أمن وقضائيات >أمن وقضائيات
زوجة الشيخ أحمد الأسير في حوار جريء مع «اللواء»
وضعه الصحي دقيق وينطفئ ويموت رويداً رويداً
أمل الأسير: بقاء زوجي في سجن الريحانية يشكّل خطراً على حياته
زوجة الشيخ أحمد الأسير في حوار جريء مع «اللواء» ‎الجمعة 25 03 2016 09:45
زوجة الشيخ أحمد الأسير في حوار جريء مع «اللواء»
أمل شمس الدين الأسير تتحدّث لـ«اللواء»


ليست هي المرّة الأولى التي يصرخ فيها الشيخ أحمد الأسير الحسيني وأهله مطالبين بإخراجه من سجن الريحانية، حيث بات فعلاً يواجه الموت وينطفئ رويداً، كل طلبات الدفاع بالنقل رُدّت، كل التوسّلات لعلاج طبي منتظم وغذاء صحيح ذهبت في مهب الريح، كل النداءات التي حثّت على رفع الظلم عن الأسير في سجنه تلاشت أصداؤها من غير نتيجة!!
هل صحيح أنّ الدولة تنتقم؟ لبنان يسارع دائماً إلى التوقيع على كل معاهدة أو اتفاقية دولية أو قانون يُنصر فيه الإنسان وحقوقه! فكيف به لا ينصف الحق الإنساني الذي يطالب به سجين، إذ لا بدّ من أنْ يعرف المسؤولون بأنّه مهما كان السجين مجرماً فتّاكاً لا يرحم، على سجّانه أن يكون رحيماً رؤوفاً يعلّم المجرم. إنّ تطابق الوصف مع الأسير الذي لا يزال في المحاكمة، الإنسانية والرحمة والتوبة.
فالأسير اليوم رهينة الروح المعذّبة من دون أن يشعر به أحد!! والأسير اليوم أسير سجن الريحانية، حيث أعلن مؤخّراً وكثيرون من السجناء أمام هيئة المحكمة العسكرية الدائمة عن أنّه لا يصلح للبشر ولا حتى للحيوانات. إنّه سجن يلقى فيه الأسير، وكما ذكر لزوجته الحاجة أمل شمس الدين الأسير، مقبرته لأنّه يخوض معركة مع الموت إنّ بقي في سجن الريحانية!!
أمس الأوّل تحرّك علماء مسلمون ورأوا الأسير واطلعوا منه على أوضاعه الصحية وعلى مسألة علاجه الطبي.
«اللواء» قصدت منزل شقيقة الشيخ الأسير الحاجة نهاد، حيث التقت بزوجة الشيخ أحمد الأسير، الحاجة أمل شمس الدين الأسير التي تواجه واقع زوجها في السجن بمرارة أكبر، فصوتها يرتجف من ظلم المسؤولين، وهي تستصرخ الضمائر المدركة لمعنى الحق الإنساني، كي ينال زوجها حقه الإنساني والقانوني داخل السجن.
فماذا صرّحت الحاجة أمل شمس الدين الأسير عن معاناة زوجها المتهم بالارهاب، وماذا علقت على معركة عبرا، وماذا يريد أهل الأسير من دولتهم الحبيبة لبنان.
قالت الحاجة أمل: زوجي يتناول حقيقة الإسلام بالفكر والدعوة ولا ميول له للعنف نهائياً، إنّ الظلم واقع علينا، فما حصل في عبرا في 23 حزيران 2013 كان مروّعاً.
زوجي وقف في مرحلة ما مع الجيش، ومَنْ أطلق الرصاصة الأولى كان توفيق البابا من شقة فوق محل الـKFC وهو من عناصر سرايا المقاومة، وكان أوعز لأهله قبل يومين من المعركة بالخروج من المنزل، النّاس تخاف قول الحقيقة، والإدلاء بشهاداتهم، وعناصر غير تابعة للجيش اللبناني أشعلت المعركة، وكذلك بعض وسائل الإعلام التي أعطت حجماً للقضية أكبر منها، وأجّجتها وباتوا يسمّون الشيخ بالارهابي، وهو الذي اعتصم على دوار الكرامة في صيدا من أجل شرعية السلاح، ونادى بألا يكون السلاح إلا بأيدي الجيش اللبناني، رافضاً أن يكون للجيش اللبناني شريك في حمل السلاح.
وأنا لا أعرف لماذا وقعت معركة عبرا، لكن بعضهم ظن ان الشيخ الأسير يبحث عن مناصب سياسية فخافوا على مراكزهم وهذا سبب من الأسباب الكثيرة، وكان للاعلام دوره في إشعال معركة عبرا.

خسارة في الوزن

وأضافت الحاجة أمل: «أنا لم استطع زيارته في سجن وزارة الدفاع لعدم وجود إخراج قيد بين يدَيْ، ولم أزره الا بعد الحصول على إخراج قيد، وكان في حينه نُقِلَ إلى سجن الريحانية، علماً بأنّ هويتي سُرقت بعدما تعرّض منزلنا للسرقة، إضافة إلى القصف والخراب. فالمنزل فُتّش بطريقة مخيفة، وهويتي وجواز السفر وكل الأوراق الثبوتية أخذت منه، وتبين ان الهدف من تلك السرقة، بعد التفتيش، هو خلق ملف من العدم، رأيته للمرة الأولى بعد توقيفه في قاعة المحكمة العسكرية الدائمة في 15 تموز 2015 حيث سُمِحَ لنا بحضور الجلسة، وقابلته شخصياً أنا ووالدته مُـدّة ربع ساعة وكان خسر من وزنه وبدا تعباً، وكان همه الاطمئنان إلى وضعنا وإلى عدم وجود مضايقات بحقنا، وبعد ذلك بدأت أزوره في سجن الريحانية عندما سُمِحَ لشخصين من عائلته بالزيارة مرّة واحدة في الأسبوع وعلمت لاحقاً أثناء الزيارات من النساء اللواتي ينتظرن دورهن للمواجهة، أنّ غالبية الموقوفين في سجن الريحانية يُسمح لذويهم بالزيارة ولو كان عددهم خمسة ولمرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع.
ونحن لا يُسمح لنا إلا بخمس دقائق وتكلّم الشيخ عبر الانترفون ومن خلف الحاجز الزجاجي هذا عدا عن انقطاع الخط مراراً أثناء التحدث معه. ولا يُسمح لنا بإدخال أي شيء للشيخ سوى المياه والثياب. وعندما أودّع الشيخ في سجن الريحانية كان الوزير ميشال سماحة لا يزال موقوفاً هناك. وذات مرّة استغربت عدم وجود زيارات، فعلّقت بعضهن من النساء اللواتي كن ينتظرن دور المواجهة انه لا بدّ وأن تكون زوجة الوزير سماحة وبناته في الداخل يواجهنه، وأكدن لي انهن يدخلن إلى غرفته حيث تُجرى المقابلة ويجالسهن فترة طويلة بمقابلة وجها لوجه ما وراء القضبان وحتى من دون إذن، حتى ان زوجة الوزير سماحة لا تنتظر مع المنتظرات إنما تدخل مباشرة إلى حيث يكون هو بانتظارها، وذات مرّة أتت ابنته وركنت سيارتها في الموقف ودخلت ولازمته 40 دقيقة وتعمّدت مراقبة الوقت في المرة الثانية فكان 50 دقيقة. وذات مرّة تأخر الوقت بالزيارة فقالت احداهن لا بدّ من ان تكون زوجة الأسير عنده في الداخل فأجبتها كلا لأن زوجته هي انا الجالسة معكن تنتظر دورها للمواجهة مثلي مثلكن! علماً بأن الانتظار يطول ساعة أو ساعتين».

معاناة بإدخال الدواء

وتابعت الحاجة أمل الأسير فوصفت وضع زوجها الصحي «لقد خسر وزناً كبيراً، الشيخ لا يخرج إلى النور، كانوا يسمحون له بالخروج من زنزانته 5 دقائق في الأسبوع ليمشي في الممر العائد للسجن، وليس في باحة تصلها أشعة الشمس ولا يدخلها الهواء، وهي زنزانة تحت الأرض. مؤخراً سمح له بالخروج 10 دقائق مرة في الأسبوع أي بعد نحو 5 أشهر من سجنه في الريحانية. كمية الطعام قليلة ولا تناسب وضعه الصحي كمريض بداء السكري مثل الأرز وذات مرّة قدموا له طعاماً لم يعرف ما هو! كما يطعمونه البطاطا والبيض المسلوق من دون ملح أو زيت. كان الزيت والزعتر يأكله في الخبز أما اليوم فهم يطعمونه الخبز والزعتر من دون زيت لأن الزيت غير متوافر.
الهبوط في السكري ينتابه مراراً ومن يُعاني من داء السكري يعرف ما معنى الهبوط وتأثيره على صحة المريض، أي أصبح الأسير معرّضاً للغيبوية لا سمح الله وقد تنطفئ حياته بسببها. لقد عانى من نوبة حساسية قوية، وانتابته الحكّة بسببها. ومنعوا عنه الدواء بحجة انّه يتدلّل فراح يحك إلى ان تجرّح معصمه وبطة رجله، وجرح السكري يطول شفاؤه ومعاناتنا في إدخال دواء للشيخ الأسير لا يمكن وصفها لإدخال مرهم الـMebo انتظرنا طويلاً، وإدارة السجن لم تقبل الا ان تبتاع هي من خزنة الامانات الخاصة بالشيخ الدواء وذلك بعد شهر من الحث على تأمين المرهم لجروحه. لقد تقوّصت قرنية عين الشيخ الأسير وزاد ضعف نظره لجلوسه فترة في الظلام فالضوء محروق ولم يأت من يستبدل زجاجته، فوصف له الطبيب نظارات جديدة فتقدمت عبر الوكلاء بطلبات للمحكمة العسكريةلكي تسمح لنا بالحصول على الوصفة الطبية. ولدى السؤال في السجن عن الوصفة يشيرون إلى ضرورة مراجعة الوكيل لتقديم الطلب فعند السؤال عن طلب ما يحيلونه إلى العسكرية والمحامي يكون قد قدّم الطلبات للمحكمة، هم يعملون على زرع الشقاق بين الموكل ومحاميه ليفهم السجين ان الموكل سيىء وغير نافع وأنه عليه توكيل آخر يكون من جهتهم لكي يرضوا عليه، ولو حصل ذلك لظهرت الطلبات بسرعة البرق ولتسهّلت كل الامور».
وشدّدت الحاجة أمل على أن الشيخ «يعيش في زنزانة صغيرة عرضها 140 سنتمتراً وطولها يكاد يكون مترين، في آخرها مرحاض مكشوف. يزور الأسير مندوبون من الصليب الأحمر يقفون على احتياجاته وقد كشفت عليه طبيبة عندما أيقنت أن صحته تتدهور، فوجدتها سيئة جداً، وهو يُعاني يومياً 3 مرات من دخان السجائر فالمسؤولون عن السجن يُخرجون السجناء إلى الممر لإشعال سجائرهم فيمكثون وقوفاً بالقرب من باب سجن الشيخ حيث تدخل الروائح والدخان إلى زنزانته فيعيش يومياً 3 ساعات من العذاب بسبب ما يعانيه مع حساسيته من الربو».
وأضافت الحاجة أمل: «لقد تكلمت مندوبة الصليب الأحمر مع المسؤولين في إدارة سجن الريحانية فوافقوها على أن صحته دقيقة وعلى أن طبيعة المكان مؤذية لكن لا يستطيعون فعل أي تغيير! فالرطوبة قوية جداً والشيخ يضع على فراشه منشقة لامتصاص الرطوبة، وقد اعترضت مندوبة الصليب الأحمر منذ فترة على وضعه منفرداً في زنزانة ومنذ 6 أشهر أحضروا سجيناً ليقاسمه الغرفة الضيقة والمرحاض المكشوف. إلا أن الشيخ رفض مشاركة سجين آخر للزنزانة إلا في حال نقله إلى غرفة أكبر حينها يصبح مستعداً لتقبّل المشاركة. 6 أشهر والاسير وحده في زنزانة مرحاضها مكشوف. وقد أعلم المسؤولون الشيخ أن كل غرف سجن الريحانية متشابهة بالحجم، مع العلم بأن القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية تحرّم إيداع شخص في السجن الانفرادي طيلة هذه المدة. عندها طلب المسؤولون في السجن من الأسير التوقيع على مستند يفيد بأنه راض بوضعه في الانفراد، فاضطر إلى التوقيع وقد طلبت مندوبة الصليب الأحمر أيضاً عندما علمت بما حصل إحضار شخص له لمحادثته أثناء العشر دقائق التي يخرج فيها من الزنزانة، إضافة إلى أنه يُمنع من امتلاك أكثر من كتابين في زنزانته، كم أن الهمس ممنوع عليه وهو شيخ يقرأ القرآن الكريم بصوت منخفض، والهمس في غرف السجن يخالف النظام المتبع فيه، وهذا تعرّض للعبادة. والشيخ لا يتعرّض لأشعة الشمس وجسمه بحاجة لذلك وقد أُصيب بنقص في الفيتامين ج وبضعف في الحديد وفقر في الدم وألم شديد في العمود الفقري والكلاوي ويعاني من بحص في المرارة. المياه التي نحضرها له يعطوه إياها لكن من دون أغطية. والشيخ في حال هبوط في السكر متكرر وفي جوع دائم فكمية الطعام قليلة والوصفة الطبية العسكرية توصي بـ40 مليلتراً من الانسولين. والانسولين مادة تشعر من يتلقاها بالجوع فيحتاج إلى طعام مغذٍ كي لا يتعرّض للهبوط في السكر فما كان من المسؤولين عنه إلا أن خففوا كمية الانسولين حتى الـ 17 ملل وأحياناً أقل ومع هذا فإن السكر لديه في هبوط مستمر. وحالياً بات يُعاني من آلام في المعدة. هناك أدوية لا بدّ من تناولها أثناء الطعام أو مباشرة بعد الطعام إلا أنه ينتظر ساعة أو اثنيتن لإعطائه الدواء والسبب ضغط العمل في السجن. كما بات يُعاني من حالات تقيؤ دائمة ومن قلة في كمية الطعام بات معها يشعر بالدوخة وعدم القدرة على الوقوف».

وضعه دقيق

وناشدت الحاجة أمل المعنيين فقالت: «إن وضع الشيخ الأسير لا يسمح بإبقائه في سجن الريحانية بعد اليوم. الصليب الأحمر غير مخوّل تسطير تقرير عن وضعه، هو بريد بين السجين وذويه فقط، لكن المندوبة في الصليب الأحمر كلّمت المسؤول وأفهمته أن المكان لا يلائم وضعه الصحي، لأنه ينطفئ ويموت رويداً رويداً، موقوفون كثيرون ينقلونهم إلى المستشفيات لمعالجتهم ونحن لا نطلب الكثير، نطلب نقله إلى مكان يعالج وضعه الصحي المتدهور، لقد أدخل المتهم في حينه الضابط في الجيش اللبناني فايز كرم إلى المستشفى عدّة مرات ومكث فيها مُـدّة طويلة، فلماذا الشيخ الذي يموت بطيئاً تمنع عليه حقوقه الانسانية!؟ كان تقدّم وكلاء الدفاع بطلب أوّلي لدى سوء صحته لنقله إلى المستشفى ويكون توقيفه هناك وإخضاعه لعلاج طبي مستمر لحالته الدقيقة إلا أن الطلب رُفِضَ بحجّة أنه يرمي إلى عدم السير بالمحاكمة فيما نحن نريد التسريع بالمحاكمة وأن يكون لائقاً صحياً للمحاكمة. بات الشيخ الأسير يتناول اليوم 24 حبة دواء في اليوم، يدوخ ويصبح غير متوازن، هو إنسان صحته دقيقة، لكنه لم يعان في حياته من نقص في الفيتامين ج إلا في السجن ولم يعان من نقص لا في الحديد ولا في الدم ولم تكن تنتابه كل الأوجاع التي يعانيها اليوم من مكان السجن، والنوم على الأرض صحته تتدهور بسرعة».
وأجابت الحاجة أمل لجهة المحاكمة العادلة لزوجها: «إن إخلاء سبيل الوزير ميشال سماحة والضجة التي حصلت واستقالة وزير العدل اللواء أشرف ريفي تُغنيها عن الكلام في هذا الشأن. إنّه ملف بموازاة مؤامرة على أمن الوطن ككل. لكن كل ما يعنيني الآن صحة الشيخ. أريده أن يكون إنساناً لائقاً للمحاكمة. نريد له مكاناً تراعى فيه كل شروط الحق الإنساني ليطبقوا بنود المعاهدات والاتفاقات الموقّع عليها لجهة حقوق الإنسان، ومناهضة التعذيب. كل المنظمات العالمية الحقوقية تؤكد أنه سجن غير ملائم للبشر فكيف نرضى بإيداع الشيخ الأسير أو غيره في هكذا سجن. نريده أن يتساوى بباقي السجناء في غير مكان، ليطبق القانون الإنساني على الشيخ، هل تطبيق قوانين حقوق الإنسان يحرم الشيخ من أشعة الشمس أو من الطعام أو من التحدث مع الغير؟».
وأضافت الحاجة أمل بأنّها تعامل معاملة عادية عند زيارتها للشيخ في الريحانية لكن الحرية معدومة وهي منقّبة والجندي في المقابلة الشخصية يقف بينها وبين الشيخ زوجها، والزيارة تصبح قصيرة جداً مع الأسير، والسماح بالمواجهة يأخذ وقتاً في الريحانية وكأنها تفاجئ المسؤولين بالزيارة الشخصية من وراء القضبان وقالت: «سجن المعلومات في رومية غرف مستقلة وهو ليس كمبنى «د» أو «ب» تدخل إلى الغرف أشعة الشمس وللسجين حرية شراء ما يريده من طعام. الداعية الاسلامي فستق بكري ترك سجن المعلومات ولازم مبنى «ب» فكيف بهم لا يخافون من فستق ويخافون من الشيخ؟ هو اليوم يفضّل سجن وزارة الدفاع على سجن الريحانية. هناك يشتري الطعام، يزوره الطبيب يومياً، يتناول الدواء في أوقاته، أما في الريحانية يصاب بالهبوط المتكرر، ومؤخّراً بحالة تقيؤ وتسمم وإسهال من سوء التغذية، يرهق ولا يستطيع الكلام، أصبح وزنه أقل من 60 كيلوغراماً».
وتضيف الحاجة أمل باكية: «آخر مرّة زرته وجدته كأطفال المجاعات عظمه نافر، يرتجف، أصبح خيالاً، جلداً منشوراً علىالعظام، إسألوا أي مريض بداء السكري يتناول الأنسولين ولا يتناول الطعام ماذا يحلّ به؟ ينهار، يجوع، يرتجف، يتعب، فكيف بإنسان يُعاني أيضاً من سوء التغذية؟ هل نتحرك عندما يصاب بالغيبوبة وبنوبة قلبية في سجن الريحانية، أطلب أن يعامل معاملة إنسانية قانونية، أطلب نقله، وأقول لوزير الصحة وائل أبو فاعور الحريص على صحة اللبنانيين، أن الشيخ الأسير مواطن لبناني، صحته تنهار في السجن، وأن عليه التحرّك لا سيما أن وكلاء الدفاع طلبوا موعداً رسمياً لمقابلته ولم يعط لهمس.

الشيخ يموت

وختمت الحاجة أمل شمس الدين الأسير مناشداتها بالإجابة على سؤال يتعلّق بالمقايضة بين أسرى داعش وسجناء في السجون اللبنانية بينهم الشيخ الأسير فقالت: «أرى الشيخ يموت وهو في السجن وألمس العذاب الذي يعيشه اريده ان يخرج من السجن، عندما أرادوا إخراج النبي يوسف من السجن لمقابلة الملك رفض إلى حين إثبات براءته، وعندما سمع النبي محمّد (#) بموقف النبي يوسف قال: «لو كنت في مكانه لابتدرت الباب»، لن يرفض الحرية بتاتاً، مع الإشارة إلى ان الرسائل المتبادلة مع الشيخ يقرأها المسؤولون قبل إيصالها وغير مسموح أكثر من ورقتين في الاسبوع».
وتمنّت الحاجة أمل على العلماء المسلمين مساعدة الشيخ في نقله من الريحانية، لافتة إلى انه عالم دين، وأقلّه ان يقفوا إلى جانبه في محنته لأن ذلك واجب اخلاقي - ديني وانساني، والشيخ ضحية مؤامرة ولا يجوز ملاحقته، الا بإذن من المفتي لأنه عالم من علماء الدين يحمل شهادة شرعية.
{ اما الحاجة نهاد شقيقة الشيخ الأسير فقد أكدت على ما ذكرته الحاجة أمل، لافتة إلى انه كان بحال صحية جيدة في وزارة الدفاع عندما زارته ووالدتها لكن بعد نقله إلى الريحانية كان انساناً عجوزاً غير قادر على الوقوف ولا على الكلام ولا على التمييز لأنه لم يعرف والدته وكان يُعاني من نوبة فسقط ارضاً وتُرِك من دون اسعافات اولية ليموت في الريحانية. طبيب السجن في وزارة الدفاع كان يزوره يومياً والعلاج يتناوله في اوقاته وهناك فرق كبير بين سجن وزارة الدفاع وسجن الريحانية وكل ما نريده نقله من الريحانية.

المصدر : اللـواء