قبل نحو خمسة عشر يوما صدرت تشيكلات عسكرية تمّ بموجبها تعيين ضابط على رأس "الفوج النموذجي" المنوى تشكيله وهو العقيد كرم حديفة.

تشكيل الفوج وتحديد مهامه وصلاحياته وأدواره لا يزال في المراحل الاولى، مع العلم أن مقرّه سيكون ضمن المنطقة الحدودية جنوبا. وفيما دارت تساؤلات بشأن الدور المفترض لهذا الفوج ومدى إنصياعه لإملاءات أميركية أو أممية بشأن دوره في منطقة عمل "اليونفيل" فإن أوساطا مطلعة تجزم بأن هذا المشروع يندرج ضمن خطة شاملة للجيش لتطوير قدراته إنسجاما مع متطلبات القرار الدولي 1701، وهو إذ نال اهتماما خاصا من جانب الامم المتحدة للدفع بإتجاه إنشائه فإن ذلك لم يرتبط بأي شروط مسبقة بشأن عمله وتحركاته جنوبا في منطقة عمليات "اليونفيل" التي بقيت في ظل البركان الذي ضرب المنطقة منذ سنوات، ووصلت حممه الى لبنان، من أهدأ المناطق اللبنانية.
وفيما يعتبر تشكيل "الفوج " وتجهيزه وتحديد مهامه وعديده وعتاده من أهمّ بنود خطة تطوير الجيش، فإن الاوساط تجزم بأن دوره الى جانب "اليونفيل" قد ينتقل في مرحلة لاحقة الى الحلول محل القوات الدولية بعد إنسحابها من الجنوب.
وتؤكد المعطيات ان تشكيل "الفوج" بالتزامن مع القرار الاميركي المستمر بدعم الجيش وقواه العسكرية يندرج ضمن قرار لبناني سيادي بتنفيذ أحد أهم بنود خطة تطوير الجيش بعيدا عن أي إملاءات تتنافى مع الدور المطلوب منه أساسا في المنطقة الحدودية. ويقول مطلعون ان تمويل هذا الفوج دوليا لا يختلف مثلا عن التمويل البريطاني لابراج المراقبة في المنطقة البقاعية الحدودية، أو التمويل الاميركي والبريطاني لافواج الحدود البرية، ويتوقع أن يكون محط إهتمام مماثل في مؤتمر روما المقبل من ضمن توجه الدول المانحة لدعم الجيش اللبناني.