فلسطينيات >داخل فلسطين
كاتب اسرائيلي: على الأمير ويليام الاعتذار من "إسرائيل"
كاتب اسرائيلي: على الأمير ويليام الاعتذار من "إسرائيل" ‎الثلاثاء 6 03 2018 21:32
كاتب اسرائيلي: على الأمير ويليام الاعتذار من "إسرائيل"


يستحوذ الإعلان عن رغبة ولي العهد البريطاني، الأمير ويليام، القيام بزيارة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن، خلال الصيف القادم، اهتمام الصحافة البريطانية على وجه الخصوص. ويعود سبب الاهتمام بالدرجة الأولى إلى أنها الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها عضو من العائلة البريطانية المالكة إلى الكيان الاسرائيلي، منذ إنشائه قبل سبعين عاماً.

ورغم ذلك، فإن الصحفي الاسرائيلي الأمريكي، لييل ليبوفيتز، الذي يحمل الجنسية "الإسرائيلية"، طالب الأمير ويليام، في مقال نشره في صحيفة "تابليت" البريطانية، أمس الإثنين، بالاعتذار لليهود وللكيان الاسرائيلي.

الداعي للاعتذار، بحسب الصحفي الاسرائيلي، هو قيام البحرية البريطانية بإطلاق النار على سفينة محملة بالفارين اليهود في 18 تموز / يوليو 1947، كانت على وشك الرسو في ميناء حيفا، فقتلت 3 من ركابها، من بينهم اثنان من الناجين من "المحرقة" النازية. وذلك في رضوخ بريطاني لمطلب "العرب" الذين كانوا يتظاهرون احتجاجاً ضد الهجرة اليهودية إلى فلسطين.

وقاحة ليبوفيتز دفعته إلى مطالبة الأمير ويليام بالذهاب إلى ميناء حيفا، وتقديم اعتذار، من هناك، للشعب اليهودي على الجريمة التي ارتكبتها البحرية البريطانية بحق المساكين الأبرياء.

يمثل ليبوفيتز الشوفانية الاسرائيلية بأعلى صورها في استعادة لصورة تحفظها الذاكرة الأوروبية جيداً عن أسلافه، والتي سجلها الأديب البريطاني الشهير ويليام شكسبير جيداً في روايته "تاجر البندقية".  وما قام به في مقاله مثال نموذجي عن الكذب والتدجيل الاسرائيلي، وتشويه التاريخ بانتقائية فظة.. وكأنّ الهجرة اليهودية إلى فلسطين كانت حقاً من حقوقهم أصلاً!

وأكثر من ذلك، لم يشفع للعائلة البريطانية الحاكمة لدى ليبوفيتز وأمثاله أنها كانت المسؤولة عن مأساة وعد بلفور، التي احتفت بمئويته قبل أقل من عامين، ومنحت فلسطين بأكملها للمشروع الاسرائيلي، متسببة بطرد شعب كامل من أرضه، الذي يعيش مأساة متواصلة منذ سبعين عاماً، واختراع شعب لا وجود له ولا يربطه رابط إلا أساطير وخرافات تلمودية ورغبة استعمارية في السيطرة على المشرق العربي.

تناسى ليبوفيتز الخدمات الجليلة التي قدمها جيش جلالة الملكة البريطانية في مطاردة أهل فلسطين وشعبها، وحملات القتل والإعدام التي قام بها، تمهيداً لتسليم أرض فلسطين للعصابات الاسرائيلية، أجداد ليبوفيتز!

وأياً يكن من أمر، فإن خطة زيارة ولي العهد البريطاني تتضمن محطة لزيارة رام الله، فهل سيصدر عنها، أو عن جنباتها، من يطالب الأمير ويليام وعائلته المالكة، وهي العائلة ذاتها التي تصر على رفض الاعتذار للشعب الفلسطيني جراء الجرائم الكثيرة المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، بزيارة دير ياسين؟!

هل من سيطالب الأمير ويليام بزيارة أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الكثيرة الممتدة على مساحة الضفة المحتلة، ليرى بأم عينه المجزرة المستمرة بحق شعب بأكمله، ناهيك عن عشرات المخيمات خارج فلسطين؟!

المصدر : وكالات