مقالات مختارة >مقالات مختارة
الاحتفال بعيدي الأم والطفل يسهم بتنشيط الحركة التجارية في صيدا
يتحول إلى مناسبة لتحريك العجلة الاقتصادية عرفاناً بالجميل
تتعدد الهدايا بين الورود والقطع الذهبية والحلويات والأدوات المنزلية
الاحتفال بعيدي الأم والطفل يسهم بتنشيط الحركة التجارية في صيدا ‎الأربعاء 23 03 2016 06:11
الاحتفال بعيدي الأم والطفل يسهم بتنشيط الحركة التجارية في صيدا
الورود الهدية الأغلى تعبيراً عن معاني الحب للأم

سامر زعيتر

يحتار المرء ماذا يختار هدية للأغلى على قلبه، كيف لا وهي سبب وجوده في الحياة، فيما العرفان بالجميل يجعل الوضع أكثر صعوبة مع ضيق الأحوال الاقتصادية...
الاحتفال بعيدي الأم والطفل، يسهم في تحريك العجلة الاقتصادية مع الانفراجات السياسية التي تطغى على تركيبة المعادلات في المنطقة، الأمر الذي يسهم في تنشيط حركة البيع والشراء في مدينة صيدا والجوار، ولكن تبقى الهدية رمزية كانت أم باهظة وفق تفاوت المداخيل...
وتأتي على رأس هذه الاهتمامات شراء باقة من الورود للتعبير عن الحب للأم الغالية، ولا يقتصر الاحتفال على قالب للحلوى، بل يتعداه إلى اختيار اصناف متعددة من الحلويات الصيداوية التي أصبحت عنواناً للتراث يلقى استقطاب أبناء المناطق، بدورها الأدوات المنزلية والالكترونية تبقى الهدية الأساس، يطغى الذهب والألماس، فيما الاحتفال بالعيد لا يقتصر على المنازل بل يتعداه إلى المطاعم التي تستفيد بدورها من انتعاش الحركة التجارية...
"لـواء صيدا والجنوب" رصد حركة السوق خلال عيدي الأم والطفل، وعاد بهذه الانطباعات...

التعبير عن الحب بالورود

* شراء ورود للأم، هي الهدية الأولى التي تلقى اقبالاً من غالبية الناس، وفق ما تشير ميسون طحان بالقول: "الورد هدية حلوة للأم، التي هي بدورها وردة تستحق الكثير منا، ولكنها هدية تكميلية تحتاج إلى هدايا أخرى، والأهم رضاء الوالدة الذي يعد أهم هدية".
* هدية بلغة الورود، تعني الحب والحنان، فمن غير ست الحبايب تقدم لها هذه الهدية وفق ما يؤكد صاحب محل "فاشن فلور" وسيم حامد بالقول: "نرى الاقبال على شراء الورد بشكل ملحوظ خلال عيدي الأم والحب، فالناس تعبر من خلال الورود عن الحب والحنان، لكن نلحظ في الوقت نفسه قيام التجار برفع الأسعار، حيث يستغلون هذه المناسبات، ونضطر بدورنا إلى رفع الأسعار، فهذا الأمر خارج عن سيطرتنا، لكن المناسبات بشكل عام تسهم في تحريك العجلة الاقتصادية".

الحلويات تتحول لجزء من التراث

* تحريك العجلة الاقتصادية أمر واضح خلال المناسبات والأعياد، وخصوصاً الحلويات حيث يقبل الناس على شراء قالب للحلوى للاحتفال بعيد الأم، لكن الحلويات العربية بدورها لها مكانة خاصة لدى كبار السن وخصوصاً الأمهات، حيث أصبحت جزءاً من التراث الصيداوي، وفق ما يوضح مدير المبيعات في "حلويات السمرة الممتازة" خضر زهرة بالقول: "عيد الأم مناسبة غالية علينا جميعاً، فهو العيد الأهم وهو أحب لدي من عيد ميلادي، وتتفاوت الهدايا المقدمة للأم حسب تفاوت الدخل الفردي للناس، فتتراوح الهدية من باقة للزهور إلى الذهب والألماس، فضلاً عن تقديم الحلويات على أنواعها وغالباً ما يحتل قالب الحلوى مكانة كبيرة، اضافة إلى الثياب والأدوات المنزلية والتحف والذهب".
ويضيف السمرة: "البعض يفضل قالب الحلوى، فيما البعض الأخر يفضل تقديم "البيتي فور"، ولكن نرى اقبالاً ملحوظاً من الزبائن في العاصمة بيروت والمناطق الأخرى على الحلويات الصيداوية وخصوصاً التي تتميز بها محلات السمرة مثل البندقية والفستقية، وفي عيد الأم نرى حرص الزبائن على وضع هذه الحلويات في صواني وعلب غالية الثمن من الفضة والتحف الخشبية، وهم يطلبون أصنافاً محددة يعشقها كبار السن تلبية لرغبة الوالدة، بعدما تحولت هذه الحلويات إلى جزء من التراث الصيداوي، كما أن البعض يتفادى قوالب الحلوى، ويفضل اختيار أصناف أخرى من الحلويات العربية تقدم بأطباق غالية، وقد لاحظنا تقدماً في حركة المبيعات ويعود ذلك إلى الارتياح السياسي، الذي يسهم في تحريك العجلة الاقتصادية والتجارية للسوق".

الهدايا المنزلية تبقى الأساس

* تقدم ملحوظ في حركة البيع يؤكد عليها صاحب "قطب سيتي" سامي القطب بالقول: "كما هو معروف فإننا كنا من أوائل المؤسسات التجارية في مدينة صيدا التي تقدم عروضات بمناسبة عيد الأم وتصدر مجلة خاصة بهذه العروضات توزع على الزبائن، تتضمن تخفيضات على جميع الأدوات المنزلية الصغيرة والكبيرة، وهذا العام وضمن مشروعنا الجديد "قطب سيتي"، الذي يتضمن 6 آلاف متر مربع من صالات العرض من الالكترونيات والأدوات المنزلية والبياضات والمفروشات الخارجية والمطابخ الجاهزة والحديثة، نلحظ اقبالاً جيداً على شراء القطع الكهربائية المتعلقة بالمطبخ والأواني المنزلية لمناسبة عيد الأم، حيث مكن الفرع الجديد الزبائن من التعرف على مواصفات السلع المعروضة بشكل أفضل ومكننا من عرض تشكيلة أوسع تجعلنا نضاهي المحال المشابهة في العاصمة، حيث يستطيع الزبائن الحصول على خياراتهم من العلامات التجارية المتعددة التي تتوافر لدينا، الأمر الذي يزيد اقبال الزبائن الجدد وتحريك العجلة الاقتصادية في المدينة، كما نأمل أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية في العام المقبل ونتقدم بالتهنئة للأمهات في عيدهن".
* عيد يحتار فيه الأولاد ماذا يقدمون لأمهاتهم وفق ما يوضح أحمد سعد بالقول: "عيد الأم هو عيد ست الحبايب التي نعايدها من خلال الاحتفال معها بقطع قالب من الحلوى، فضلاً عن تقديم هدايا أخرى، فقدمنا لوالدتنا 3 هدايا عبارة عن قطعة ذهب وتلفاز وتليفون، ورغم أن الأم تعرف محبتنا لها وترفض الهدايا، لكن يجب الاعتراف بفضلها، وقد تكون الهدية تلبية لحاجة منزلية مثل استبدال الأدوات المنزلية في المنزل".
* أما عمار صبوح فيقول: "يأتي الزبائن لشراء هدايا متعددة للأمهات ومنها أغراض المنزل، أو شراء العطورات، وقد لا يكتفي البعض بهدية واحدة للأم، بل ينوعون في اختيار الهدايا، لأنها مناسبة عزيزة على الجميع، ولكن ديننا يطلب منا القيام بصلة الرحم مع الأم على مدار العام، فكل يوم هو عيد للأم، ولكن الناس تقلد الغرب في المناسبات، كما أن الأعياد تسهم في تحريك العجلة الاقتصادية، ونرى أن الطفل أيضاً يلاقي نصبيه في عيده من خلال اختيار هدايا مناسبة له".
* بدوره الطفل عمر توني الذي جاء مع والدته لاختيار هديته عبر عن فرحته بالقول: "اخترت لعبة هي عبارة عن مسدس، وأنا سعيد بها، وبالطبع فإنني استخدمها على الحائط وليس على الناس".

المطاعم تستقطب الأمهات

* لعب الأطفال تعكس واقعاً تعيشه المنطقة من حولنا، وحبذا لو بقيت ضمن اطار لعب الصغار، فيما الاستقرار السياسي انعكس ايجاباً على الحركة التجارية، فإن الاحتفال بعيد الأمهات لم يعد مقتصراً على المنزل بل تعداه إلى المطاعم، وفق ما يشير صاحب مطعمي ذوات وبحري في صيدا مصطفى ادلبي بالقول: "شهد العيد الحالي حركة ملحوظة أفضل من العام الماضي، وكأن الناس أصبحت بحاجة إلى المناسبات للتفريج عن النفس، وبالتالي يستفيد التجار من هذه المناسبات، وعلى سبيل المثال فإن عيد الحب هذا العام كان أفضل من العام الماضي، والأمر نفسه بالنسبة إلى عيد الأم، الذي لم يعد محصوراً بيوم واحد، بل أصبح أسبوعاً للأم، اضافة إلى المشاركة في أسبوع عيد الأم من خلال تقديم خصم 40% لكل الزبائن الذين يرتادون مطعمي بحري وذوات ابتداء من الثلاثاء وحتى مساء بعد غدٍ الجمعة، ضمن احتفالية "لأمي ووطني الأم"، الذي أطلقت فكرته النائب بهية الحريري منذ سنوات وتنظمه "مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة" بالتعاون مع بلدية صيدا و"جمعية تجار صيدا وضواحيها" و"الشبكة المدرسية لصيدا والجوار" ومؤسسات المجتمع المدني والأهلي، الأمر الذي يسهم في تنشيط الحركة التجارية في المدينة".
ويضيف: "لم يعد اللبنانيون يفكرون بالأوضاع السياسية، بل بات همهم مواصلة العيش، وكذلك التجار وأصحاب المصالح، فنحن نعمل لأجل مواصلة العيش الكريم، والناس تناست الأزمات التي مرت بها المدينة، لذلك رأينا هذا العام تحسناً في الاقبال على المطاعم وعودة الزبائن من مختلف المناطق لقصد مدينة صيدا، فالناس بدأت نسيان الأوضاع الأمنية الصعبة التي مرت بها المدينة، ورأينا خلال الفترة الأخيرة افتتاح عدد من محال "السناك" في المدينة، وهذا سببه قلة الأشغال وعدم وضع خطط إستراتيجية، فمن يملك مبلغاً من المال يرى في المطاعم مجالاً للاستثمار الذي يعطي دخلاً مقبولاً، لكن المطاعم من أصعب مجالات الاستثمار بسبب صعوبة الحفاظ على تقديم نفس نوعية الخدمات، لذلك نرى البعض يقفل أبوابه مجدداً بعد فترة من الافتتاح، وهذا ما لحظناه خلال السنوات الـ 10 من العمل في مجال المطاعم".
ويختم ادلبي: "الأم هي الغالية على قلوب الجميع، ويجب عدم اختصار الاحتفال بها بيوم واحد، بل على مدار العام، فنستغرب من الذين يهتمون بوالدتهم خلال عيد الأم فقط، رغم أن ذلك يحرك العجلة الاقتصادية، لكن ليس أمراً ايجابياً على الصعيد الاجتماعي، ونلحظ أن للجمعيات دوراً كبيراً في اقامة الاحتفالات بعيد الأم من خلال "الصبحيات" التي يعود ريعها لدعم المحتاجين والفقراء، فضلاً عن حرص الأبناء على أصطحاب أمهاتهم لتكريمهم خلال عيد الأم".
عيد يعيد للحركة التجارية عافيتها، على غرار سائر الأعياد والمناسبات، ولكن تبقى للانفراجات السياسية الدور الأساس في استعادة العافية لحركة التجار.

 

الأطفال يسعدون باختيار هدايا عيدهم

اختيار الأدوات المنزلية هدية للأم يبقى الأساس

الحلويات العربية تتحول إلى تراث صيداوي يستقطب أبناء المناطق

الحيرة في الاختيار تجعل من تعدد الهدايا أمراً حتمياً