثروتهم بحوالي ما بين نصف مليار ومليار ونصف ودور الناس سيكون هاما جدا في المعركة الانتخابية القادمة، لان الحالة الاقتصادية سيئة للغاية، والمال له دور كبير في ظل هذا الوضع الاقتصادي السيىء.
وفي كل الاحوال، سيتم شراء اصوات عبر تقديمات مالية الى نوادي ومساجد وجمعيات دينية اسلامية وجمعيات دينية مسيحية وجمعيات دينية شيعية وعلى مدى لبنان كله، فان المال سيلعب دورا هاما، لكن السؤال هل ينتقل الصراع الايراني ـ السعودي الى داخل لبنان للحصول على اكثرية في المجلس النيابي القادم تكون هذه الاكثرية موالية للنفوذ الايراني وحزب الله وحلفائه؟ ام تكون الاكثرية موالية الى السعودية ومحورها المتحالف معها في لبنان؟
وبانتظار ما سيحصل بين الرئيس سعد الحريري والقيادة السعودية وما اذا كانت ستحصل مصالحة بينه وبين السعودية، وتقرر السعودية دعم تيار المستقبل ماليا، فقد يختلف الامر انما في كل الاحوال الاموال الموجودة لدى المرشحين تقدر بحوالى 45 مليار دولار، ويمكن صرف ملياري دولار في المعركة الانتخابية القادمة بسهولة، وهذا الشأن يقرر حظوظ المرشحين للوصول الى المجلس النيابي.

هل تكون الدولة على الحياد ؟

والسؤال هل ستكون الدولة على الحياد من خلال موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وموقف الرئيس سعد الحريري كرئيس مجلس الوزراء ذلك ان عدد الجيش اللبناني هو 76 الف جندي ويمكن لمديرية المخابرات باعطاء كلمة سر للضباط والجنود كي يقوم اهاليهم بالتصويت لجهة معينة، رغم ان هذا الامر مستبعد ولن يقبل به رئيس الجمهورية ولا قائد الجيش، لكن اذا اختلفت الامور وتم اتخاذ قرارات متطرفة في ظل معركة فاصلة، فان الاجهزة الامنية اللبنانية الاربعة مع الجيش اللبناني اضافة الى 26 الف عنصر قوى امن داخلي يستطيعون جلب 600 الف صوت في الانتخابات النيابية القادمة، لكن هذا الامر مستبعد لان عيون الدول الاوروبية واميركا وغيرها تضع لبنان تحت المجهر، والشرط الاساسي لدعم لبنان في مؤتمر باريس ـ 4 حيث سيتم تقديم اموال وقروض ومنح مالية الى الدولة اللبنانية كي تنهض سيكون الشفافية والديموقراطية في الانتخابات النيابية، ولذلك لن تكون الدولة في موقع المنحاز كما ان رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون لن يقبل بهذا الامر.
كذلك اذا قامت احدى الفاعليات الرسمية بالتدخل في الانتخابات فان قيادات الفاعليات السياسية لن تسكت خاصة الوزير وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري، وموقع الرئيس بري اصبح قويا للغاية سياسيا بشكل لا يستطيع احد ادخال مؤسسة رسمية في التدخل في الانتخابات النيابية في ظل الموقف الشرس للرئيس نبيه بري في هذا المجال.

المصدر : الديار